الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 26 سبتمبر 2018 / 14:29

جهاديو إدلب قد يختارون القتال حتى الموت...أردوغان في موقف صعب

24- زياد الأشقر

وقع الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 17 سبتمبر (أيلول) صفقة لتأجيل هجوم شامل على إدلب، آخر معقل للثوار في سوريا، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص وتشترك في حدود طويلة مع تركيا. ووافق أردوغان وبوتين على إنشاء منطقة منزوعة السلاح يتراوح عمقها بين 15 و 20 كيلومتراً بين الثوار وقوات بشار الأسد.

نحو مليون سوري يعملون في القطاع غير الرسمي مع الحد الأدنى للأجور وبدون ضمان اجتماعي

وكتب سبينيم كوسر أكجابار في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه من خلال استخدام رأسماله السياسي لتأخير الهجوم على إدلب وموجة جديدة من اللاجئين، اشترى أردوغان نافذة تهدئة لسكان إدلب وأعاق المشاكل التي كانت ستنجم عن قضية لجوء مزيد من السوريين إلى تركيا، حيث حل القلق والاستياء محل الضيافة الأولية حيال اللاجئين. وكان أردوغان يدرك أنه لا يرغب في لاجئين جدداً، بعد أن منحت حكومته الجنسية التركية لأكثر من 60 ألف سوري معظمهم من ذوي الرأسمال الثقافي والاقتصادي العالي.

مقصد للمهاجرين
وأشار الصحافي إلى أن السلطات التركية قبلت منذ 1960، تحول تركيا بلداً تقليدياً للهجرة، وأصبحت البلاد مقصداً للمهاجرين واللاجئين، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مباشرة على أسواق العمل والمؤسسات الإجتماعية الأخرى. وفي عام 2013 أنشأت تركيا المديرية العامة لإدارة الهجرة للتعامل مع موجات الهجرة ومنحت اللاجئين السوريين بعض الحقوق، بما في ذلك الرعاية الصحية المجانية والتعليم. ويلتحق 600 ألف طفل سوري بالمدارس العامة، ويتلقى نحو 17 ألف طالب سوري تعليمهم في الجامعات التركية.

ولفت الصحافي إلى أن 94 % من اللاجئين السوريين في تركيا يعيشون في المدن. وعلى رغم وجود ما بين 8 آلاف و10 آلاف شركة سورية مسجلة تعمل في تركيا ونحو 25 ألف سوري يعملون بشكل قانوني، فإن مجموعة الأزمات الدولية تقدر بأن نحو مليون سوري يعملون في القطاع غير الرسمي مع الحد الأدنى للأجور وبدون ضمان اجتماعي. وفي يناير (كانون الثاني) 2016، أصدرت تركيا لائحة جديدة تسمح للاجئين السوريين المسجلين بالتقدم للحصول على تصاريح عمل، لكن عدد السوريين الذي يحملون تصاريح عمل رسمية لا يزال صغيراً.

تنفيذه صعب
وفي حين أن الاتفاق بين إردوغان وبوتين أثار بعض الراحة، فإنه سيكون من الصعب تنفيذه، مع خطر الانهيارات الحالية والواضحة. ووافق بوتين على تأجيل العملية لكنه طالب بإزالة "كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة" و"الأسلحة الثقيلة" من المنطقة المنزوعة السلاح بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول)-وهو أمر يستغرق أسابيع. إن الفصل بين السكان المدنيين والمعارضة المعتدلة من الجماعات الإرهابية مهمة مشحونة وصعبة على القوات التركية والروسية القيام بها. لقد تمركزت تركيا وروسيا وإيران فعلاً في مواقع المراقبة على طول الخط الأمامي الذي يفصل جماعات الثوار عن قوات النظام في إدلب. وتحاول تركيا استخدام الديبلوماسية والحوافز الاقتصادية لفصل المقاتلين البراغماتيين عن الجهاديين المتشددين الذين قد يختارون القتال حتى الموت مستخدمين المدنيين كدروع بشرية.