من أبناء قبيلة الغفران.(أرشيف)
من أبناء قبيلة الغفران.(أرشيف)
الخميس 27 سبتمبر 2018 / 10:43

النظام القطري ينتهك حقوق الإنسان.. هل يرسم نهايته بيده؟

أكدت الصحافية الإيطالية سعاد سباعي، أنّ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لم يعد قادراً على إخفاء عيوب النظام الذي ورثه عن والده. فالحملة الإعلامية المرتبطة باستضافة كأس العالم وجنون المصافحات والتقاط الصور خصوصاً مع القادة الأوروربيين، إضافة إلى الحملة التي لا تنتهي لشراء القارة العجوز، لم تعد كافية لإنقاذ صورة النظام القطري، وللترويج لأنّ الدوحة عبارة عن قصة نجاح تثير الحسد والإعجاب، وهي صورة مغلوطة كما أوضحت سباعي.

السلوك المسيء الذي تعرضت له قبيلة الغفران، تعرض له أيضاً أعضاء من عائلات قبلية أخرى مثل الشيخ شافي ناصر حمود الهاجري وهو قيادي بارز في قبيلة شمل الهواجر، والشاعر المشهور محمد المري الذي ينتمي إلى قبيلة آل مرة

تذكر الصحافية أنّ الخطوط الجوية القطرية تعاني على مستوى ميزانيتها، فيما مطار حمد الدولي نصف فارغ وهذا معروف بشكل واسع عالمياً. وتضيف أنّ ذلك الأمر يعدّ برهاناً على أنّ المقاطعة التي اعتمدها الرباعي المناهض للإرهاب منذ أكثر من سنة تؤتي ثمارها كما أنّ أسباب تلك المقاطعة لا تزال مشروعة. فحتى اليوم، لم تقبل قطر بأي مطلب تقدم به الرباعي الذي تقوده السعودية والإمارات، فيما تستمر بتمويل تطرف الإخوان المسلمين وزعزعة استقرار الشرق الأوسط كاملاً بالاشتراك مع أقرب أصدقائها: النظام الخميني في إيران والنظام الإسلاموي لأردوغان في تركيا.

أساليب الاستبداد تتكشف

إنّ العمال الأجانب الذين يبنون ملاعب كرة القدم الجديدة لبطولة كأس العالم المقبلة يشكلون محطّ مراقبة عامة. بدأت أساليب الاستبداد التي اعتمدها آل ثاني منذ سنة 1996، السنة التي انقلب فيها حمد على والده خليفة، بالظهور إلى العلن. لقد حكم خليفة البلاد محترماً امتيازات المجموعات القبلية المختلفة التي تتشكل منها الإمارة الصغيرة. غير أنّ تغيير القيادة تسبب بانعطافة سلبية يكشفها حالياً أعضاء من قبيلة آل غفران.
  
منذ وصول حمد إلى السلطة تعرّضت قبيلة الغفران، واحدة من العائلات الأساسية في قطر، إلى اضطهاد حقيقي أخذ يسوء منذ وصول تميم إلى السلطة سنة 2013، فواجهت الاحتجاز التعسفي والتعذيب في السجون وسحب الجنسية. هكذا عامل نظام آل ثاني قبيلة الغفران لأكثر من 20 سنة. ويهدف حمد وتميم إلى إضعاف خصومهما الداخليين الذين يعارضون سياساتهما العدوانية في الشرق الأوسط والذين يريدون من الدوحة قطع علاقاتها مع الإخوان المسلمين بالكامل ولمرة واحدة نهائية والذين يؤيدون أيضاً علاقات حسن جيرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

آذان صمّاء
بمناسبة الجلسة التاسعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التي عُقدت في جنيف، سافر وفد كبير من قبيلة الغفران إلى سويسرا لجذب انتباه أكبر إلى مطالبها. في سبتمبر 2017، استنكر الوفد ما تعرضت له عائلات الغفران من "جرائم مروعة مثل التمييز العنصري، عمليات الإجلاء القسري، فترات الاحتجاز الطويلة والتعذيب الذي تسبب بأضرار نفسية وبمقتل العديد من أفراد العائلة في سجون يديرها جهاز المخابرات القطري".

نزح 6 آلاف عضو من القبيلة وحرمهم النظام القطري من جنسيتهم ومن حقوقهم كمواطنين مانعاً إياهم من العودة إلى منازلهم. على الرغم من ذلك، لقيت مناشدات الوفد آذاناً صمّاء من المجلس علماً أنّ القبيلة تحظى بدعم الاتحاد العربي لحقوق الإنسان والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمعونة العالمية لحقوق الإنسان في نيويورك. لكن يبدو أنّ المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشلي غير مهتمة بقضية الغفران وباتخاذ إجراءات عقابية ضد الدوحة لإدانة ارتكاباتها ويبدو أنّها غير مهتمة أيضاً بالدفاع عن الحقوق التي انتُهكت.

المعارضة حيّة
وذكرت الصحافية أيضاً أنّ السلوك المسيء الذي تعرضت له قبيلة الغفران، تعرض له أيضاً أعضاء من عائلات قبلية أخرى مثل الشيخ شافي ناصر حمود الهاجري وهو قيادي بارز في قبيلة شمل الهواجر، والشاعر المشهور محمد المري الذي ينتمي إلى قبيلة آل مرة. الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم المري كان من بين 54 شخصاً من العائلة ممن سحبت منهم الجنسية.

بغضّ النظر عن قمع الخصوم، لا تزال المعارضة لآل ثاني حية داخل وخارج الحدود القطرية. توحد المعارضة جميع أولئك الذين يريدون من الدوحة سلوك طريق مختلفة عن الطريق المشينة التي فرضها حمد وتميم. وتساءلت سباعي في ختام مقالها عمّا إذا كان الشقاق الداخلي المتنامي يسبق السقوط الأخير للنظام القطري.