الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما يخطب في إحدى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيف)
الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما يخطب في إحدى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيف)
الإثنين 24 سبتمبر 2018 / 16:24

الجمعية العامة.. ساحة شكاوى وانفعال غير ملزمة

24 - إعداد: شيماء بهلول

تستعد نيويورك لاحتضان أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد الثلاثاء، بمشاركة رؤساء 100 دولة على الأقل، يسعون من خلال عقد لقاءات واجتماعات موسعة إلى مناقشة أبرز القضايا الدولية والعالمية العالقة، والتفاوض حول اتفاقات في الكواليس والتي تنتهي بمواقف متضاربة.

ويشكل لقاء الجمعية العامة إلى جانب رؤساء الدول الأعضاء، مناسبة مهمة للترويج من جانب المنظمات غير الحكومية لكل أنواع القضايا، وكما أنه يعد المنبر المتاح لرؤساء الدول للمناقشة، وحسب الأمم المتحدة، فإن الحدث يجذب كل سنة صحافيين من جميع أنحاء العالم، إذ طلب أكثر من 3 آلاف اعتمادهم في السنة الحالية.

وتحمل الدورة الـ 73 للجمعية العامة شعار "جعل الأمم المتحدة وثيقة الصلة والأهمية للجميع: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ".

تاريخ الجمعية العامة
أنشأت الجمعية العامة في 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتعد واحدة من الأجهزة الـ 6 الرئيسية للأمم المتحدة، وكما تحتل موقع الصدارة باعتبارها الجهاز الرئيسي للتداول وتقرير السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة.

وتضم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة، حيث تتمتع جميعها بتمثيل متساو وفق قاعدة صوت واحد لكل أمة، وكما تناقش عملها المشترك في طائفة واسعة من القضايا الدولية التي يشملها الميثاق، مثل التنمية والسلام والأمن والقانون الدولي وغيرها.

وتجتمع الجمعية في الفترة من سبتمبر(أيلول) إلى ديسمبر(كانون الأول) من كل عام، وبعد ذلك في الفترة من يناير(كانون الثاني) إلى أغسطس(آب) حسب الضرورة، وستركز الدورة الحالية على عدد من القضايا، من أبرزها:

- القضية الفلسطينية
تعتبر مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل هي أحد الملفات التقليدية التي سيبحثها قادة دول العالم خلال اجتماعاتهم في نيويورك.

وتشهد الجمعية العامة عدداً من الاجتماعات التي تتناول القضية الفلسطينية في إطار جهود لحلها، متمثلة في اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز التي تنعقد على المستوى الوزاري والاجتماع الوزاري الخاص بلجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني.

وكما سيتم مناقشة مشكلة اللاجئين ووكالة "الأونروا"، التي تسعى أمريكا وإسرائيل لإلغائها للقضاء على قضية اللاجئين.

- الصراعات الإقليمية
ومن المتوقع أن تشهد جلسات الأمم المتحدة مناقشة الصراعات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، والتي تعد أبرزها: الأزمة السورية واليمنية والحرب الليبية. 

وفي هذا السياق، سيتم مناقشة التنسيق الفعال لجهود المساعدة الإنسانية في هذه الدول، بالإضافة إلى الحث على إنهاء العنف وتحقيق الاستقرار من خلال البحث عن حلول سياسية، والسماح بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، والتوصل في نهاية المطاف إلى مناطق مستقلة غير مقسمة.

- نزع السلاح
وكما ستناقش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ملف نزع أسلحة الدمار الشامل، ووضع تدابير لمنع الإرهابيين من حيازة تلك الأسلحة، استناداً لاتفاقية حظر أو تقييد استعمال تلك الأسلحة باعتبارها مفرطة الضرر ‏أو عشوائية الأثر.

- منع الجريمة ومكافحة الإرهاب
وستبحث الجمعية سبل مكافحة المخدرات بعد أن تم وضع تقييماً دولياً لتناول المخدرات وتجارتها في العديد من دول العالم، كما سيتم مناقشة التدابير لوقف الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة التي يؤدي وجودها إلى رفع مستويات الجريمة والعنف داخل مجتمعات بعض الدول مما يهدد الأمن الوطني لهذه الدول، بالإضافة إلى مناقشة أهم المبادئ التي يتعين الالتزام بها في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

- تنمية أفريقيا
وفي إطار الاستجابة لجهود التنمية الإقليمية، لا سيما في أفريقيا، سيتم مناقشة تحقيق النمو الاقتصادي المطرد والتنمية المستدامة بأفريقيا في سياق جدول الأعمال الإصلاحي، وفقاً للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة والمؤتمرات التي عقدتها الأمم المتحدة مؤخراً.

وفي ظل الحرمان من سبل الانتصاف السلمي والقانوني وانعدام العدالة وسيادة القانون الذي تعاني منه بعض الدول، ستشير الجمعية العامة إلى قضايا تعزيز العدالة وحقوق الإنسان في أغلب جلساتها، وكما ستسلط الأضواء على اجتماع الصين مع دول الـ 77، والنزاعات التجارية القائمة بين الدول خاصة مع أمريكا.

الحاضرين والغائبين
وسيحضر هذه السنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن قادة آخرين فضلوا إرسال وزير الخارجية، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

ولا يعرف ما إذا كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو سيتمكن من الحضور، وكان البعض يأملون في زيارة غير مسبوقة هذه السنة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ولكن كالعادة سيمثله وزير الخارجية كما حدث العام الماضي.

إجراءات أمنية
حولت شرطة نيويورك مقر الأمم المتحدة الواقع على ضفاف نهر إيست ريفر إلى حصن، وكما استكملت إجراءاتها بوضع 230 كتلة إسمنتية في مواقع حساسة، وأمرت جميع عناصرها بالتأهب خوفاً من حدوث أي اعتداءات.

وأغلقت نحو 10 طرق أمام حركة السير، بينما ستحد الحركة في أخرى لتسهيل تنقل حوالي 200 موكب من السيارات الرسمية ذهاباً وإياباً.

ويعتبر بعض الدبلوماسيين الجمعية العامة للأمم المتحدة، برلمان دولي ومناسبة تأتي في العام مرة واحدة لعرض المشكلات والقضايا من أجل التوصل إلى حل بشأنها، مشيرين إلى عدم وجود بديل عنها وبضرورة دعمها رغم الصعوبات.