وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة (الأمم المتحدة)
وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة (الأمم المتحدة)
السبت 29 سبتمبر 2018 / 22:28

البحرين: قطر تعرقل جهود الأمن بالمنطقة

24 - إعداد: محمود غزيّل

أكد وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، من الأمم المتحدة، أن " النظام الإيراني يسعى للهيمنة على المنطقة عبر التدخل في شؤون عدد كبير من الدول وصولاً إلى المغرب".

وأشار الوزير البحريني في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثالثة والسبعين في مدينة نيويورك، إلى أن "النظام الإيراني يتبنى سياسة التخريب وإسقاط الدول ومؤسساتها، ويدعم الجماعات الارهابية المتطرفة، ويتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويلقي التهم جزافاً ضد الدول المجاورة بأنها المسؤولة عن الأحداث التي تجري في إيران، ويطمع في الهيمنة على المنطقة".

واعتبر أن "ما يحدث في اليمن يؤكد ذلك بشكل واضح، فالنظام الإيراني يدعم الميليشيات الانقلابية لمواصلة ممارساتها الإجرامية وأعمالها العدائية لتهديد الدول المجاورة".

الخطر القطري
وعلى صعيد متصل، يؤكد الوزير خالد بن أحمد أنه "في حين ينبغي العمل لإيجاد آليات مشتركة تضمن الأمن الجماعي في الشرق الأوسط، فإننا نجد مصدراً آخر يعرقل هذه الجهود ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو قطر، التي لا تزال تصر على سياساتها وممارساتها التي تتناقض مع مفهوم الأمن الجماعي".

وكشف الوزير القطري أن بلاده "كانت هدفاً لمخططات قطر التي لا تقتصر على ما حدث خلال 2011، وما وفرته قطر من دعم مالي وإعلامي ولوجستي لأعمال العنف والإرهاب، بل تمتد لأبعد من ذلك بكثير، حيث تكررت اعتداءات قطر عبر التاريخ على جيرانها".

وأوضح أن السلطات البحرينية تعاملت في كل هذه الحالات بحكمة وبصيرة، "من أجل إبعاد الشعبين عن أي ضرر يلحق بهما، فنحن والشعب القطري شعب واحد، كنا تحت قيادة واحدة وتربطنا وحدة المنشأ والنسب والتاريخ والهدف والمصير المشترك، وستظل علاقاتنا وثيقة".

وقال وزير الخارجية: "ما زال يحدونا الأمل في أن تعود قطر إلى رشدها وتؤكد حسن نواياها وتثبت مسعاها في أن تكون عضواً إيجابياً في المنطقة، من خلال الاستجابة لمطالب مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية".

الاحتلال الإيراني
وجدد الوزير البحريني في كلمته المطالبة بضرورة إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وأن تتجاوب إيران جدياً مع مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة، لاستعادة سيادتها على أراضيها، وحل هذه القضية عن طريق التفاوض أو خلال محكمة العدل الدولية.

المساعي السعودية
وفي سياق آخر، أضاف وزير الخارجية قائلاً "لا يفوتنا أن نشيد بالدور الكبير والمساعي البناءة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي وبما لها من مكانة عالية ودور استراتيجي في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين، وهو ما تابعه الجميع خلال الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لاتفاقية جدة للسلام بين جمهورية إريتريا وجمهورية أثيوبيا الديمقراطية الاتحادية".

دور عربي فعال في سوريا
وفي الملف السوري، أكد وزير الخارجية على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بمشاركة فعالة ودور عربي قوي وبما يضمن تمكين الدولة من فرض سيطرتها وسيادتها على جميع أراضيها والتخلص من الجماعات الإرهابية بأشكالها كافة وخاصة تلك المدعومة من إيران كحزب الله وغيرها، ومنع التدخلات الإقليمية التي تضر بحاضر سوريا ومستقبلها، وتحقيق طموحات أبناء الشعب السوري في حياة آمنة ومستقرة، مرحباً بالاتفاق الروسي التركي فيما يتعلق بالتهدئة في إدلب، مؤكداً مساندة البحرين لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.



ثبات بالتحالف العربي لدعم اليمن
وعلى الصعيد اليمني، أكد الوزير البحريني أن مملكة البحرين ملتزمة بموقفها الثابت بالمشاركة كعضو فاعل في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن منذ إنشائه، والذي أخذ على عاتقه مهمة إعادة الأمن والسلم في اليمن ومساعدة أبناء الشعب اليمني الشقيق في الجوانب كافة.

وأضاف أن السلام غاية يمكن تحقيقها، وذلك ببذل المزيد من الجهد لنصل إلى السلام العادل والشامل، الذي يوفر للشعب الفلسطيني وكغيره من الشعوب الحق في الحياة الكريمة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعلى حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، وذلك على أساس حل الدولتين، ووفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشدداً على أهمية الالتزام بعدم المساس بالوضع القانوني للقدس الشرقية، وتحرك المجتمع الدولي لوقف كل الإجراءات الإسرائيلية بحق أهل القدس ومقدساتهم وأماكن عبادتهم.

كما أكد على أهمية وضرورة تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، والحفاظ عليها وتمكينها من الاستمرار في أداء مهامها النبيلة التي تقوم بها في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.

وفي المسألة العراقية، اعتبر  الوزير البحريني أن "أمن واستقرار العراق والحفاظ على سيادته ورخاء شعبه هو ما تتطلع البحرين إليه"، معرباً عن أمل بلاده بأن يعود العراق لدوره الريادي في محيطه العربي والإقليمي والدولي، مؤكداً على ضرورة إيقاف التدخل الإقليمي في شؤونه الداخلية.

وفي الشأني الليبيي، جددت تجدد موقفها الثابت الداعم الجهود كافة الرامية لإعادة بناء الدولة، وتوحيد المؤسسة العسكرية لتكون قادرة على توفير الحماية والدفاع عن ليبيا والتصدي لكل أشكال الإرهاب، بما يحفظ وحدة وسلامة الأراضي الليبية ويلبي طموحات الشعب.

وتابع وزير الخارجية البحريني أن بلاده "تقف مع المملكة المغربية ضد المؤامرات والتدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها الداخلية، وتدعم الجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة المغربية لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية".