الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية يعرض نتائج التحقيق في إسقاط الطائرة الروسية.(وكالات)
الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية يعرض نتائج التحقيق في إسقاط الطائرة الروسية.(وكالات)
الإثنين 24 سبتمبر 2018 / 12:39

هل تقصف إسرائيل شحنات أسلحة إيرانية قرب قواعد روسية؟

رأى الصحافي الإسرائيلي، عاموس هاريل، أن التقرير اللاذع لوزارة الدفاع الروسية والذي حمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إسقاط طائرة إيليوشين الروسية الأسبوع الماضي، يجب ألاّ يفاجئ أحداً، باستثناء بعض المناصرين الموتورين لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. فمهما كانت علاقته جيدة مع الزعيم الإسرائيلي، لا يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاهل المشكلة.

كان واضحاً أن الحادث سيؤدي إلى إدانة روسية لإسرائيل ولبعض المطالب مع أن حدودها لا يزال رهناً بقرار بونين

وعانت روسيا ضربة محرجة عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرتها، ولا تزال لها مصالح كبيرة في سوريا. وكان واضحاً أن الحادث
سيؤدي إلى إدانة روسية لإسرائيل ولبعض المطالب مع أن حدودها لا يزال رهناً بقرار بوتين.

لا يمكن موسكو اتهام الأسد

ولفت هاريل إلى أنه لا يمكن لموسكو اتهام المسؤول الرئيسي عن الحادث، وهو حليفها نظام الأسد (وإن كان غريباً ألا يرد الاتهام في بيان وزارة الدفاع الروسية). وكان واضحاً منذ البداية أن المسؤولية ستقع على إسرائيل. واللافت أن الاتهام موجه إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تأخذ عليها موسكو عدم الاحترافية والإهمال الإجرامي على الأقل. ولم يرد ذكر القيادة السياسية الإسرائيلية، باستثناء الادعاء العام المتعلق بالسياسة الهجومية الإسرئيلية الخطيرة في سوريا.

تشكيك

ويشكك هاريل بمصداقية التحقيق الروسي، معتبراً أن بعض الإدعاءات الواردة فيه غريبة. ووفقاً لطيارين إسرائيليين محترفين، ليس الإدعاء بأن مقاتلات إسرائيلية اختبأت خلف طائرة التجسس الروسية عقلانياً، ولا ينسجم مع السلوك العملاني المقبول.

كذلك، ليس منطقياً أن تكون إسرائيل كذّبت على الروس في شأن موقع الهجوم المقرر. فوفقاً لروسيا، أبلغت سلاح الجو الإسرائيلي قواتها عن هجوم في شمال سوريا، بينما حصلت الغارة في غرب البلاد.

ففي الواقع تقع اللاذقية في شمال غرب سوريا، وبعد ثلاث سنوات من التنسيق الناجح في مئات من الغارات الإسرائيلية، من الصعب الاعتقاد أن الجانبين لم يتفقا على التعابير الأساسية.

لا ذكر لعقوبات
ولاحظ هارئيل أن الإعلان الروسي يركز خصوصاً على المستوى التكتيكي ولا يشمل فرض عقوبات على إسرائيل. وتتهم موسكو إسرائيل بالجحود في ضوء الخطوات التي اتخذتها لصالحها، كإبعاد القوات الإيرانية عن حدودها (يقول الروس إنهم نجحوا في إبعادها 140 كيلومتراً، بينما في الواقع لا تتجاوز المسافة 85 كيلومتراً، وهي منطقة عازلة لا تشمل دمشق حيث لا يزال هناك قوات إيرانية).

وعلى المستوى الاستراتيجي، من المحتمل أن يؤثر بوتين، صاحب الكلمة الفصل في الجانب الروسي، على الادعاءات الخطيرة الواردة في بيان وزارة الدفاع للمطالبة بتنسيق ديبلوماسي أكبر مع إسرائيل في سوريا، وفرض قواعد أكثر تشدداً على آلية التنسيق العسكري المشترك بين البلدين.

الاختبار الحقيقي
ورأى هاريل أن الاختبار الحقيقي للعلاقات بين البلدين سيأتي قريباً عندما تظهر تحذيرات استخباراتية جديدة عن محاولة إيرانية لتهريب أسلحة إلى لبنان على طريق قرب القواعد الروسية في شمال غرب البلاد، أو لإقامة موقع عسكري جديد. ولأن إيران مصرّة على مواصلة شحنات الأسلحة إلى حزب الله، وتصرّ إسرائيل على حقها في مهاجمة تلك الشحنات، قد تواجه الدولة العبرية معضلة، هل تشن هجمات قرب الروس وتزيد التوتر معهم؟