احتجاجات شعبية ضد الملالي في طهران.(أرشيف)
احتجاجات شعبية ضد الملالي في طهران.(أرشيف)
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 / 13:35

40 عاماً على الثورة الإسلامية.. غضب الشارع يتصاعد

24- زياد الأشقر

يهاجم المتشددون في إيران الرئيس حسن روحاني بسبب اتفاقه النووي المتعثر، مما أدى إلى تراجع في شعبيته. وتلتقط النساء صوراً في الشوارع لأنفسهن وهن ينزعن الحجاب احتجاجاً. بينما يبث التلفزيون الرسمي لقطات على الهواء من محاكمة في قضية فساد كبيرة. فأهلاً إلى عالم السياسة الإيرانية المقلوب رأساً على عقب.

العالم والوضع تغيرا. والناس وصلوا إلى مرحلة ليس لديهم ما يخسروه

ولفتت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أنه قبل الذكرى السنوية الأربعين للثورة الإسلامية في إيران، تسمح الحكومة بأن يطفو على السطح مزيد من الانتقاد، وهو ما قد يشكل متنفساً للاحتقان في هذا البلد الذي يعد 80 مليون نسمة، وسبق له أن شهد احتجاجات واسعة بلا قيادة مطلع هذه السنة. لكن لا تزال هناك قيود واضحة مفروضة في النظام الديني الشيعي، جعلت محامين وناشطين وغيرهم يعانون أحكاماً بالسجن لمدد طويلة صدرت في محاكمات مغلقة. ويشعر الناس المحبطون أن الشكوى وحدها قد لا تكفيهم، خصوصاً وأن العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط الإيراني ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني).

 فايزة رفسنجاني

وتقول فايزة رفسنجاني ابنة الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني: "إذا واصلنا ذلك، فإن الوضع سيكون اكثر تعقيداً، لأن الناس متعبون جداً ولديهم قدر أقل من التسامح. لا أعتقد أن غالبية الناس تسعى وراء تغيير النظام، لأن الجميع قلقون مما قد يحدث بعد ذلك. لكن الناس تسعى وراء مطالبها".

ولفت الصحافي إلى أن الشخص الأكثر ترنحاً الآن في إيران هو روحاني. وتستعد أمريكا لمواصلة فرض عقوبات على طهران على رغم التزامها الاتفاق النووي مع القوى العالمية، التي ترى أن إيران تحد من تخصيبها للأورانيوم مقابل رفع العقوبات. ورداً على ذلك، استبدل روحاني التقارب مع الغرب بتلميحات متشددة حول قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله ثلث النفط المنقول بحراً.

مستقبل روحاني السياسي
ورأى أن موقف روحاني قد يكون تحوطاً على مستقبله السياسي. ويمكن أخذ روحاني البالغ من العمر 69 عاماً، في الاعتبار عندما تختار إيران زعيمها الروحي الثالث. هذا الأمر ليس مستحيلاً. فالمرشد الأعلى الحالي، آية الله علي خامنئي أمضى ولاية رئاسية من أربعة أعوام قبل أن يصير مرشداً بعد وفاة آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية. ويقول المحلل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أليكس فاتانكا: "من وجهة نظر (روحاني)، فإن أهم شيء هو أن يبقي نفسه في منصب الرئاسة حتى يترشح للمنصب النهائي، المرشد الأعلى، لخلافة خامنئي البالغ من العمر 79 عاماً". لكن الغضب الشعبي مستمر في التصاعد، مهدداً أي تفويض يمكن أن يطالب به مستقبلاً.

استطلاعات
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "إيران بول" التي تتخذ تورنتو مقراً لها، تدنياً حاداً في الدعم الشعبي الذي يتمتع به روحاني. وبعد تسجيله نسبة تأييد بلغت 89 % في أغسطس (آب) 2015 عقب الاتفاق النووي، انخفضت شعبية روحاني إلى أسوأ نسبة له على الإطلاق لتصل إلى نحو 20 في المئة. ويبلغ هامش الخطأ في مؤسسة الاستطلاع 3 %.

وصرح الرئيس التنفيذي للمؤسسة أمير فارمانش لوكالة "أسوشيتدبرس" إن رئيساً كان شعاره الانتخابي هو حكومة التعقل والأمل، سيتعرض لضغوط كبيرة في السنوات الثلاث المقبلة من ولايته لاستعادة الأمل الموعود".

غضب متزايد
ومع ذلك، هناك علامات على أن الحكومة الإيرانية تدرك الغضب المتزايد. وبثت المحطات الإيرانية وكلها حكومية، محاكمات لقضايا فساد كبرى في الأسابيع الأخيرة. كما سمحت بنشر تقارير في صحف محلية عن بعض الحالات، مثل مستوردي الهواتف المحمولة الذين يسيئون استخدام امتيازاتهم بالعملات الأجنبية. وتلاحظ فايزة هاشمي، التي تعرضت للسجن بسبب آرائها، أن 40 سنة مرت منذ الثورة الإسلامية لتضيف "إن العالم والوضع قد تغيرا. والناس وصلوا إلى مرحلة ليس لديهم ما يخسروه. في العادة انت تخاف من الأمور التي تحدث للمرة الأولى، وعندما تحدث لا تعود تخشى شيئاً، وتتحلى بقدر من الشجاعة، وترفع مطالبك بحرية أكبر".