عسكريون يسعفون زملاء لهم أصيبوا في هجوم الأهواز.(أرشيف)
عسكريون يسعفون زملاء لهم أصيبوا في هجوم الأهواز.(أرشيف)
الجمعة 28 سبتمبر 2018 / 12:07

هجوم الأحواز يصيب عصباً حساساً في إيران

بعد الهجوم الذي ضرب استعراضاً عسكرياً في منطقة الأحواز الإيرانية، لفتت نرجيس باجوغلي، أستاذة مساعدة لدى جامعة هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة، إلى تنامي المشاعر القومية عند عدد من الإيرانيين، وهو ما بدا كأنه فرصة ثمينة لطالما انتظرتها حكومتهم التي تواجه استياءً شعبياً شديداً. فقد فتح، يوم السبت الماضي، خمسة مسلحين النار على جنود كانوا يشاركون في استعراض عسكري روتيني في مدينة الأحواز، عاصمة إقليم خوزستان، جنوب غرب إيران.

ما جعل هجوم الأهواز أشد وقعاً تزامنه مع مناسبة ذات معنى خاص – الذكرى الثامنة والثلاثين للحرب الإيرانية – العراقية( 1988-1980)، والتي نظم العرض العسكري من أجل تمجيدها

وسارعت وكالات أنباء رسمية لاتهام "إرهابيين مدعومين من قبل دول عربية بقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً، بينهم طفل في الرابعة، وإصابة قرابة 70 آخرين بجروح". ولكن الإحصاءات الأخيرة دلت على أن 11 ممن قتلوا كانوا جنوداً يقضون الخدمة العسكرية الإجبارية.

وتشير كاتبة المقال للصدمة الكبيرة التي أصابت الإيرانيين وخوفهم على أمن بلدهم، ولدرجة أنهم توقفوا عن إبداء تذمرهم وشكواهم من ارتفاع الأسعار والبطالة وتدني قيمة الريال الإيراني، وأخذوا يرفعون شعارات قومية مناصرة للحكومة والنظام. فقد قال أحدهم: "قبل الهجوم الأخير، كنت ألوم الحكومة على كل شيء. ولكن ما جرى لا يتعلق بالاقتصاد فحسب، بل أرى أن الهجوم يستهدف أمن إيران".

طفرة قومية
وتشير كاتبة المقال لنمو الشعور القومي الإيراني، خلال العقدين الأخيرين، كرد فعل ضد نظام وضع الإسلام دوماً في مقدمة كل شيء في إيران". وقد ظهر ذلك الانحياز نحو الوطن الإيراني جلياً بسبب دعم ميليشيا الحوثي في اليمن، ما أدى لإذكاء العداء حيال العرب عامة. ومنذ بداية القرن الحالي، حدثت طفرة قومية ظهرت عبر تسمية المواليد الجدد بأسماء وألقاب فارسية قديمة. وانتشر وشم "فارفاهار"، رمز للذرادشتية، ديانة سبقت الإسلام، فضلاً عن إقبال الإيرانيات على شراء قلائد تحمل اسم فارفاهار.

كما شهدت إيران اهتماماً جديداً بزيارة مناطق سياحية تضم آثاراً فارسية لما قبل الإسلام. ورغم كون النظام الإيراني إسلامياً متشدداً في فكره وهيكليته، فقد سعى لاستثمار ذلك المد القومي، بما فيه نشر رايات وطنية بمحاذاة طرق سريعة وجسور.

عصب حساس
وحسب الكاتبة، جاء هجوم الأسبوع الأخير ليصيب عصباً حساساً في إيران لأن معظم قتلى الهجوم كانوا ممن ينفذون الخدمة العسكرية الإلزامية. وفي بلد يفترض بجميع شبابه الخدمة في الجيش، لقي مقتلهم تعاطفاً كبيراً وسط جميع قطاعات المجتمع الإيراني، بغض النظر عن آراء الناس الفردية حيال السياسة، أو النظام.

وبرأي الكاتبة، ما جعل هجوم الأحواز أشد وقعاً تزامنه مع مناسبة ذات معنى خاص – الذكرى الثامنة والثلاثين للحرب الإيرانية – العراقية(1988-1980)، والتي نظم العرض العسكري من أجل تمجيدها. ورغم أن معظم دول العالم نسي ذلك الصراع، فقد ترك أثراً عميقاً على كلا البلدين المعنيين وعلى السياسات الجغرافية في الشرق الأوسط. فقد استمرت الحرب ثماني سنوات طويلة، وشهدت حرب خنادق دموية، واستخدام أسلحة كيماوية وأعصاب. وقال مرتضى سارهانجي، كاتب ومدير حوزة هوناري، أحد أهم المراكز الثقافية الرسمية في إيران "كانت الحرب الإيرانية- العراقية هي الحرب العالمية الثالثة".