ثعلب رويل الذي صورته كاميرات الهيئة (من المصدر)
ثعلب رويل الذي صورته كاميرات الهيئة (من المصدر)
الأحد 23 سبتمبر 2018 / 11:10

اكتشاف حيوانات منقرضة في إمارة أبوظبي

أعادت هيئة البيئة – أبوظبي اكتشاف حيوان النيص (Hystrix indica)، الذي كان يعتبر في الماضي من الحيوانات المنقرضة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تم تسجيل وجود ثعلب روبل (Vulpes rueppellii) الذي شوهد آخر مرة قبل 13 عاماً، وذلك في اكتشاف جديد يعزز من دور الهيئة وجهودها في المحافظة على التنوع البيولوجي.

ووفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه اليوم الأحد، فإنه بموجب هذا الاكتشاف، سيتم إضافة هذين النوعين إلى الـ 36 نوعاً من أنواع الثدييات المسجلة في إمارة أبوظبي، والتي تضم عدد قليل من الحيوانات التي انقرضت في البرية ولم تعد تُشاهد بعد الآن مثل النمر العربي، والذئب العربي والضبع المخطط.

وقد تم رصد وجود حيوان النيص وثعلب روبل من خلال كاميرات خاصة للتصوير عن بُعد تلتقط الصور تلقائياً عند مرور أي جسم من أمامها، وتعمل هذه الكاميرات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع (24/7)، وتتميز بوجود فلاش يصدر الأشعة تحت الحمراء غير المرئية، وذلك لتجنب إخافة الحيوانات عند تصوريها.

أحدث التقنيات
وعلى مدى السنوات الماضية تقوم وحدة تقييم ومراقبة التنوع الحيوي البري التابعة للهيئة بإجراء مسوحات للتعرف على ملامح التنوع البيولوجي بإمارة أبوظبي، وقد اعتمدت الهيئة مؤخراً بشكل كبير على أحدث الأدوات والتقنيات في تقييم التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، حيث ساعد استخدام كاميرات التصوير عن بُعد في مراقبة أنواع الثدييات الرئيسية وفي توثيق الأنواع المراوغة، فقد ساعدت هذه التقنية الباحثين في الهيئة في تسجيل وجود قط الرمال في أكثر من 17 موقعاً في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي بعد اختفائه لعدة سنوات، حيث كان يُعتقد سابقاً أنه في حالة تدهور حاد في البرية مع وجود أعداد قليلة متبقية منه في البرية.

النيص
ويعد النيص، الذي قد يصل وزنه إلى 18 كيلوغراماً، من أكبر القوارض الموجودة في الشرق الأوسط، كما يتميز بوجود الأشواك الطويلة الإبرية الحادة التي تغطى جسمه، والتي يستخدمها للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة، ويمكن العثور على هذا النوع في شبه الجزيرة العربية وأقرب مكان تتواجد فيه بالنسبة لدولة الإمارات في المملكة العربية السعودية وسُلطنة عمان، ويعتبر هذا النوع من الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض في شبه الجزيرة العربية بسبب التناقص المستمر في أعداده أمام الزحف العمراني، وكونه غذاء لبعض الحيوانات البرية الأخرى مثل الذئاب والوشق.

وبالرغم من أن بعض الأنواع من حيوان النيص مهددة بخطر الانقراض في العالم، إلا أن النيص الهندي يعتبر من الأنواع الغير مهددة بالانقراض في العالم وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (2018)، وعلى الرغم من الحماية الخارجية الموجودة على الجسم وهي الأشواك، إلا أن هناك بعض الحيوانات تستطيع افتراس حيوان النيص، كما يتم قتل حيوان النيص لأنه يمكن أن يصبح آفة تهدد المحاصيل الزراعية.

ويشار إلى أن النيص كان ينتشر في دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي، فوفقاً لمقالة نشرت في 22 نوفمبر _تشرين الثاني) 1967 أشارت إلى أن بعض البدو الأصليين القدماء في  الإمارات كانوا يتذكرون رؤية النيص فيها خلال حياتهم، ووفقاً للتقرير الوطني الخامس لدولة الإمارات العربية المتحدة لاتفاقية التنوع البيولوجي، فقد تم تسجيل هذه الأنواع في الدولة ولكن لم يتم تأكيد انقراضها.

وكان الباحثون في الهيئة قد عثروا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على آثار أقدام وأشواك للنيص في منطقة الظفرة، لذا بدأت الهيئة في استخدام كاميرات التصوير عن بُعد لمحاولة التقاط صور لهذا الحيوان، الذي يعتبر من الأنواع المراوغة التي تقضي معظم وقتها في الجحور، وبعد وضع هذه الكاميرات في منطقة الظفرة تمكنت الهيئة من الحصول على أول صور لهذا النوع في البرية في إمارة أبوظبي.

ثعلب روبل
في حين يعتبر ثعلب روبل، والمعروف أيضاً باسم ثعلب الرمال، هو واحد من ثلاثة أنواع من الثعالب المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتراوح لونه من الرملي إلى الرمادي الباهت مع آذان كبيرة تشبه الخفافيش، وخضم (مقدمة الفم) قصير وذيل طويل وكثيف، وهو حيوان صغير، يزن أقل من كيلوغرامين، يعيش في أوكار ويتغذى على الثدييات الصغيرة والزواحف واللافقاريات.

كما يعتبر من الأنواع النادرة جداً ولا يسهل رؤيتها في البرية، وتضم قاعدة بيانات الهيئة لسجلات تشير إلى مشاهدة ثعلب روبل منذ أوائل التسعينات، حيث تم تسجيل آخر رؤية مؤكدة في عام 2005، وفي محاولة للبحث عن مشاهدات جديدة، نشر الباحثون في الهيئة كاميرات المراقبة في موقعين مختلفين حيث سبق أن شوهد هذا الحيوان، وبعد مرور عام، نجحت جهود الهيئة بتسجيل فرد واحد في موقع ضمن المنطقة الغربية.

أبحاث شاملة
وقالت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري: "خلال العقدين الماضيين، ومنذ إنشائها، قامت الهيئة بإجراء أبحاث ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي، ورصد النظم البيئية، والأنواع والمؤشرات البيئية معتمدة على أفضل العلوم والتقنيات الحديثة والحلول المبتكرة والمهارات الفنية، ويؤكد إعادة اكتشاف كالنيص وثعلب الرمال على أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل كاميرات التصوير عن بعد في إجراء مسوحات الرصد والتقييم المكثف، والتي ممكن أن نخرج من خلالها بنتائج جديدة ومثيرة مثل التي اكتشفناها مؤخراً، كما أن إعادة اكتشاف ثعلب روبل في تلك المناطق هو علامة جيدة على أن موائله يتم إدارتها بشكل جيد".

المحافظة على التوازن
وقال المتخصص بعلم الثدييات في الهيئة راشد الزعابي: "تستخدم الهيئة أكثر من 35 كاميرا لمراقبة الموائل الحساسة بيئياً وبعض المناطق المحمية التي تم تشكيلها حديثاً، وذلك بهدف إعادة اكتشاف الأنواع التي لم يتم مشاهدتها مؤخراً والمسجلة في قاعدة البيانات البيئية التابعة للهيئة، وبمجرد تحديد المواقع التي تشير إليها السجلات يتم نشر الكاميرات في محاولة لمشاهدتها من جديد، وتسعى الهيئة الآن إلى توسيع جهودها لمحاولة اكتشاف المزيد من حيوان النيص في البرية للمحافظة على الأنواع النادرة والمراوغة الأخرى".

وأشار الزعابي إلى أن المعلومات التي يتم جمعها عبر كاميرات المراقبة تساهم في دعم جهود الهيئة لوضع برامج وخطط للمحافظة على الأنواع البرية المستهدفة، موضحاً أن الهيئة يمكن أن تتدخل في الحالات التي تشعر فيها الأنشطة البشرية أو عوامل أخرى تهدد التوازن البيئي وصحة الأنواع.