الرئيس الأمريكي دوتالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دوتالد ترامب.(أرشيف)
الجمعة 21 سبتمبر 2018 / 12:24

جيمس جيفري يخرق الحظر...هل ألغيت اللائحة السوداء؟

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي كيرت ميلز في موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" أن إيليوت أبرامز السياسي البارز في المحافظين الجدد تباهى على موقع مجلس العلاقات الخارجية، بأن المبعوث الجديد للرئيس دونالد ترامب إلى سوريا جيم جيفري لم يكن أبداً من مؤيدي ترامب، وأن تعيينه مهم لسبب آخر: إذ أنه كان واحداً من الذين وقعوا عام 2016 على رسالة مناهضة لترامب، وأعتقد أنه الشخص الأول الذي فعل ذلك وحصل على موقع في هذه الإدارة "وإذا كان هذا يعني تداعي اللائحة السوداء، فإن الرئيس ووزير الخارجية سيستفيدان من ذلك".

وقال ميلز إن أبرامز نفسه الذي كان في أحد المرات من بين الواردة أسماؤهم لمنصب نائب وزير الخارجية، رفض لأنه ليس من المنتسبين إلى نادي ترامب. وفي فبراير (شباط) 2017، ألقى أبرامز باللوم في ذلك على ستيف بانون قائلاً إن "الشخص الوحيد في فريق البيت الأبيض الذي أعرف أنه عارض تعييني في هذا المنصب هو ستيف بانون على ما أظن".

خط أحمر
وأشار الصحافي إلى أنه ليس ممكناً تطبيق تفاصيل سياسة "أمريكا أولاً" التي أعرب عنها ترامب في حملته الانتخابية وبعد وصوله إلى البيت الإبيض في الممارسة السياسية الفعلية. لكن كان واضحاً أن ثمة خطاً أحمر علنياً أمام أولئك الذين لم يكونوا موالين لترامب خلال حملته الانتخابية. ولفت إلى أن الرسالة التي وقعها جيفري كانت لا تقبل التأويل "إن السيد ترامب يفتقر إلى مؤهلات الرئاسة". هذا ما كتبه أكثر من 40 كادراً في الحزب الجمهوري في أغسطس (آب) 2016 ليضيفوا :"والأكثر أهمية، أن السيد ترامب يفتقد إلى الشخصية والقيم والتجربة كي يكون رئيساً. إنه يضعف السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة بصفتها قائداً للعالم الحر. يبدو مفتقراً إلى المعرفة الأساسية والإيمان بالدستور الأمريكي والقوانين الأمريكية والمؤسسات الأمريكية، بما في ذلك التسامح الديني وحرية الصحافة والقضاء المستقل. وبخلاف رؤساء سابقين كانت لديهم تجربة محدودة في الشؤون الخارجية، فإن السيد ترامب لم يظهر أي اهتمام في تثقيف نفسه. إنه يواصل عرض جهل ينبغي الحذر منه للحقائق الأساسية للسياسات الدولية المعاصرة".

رفع الحظر
وقال إن جيفري يستفيد الآن من عدم امتلاك ترامب حسّ حب الاستطلاع. أو ربما دلّ تعيينه على رفع جزئي لحظر تعيين غير موالين لترامب في الإدارة. فهل هذه هي البداية؟

كانت السياسة الخارجية للإدارة، وفق ما جاء في مقال مجهول التوقيع في صفحة الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، تسير في اتجاهين. أحدهما خطاب شعبوي مؤذٍ من الرئيس تليه عقوبات شرسة يفرضها مسؤولوه خلف الكواليس. ويؤكد المقال وكثير من التقارير الأخيرة ما كان واضحاً لمدة طويلة: معظم أولئك الذين يخدمون الرئيس لا يشاركونه دوافعه السياسية، وتالياً يعملون في بعض الأحيان لإحباط جدول أعماله. ولعل كوريا الشمالية هي المثال الأكثر وضوحاً في هذا المجال، حيث يتحول الرئيس بسرعة إلى جزيرة معزولة.

سوريا
وبالنسبة إلى سوريا، قال مستشار الأمن القومي جون بولتون إن الولايات المتحدة ستبقى في هذا البلد الذي مزقته الحرب طالما أن إيران تشكل "خطراً" على المنطقة: ذلك يمثل تبدلاً عن المطالبة بانهيار النظام الإيراني. ومع ذلك فإن ترامب قال هذا الأسبوع: "لقد أنجزنا شيئاً رائعاً في سوريا والمنطقة بالقضاء على داعش، التي هي سبب وجودنا هناك...إننا نقترب من انجاز المهمة". لكن جيفري لفت إلى أن المطلوب هو تحقيق هزيمة "دائمة" لداعش. وأضاف "هذا يعني أننا لسنا مهرولين للانسحاب" في إشارة فسّرت على نطاق واسع بأنها جدار واقٍ للولايات المتحدة من فكرة الإنسحاب السريع. فهل أبلغ أحدهم الرئيس؟