من إحدى دورات معرض "العين تقرأ" السابقة (أرشيف)
من إحدى دورات معرض "العين تقرأ" السابقة (أرشيف)
الأحد 23 سبتمبر 2018 / 20:20

العين تقرأ ... الرهان الرابح دائماً

لطالما كانت العين رهاناً وخياراً. رهان لا يخيب، وخيار لا يمكن تجاوزه. بدءاً من عمق زمني يمتد في التاريخ إلى 3000 سنة، ومروراً ببعث وإحياء على يد القائد المؤسس، وانتهاءً بإبداع وإلهام يسقى كل صباح، ويثمر كل مساء.

العين تقرأ. إنها تقرأ في موسم جديد، وفي موعد للثقافة متجدد، معرض للكتاب، أو بتعبير أصح ملتقى ثقافي للعائلة، والأهل والعشيرة في بلد يحترم الكلمة كما يحترم البدوي ضيوفه

العين. إنها نجم السعد الذي شهد الأيام الأولى للمغفور له بإذن الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في القصر الشرقي الذي بناه والده وكتب عليه:

لاح نجم السَّعد في باب العلا *** مجده باقٍ على طُول المعاند
أشرق التاريخ باليوم السعيد *** شاد قصر الملك سلطان بن زايد

العين. إنها المسؤولية الأولى التي تولاها الشيخ زايد بن سلطان ممثلاً لأخيه حاكم أبوظبي الشيخ شخبوط. فأبهر رجالات العين وشيوخ قبائلها، وهو الفتى الغضّ بإدارة أمور مدينة صغيرة لم تكن إلا ممراً لرعاة الإبل، وملاذاً لهم من قسوة الربع الخالي.

العين. إنها غافة كبيرة بجانب قصر المويجعي كانت مجلس حكم وسمر في آن واحد يجلس تحتها زايد مع رجال العين وعابريها، فتقرر فيها أمور، وينفض المجلس لتشق أفلاج وقنوات ري، وتُشيّد أسواق ومزارع، وتغدو العين كما لم تكن من قبل.

قامت دولة الاتحاد من سبع إمارات. وما زالت العين رهاناً. فحين قرر حكام الإمارات أن ينشئوا جامعة الدولة الأولى كانت العين رهانهم. وكان الرهان ناجحاً. فأم العين شباب الإمارات وشاباتها. أسست عقول، وبنيت شخصيات، وصنعت قيادات. وصدقت نبوءة زايد حين راهن على العين مصنعاً للرجال "ولتصنع على عيني".

والعين تقرأ. إنها تقرأ في موسم جديد، وفي موعد للثقافة متجدد، معرض للكتاب، أو بتعبير أصح ملتقى ثقافي للعائلة، والأهل والعشيرة في بلد يحترم الكلمة كما يحترم البدوي ضيوفه.

الحفاوة التي يستقبل بها أهل العين أصحاب الكتب وناشريها ومؤلفيها لا يجدها أحد في أي مكان آخر. ولكم أن تسألوا أصحاب المكتبات عن الفرق بين معرض العين الصغير، والمعارض الكبيرة في مشارق الوطن العربي ومغاربه. سوف يجيبون بكل ثقة: أن المعارض الأخرى هي معارض كتب، أما هنا فإنها العين. وإنها تقرأ.

في معرض العين تقرأ: العلاقة حميمية، والفعل الذي يجمع الناس هو فعل القراءة. وأنعم بهذا الفعل من رابطة.