مقاتل في إدلب.(أرشيف)
مقاتل في إدلب.(أرشيف)
الإثنين 24 سبتمبر 2018 / 11:44

هل تتمتع تركيا بنفوذ كافٍ لتنفيذ اتفاق إدلب؟

24- زياد الأشقر

عن الدور التركي المقبل في محافظة إدلب السورية في ضوء الاتفاق الروسي-التركي لإقامة منطقة منزوعة السلاح، كتبت إيرين كننغهام في صحيفة "واشنطن بوست"، أن تركيا بصفتها الداعم الرئيسي للمعارضة السورية، تواجه مهمة محفوفة بالمخاطر، إذ عليها نزع سلاح حلفائها الثوار في إدلب، بموجب الاتفاق الجديد مع روسيا، والقضاء على الجهاديين المتشددين بينهم.

يوفر اتفاق إدلب لتركيا أكثر من موطئ قدم في المفاوضات الجارية حول المستقبل السياسي لسوريا

ولفتت إلى أن القوات السورية والقوات المتحالفة معها هددت بهجوم شامل لاستعادة السيطرة على المنطقة- وهي معركة تقول منظمات الإغاثة إنها ستكون الأكثر تدميراً في الحرب. ويمكن أن تكون الكلفة لتركيا هائلة.

منطقة منزوعة السلاح
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أعلنا في 17 سبتمبر (أيلول) عن خطة لتجنب إراقة الدماء مما يمنح تركيا مزيداً من الوقت لاقناع حلفائها بنزع أسلحتهم. وبموجب الاتفاق، ستسيّر القوات التركية والروسية دوريات في منطقة منزوعة السلاح- بعمق يتراوح ما بين 15 و20 كيلومتراً تكون خالية من المتشددين والأسلحة الثقيلة – وتفتح في نهاية المطاف الطرق السريعة إلى إدلب.

وأشارت الصحافية إلى أنه قد يكون لإدلب ذات الثلاثة ملايين نسمة تأثير موقت، لكن مصير المحافظة لا يزال غير مؤكد. وهي تمثل المعقل الأخير للمعارضة في سوريا بعد قرابة ثماني سنوات من الصراع، والرهان على تركيا مرتفع لأنها تقع على حدود المحافظة وتنشر قوات في المنطقة. وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في بيروت سام هيليرإن "مصالح تركيا متداخلة في إدلب بطريقة تجعل تركيا معرضة للخطر بشكل استثنائي".

موطئ قدم في المفاوضات
وتعمل تركيا على التأثير من خلال المساعدة على ابقاء إدلب في أيدي المعارضة، وهذا كما يقول هيلير، "يوفر لتركيا أكثر من موطئ قدم في المفاوضات الجارية حول المستقبل السياسي لسوريا". كما أن وجود تركيا في المحافظة يجبر روسيا، التي هي القوة العسكرية المسيطرة في البلاد، على الأخذ في الاعتبار مصالح أنقرة. وهناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون فعلاً في تركيا. ويقول مؤلف كتاب "السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة" سونر كاغابتاي "هناك عدد قليل جداً من القضايا التي توحد معظم الأتراك، إحداها معارضة اللاجئين السوريين".

الجماعات الراديكالية
ومع انتشار شائعات عن هجوم في الأسابيع الأخيرة، فرّ أكثر من 30 ألف شخص إلى مناطق مختلفة من إدلب. وعاد بعضهم إلى منازلهم في الآونة الأخيرة". كما تشعر الحكومة التركية بالقلق من أن تدفق النازحين السوريين يمكن أن يؤدي إلى تسلل متشددين بينهم، مما يعرض البلدات والمدن التركية- وحتى البلدان في أوروبا- لهجمات المتطرفين. وهناك خطر من أن "الجماعات الراديكالية المسلحة التي تستاء من جهود وساطة أنقرة ستعاقب تركيا من خلال شن هجمات داخل البلاد" وفق ما كتب المستشار العسكري السابق متين غوركان.

وأوضحت الصحفية أن تركيا معرضة على رغم ذلك للمخاطر بشكل كبير. وقال هيلير "هناك تداعيات كارثية حقيقية بالنسبة لتركيا إذا ما انهارت إدلب". وقد تسفر المعركة عن نزوح ملايين اللاجئين الجدد إلى الحدود، الأمر الذي يخشى مسؤولون أتراك أن يثير اضطرابات اجتماعية وسياسية داخل تركيا.