الإثنين 24 سبتمبر 2018 / 10:13

في قضية نظرتها محاكم أبوظبي ... إثبات نسب أطفال لوالدهم بعد وفاته

أبوظبي- 24- آلاء عبد الغني

حكمت محكمة أبوظبي الابتدائية بإثبات نسب فتاتين وشقيقهما، لوالدهما "عربي"، ومنحهم كافة الأوراق الثبوتية وجوازات سفر، بعد سنوات من الحرمان.

وتعود تفاصيل القضية إلى زواج المدعية "خ. ي" من الجنسية "الآسيوية"، من المدعى عليه "م. خ"، "عربي"، خلال فترة مكوثه المؤقتة في موطنها بداعي العمل عام 2000، وإنجابها منه 3 أولاد (ابنتين وولد)، تبلغ أعمارهم في الوقت الحالي 15 و9 و8 سنوات، دون تثبيت عقد زواجهما في بلده الأم.

وعود وردية
وطوال سنوات، أخفى الزوج عن أسرته أمر زواجه من المدعية، ولم يكن أحد منهم على علم بوجود الأطفال، في حين نجح في ضمان صمت زوجته من خلال الوعود الوردية التي كان يرسمها لها كلما طالبته بالاعتراف بزواجه منها وبأولاده، تحت ذريعة عزمه بناء مسكن لهم وتأمين الظروف الملائمة التي تسمح له باستقدامهم للعيش معه في مقر إقامته بالإمارات.

وفاة الأب
وكبر الأبناء الثلاثة وهم بلا أوراق ثبوتية، ومحرومون من العيش مع والدهم تحت سقف واحد، أسوة بأقرانهم، إلى جانب افتقادهم للإحساس بحنان الأب الذي يحتضن فلذات كبده، ويرعاهم ويمنحهم القوة والإحساس بالأمان، وشاءت الأقدار أن تبقى هذه المشاعر حلماً بالنسبة إليهم، ففقي الوقت الذي قرر فيه والدهم الاعتراف بهم وباشر بالإجراءات الرسمية لذلك، وافته المنية.

توثيق الزواج
وعلى الرغم من وفاة الأب، إلا أن أبواب الأمل لم توصد أمام الأطفال الثلاثة، لأن والدهم اعترف أمام أسرته وأشقائه بزواجه من أمهم، وبأن لديه منها 3 أبناء، وأراد إثبات نسبهم لكنه تمكن فقط من تسجيل عقد زواجه من والدتهم في محكمة أبوظبي قبل وفاته.

وأشار المحامي علي الخاجه في تصريح خاص لـ24، إلى أن "موكلته أقامت بعد وفاة الزوج دعوة إثبات نسب أبناءها الثلاثة منه لاستخراج الأوراق والمستندات الثبوتية لهم، وأرفقت الأوراق بشهادة وفاة الأب وصور شهادات الميلاد مترجمة قانوناً ومصدقة حسب الإجراءات المتبعة".

شهادة الأقارب
ولفت إلى أن أشقاء الزوج شهدوا في المحكمة بأن شقيقهم أخبرهم قبل وفاته بزواجه من المدعية، وأنه رزق منها بفتاتين وولد، وبأنه شرع قبل وفاته بتثبيت الإقامة لأبنائه وتسجيلهم على اسمه، وكانت بداية ذلك أن وثق عقد زواجه بأمهم في الدولة، ولكن قبل استكماله كافة الإجراءات الرسمية انتقل إلى جوار ربه.

الحصول على الحكم
وأكد أن الأبناء حضروا إلى الدولة لعمل الإجراءات الرسمية اللازمة، وتم نسبهم لوالدهم وحصلوا على جوازات سفر من موطنه، لكنهم ظلوا يفتقدون للعيش معه والإحساس بدفء الحياة الأسرية في كنف الأم والأب، لأن حلمهم بالاعتراف بهم وبوجودهم لم يتحقق إلا بعدما غاب والدهم إلى الأبد.