إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الإثنين 24 سبتمبر 2018 / 14:45

خطابات لا تنسى بالجمعية العامة للأمم المتحدة

24 - بلال أبو كباش

تلتفت أنظار العالم نحو انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت أعمال دورتها الـ73 في 18 سبتمبر (أيلول) الجاري وتستمر حتى الأول من أكتوبر (تشرين أول) المقبل، والتي تحمل في طياتها قضايا عالمية ستطرح على طاولة النقاش، كما وتجمع القاعة الكبرى قادة من كل دول العالم، الأصدقاء منهم والأعداء.

وعلى الدوام كانت خطابات القادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة محل اهتمام من قبل الإعلام العالمي، خاصة المثير منها، والساخر، والجدلي، والطويل، والمعقد الذي أربك المترجمين. ويخلد التاريخ خطابات نارية، وساخرة، وأخرى استثنائية ونادرة.

أطول خطاب
في خريف 1957 وكما تجري العادة كل عام، اجتمع قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان من بين الحاضرين المبعوث الهندي، كريشنا مينون والذي ألقى خطاباً اعتبر الأطول في تاريخ الجمعية، والذي استمر لـ8 ساعات، وكاد الخطاب بأن يُفقد مينون حياته بعد انهياره على منبر الأمم المتحدة، ونقل على إثر الإصابة بفقدان الوعي إلى المستشفى ليعود بعد العلاج ويكمل خطابه ساعة إضافية.

ثاني أطول خطاب
وشهدت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت عام 1960، ثاني أطول خطاب في تاريخ الجمعية حيث تحدث الزعيم الكوبي فيديل كاسترو 4 ساعات و29 دقيقة من منبر الأمم المتحدة، مطلقاً على خطابه اسم "فلسفة الحرب ستزول بعد زوال فلسفة النهب". واستعرض كاسترو في خطابه أهداف الثورة الكوبية، وحذر واشنطن من مهاجمة كوبا الثورية ووصف الرئيس الأمريكي المقبل جون كينيدي بـ"الجاهل" و"غير المتعلم". وأشار إلى أن واشنطن تستخف بعزم الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف على دعم الثوار في كوبا باستخدام أسلحة نووية.


خروج عن المألوف
لم تكن الخطابات وحدها صاحبة النصيب في كتاب التاريخ، وفي 1960 دخل حذاء خروشوف التاريخ بعد أن خلعه وضرب به على الطاولة احتجاجاً على خطاب الرئيس الفلبيني الذي انتقد السياسات الاستعمارية السوفيتية.


خطاب صادم
ومن بين الخطابات المهمة والاستثنائية، التي شهدتها الجمعية العامة، خطاب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي اعتلى منبر الأمم المتحدة عام 1974، الذي حمل في طياته كلمات هزت القاعة بتصفيق حار، بترديده عبارته الشهيرة التي بادر فيها لأول مرة للحديث ضمنياً عن السلام:"لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي"، ورددها ثلاث مرات، حتى دوّت القاعة بتصفيق حار ووقوف طويل للقادة الحاضرين آنذاك.


بصقة على الملأ
وفي 2006 كان الدور لفنزويلا، لتدخل التاريخ عبر بوابة الأمم المتحدة، بغرابة صدمت الحاضرين جميعاً، إذ بصق الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافيز على منبر الجمعية العامة، ووصف وبكل جرأة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بـ "الشيطان"، مكملاً عبارته بأن الشيطان جاء إلى هنا بالأمس. ولا تزال رائحته موجودة. وأثارت كلمة شافيز ضجة كبيرة خاصة وأنها أتت في غضون الحرب الأمريكية على العراق.


غرائب القذافي
وفي 2009 أيضاً، شهدت الجمعية العامة، خطاباً اعتبر الأشهر وألقاه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي فاجأ الجميع بتمزيقه ميثاق الأمم المتحدة على منبرها وأمام جميع الحاضرين، قائلاً إن وقته انتهى في الحرب العالمية الثانية، ليرمي بعدها "الكتاب الأبيض" قائلاً إن فيه الحل الخاص "بإسراطين" قاصداً الفلسطينيين والإسرائيليين. كما انتقد الديمقراطية قائلاً إن السلام العالمي في خطر، ومسيطر عليه من دولة واحدة، نحن 190 أمة موجودين هنا "ديكور".

وأحرج القذافي المترجم بقوله إن "زيادة المقاعد يزيد الطين بلة"، قائلاً ذلك المثل يصعب ترجمته للإنجليزية. واستمر خطابه أكثر من ساعتين، لينهار المترجم صارخاً لا أستطيع أكثر من ذلك.

قنبلة نتانياهو
وفي 2012، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برسمة لقنبلة تشرح التطور النووي في إيران فاجأ الجميع فيها، وطالب في خطابه بأن يوضع خط أحمر أمام الخطر الإيران.


رجل الصواريخ
وفي 2017 اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه الأول أمام الأمم المتحدة لهجة متشددة، وأثارت تصريحات ترامب وخصوصاً تلك التي وصف فيها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بـ "رجل الصواريخ" في "مهمة انتحارية"، ذهول الجميع.