الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الإثنين 1 أكتوبر 2018 / 13:39

قمع أردوغان يتخطى الحدود.. عقوبات ترامب في محلها

انتقدت ميرا سفيرسكي ضمن مقالها في "مشروع كلاريون" لمكافحة التطرف، الآمال التي علقها بعض الصحافيين على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تصريحات كهذه ليست فقط خرقاً جدياً للقانون الدولي بل هي تمثل أيضاً أعلى درجات الوقاحة وتعكس نظاماً خارجاً عن السيطرة

وفي الوقت الذي رأى هؤلاء في زيارة الرئيس التركي فرصة لإعادة العلاقات بين واشنطن وأنقرة إلى طبيعتها، برز الحدث في مكان آخر، عندما هدد أحد أبرز مستشاري أردوغان بعمليات ضد المعارضين الأتراك داخل الولايات المتحدة. ووصفت الكاتبة كلامه بالصادم والمقلق.

وذكر موقع "ذا دايلي كولر" أنّ ابرهيم كالين قال لمراسلين إن جهاز الاستخبارات الوطنية سيتحرك ويستهدف داعمي فتح الله غولن داخل الولايات المتّحدة التي يعيش فيها منذ 1999.

 دون أي خجل، أعلن كالين أن أردوغان أمر بإطلاق "عمليات" ضد معارضين على التراب الأمريكي، بما في ذلك الاختطاف المحتمل أو حتى الاغتيال.

ليس تهديداً فارغاً

وتابعت سفيرسكي أن على من يعتقد أن الرئيس التركي الإسلامي لا يطلق سوى مجرد تهديدات فارغة، أن يعلم أن المخابرات التركية اختطفت ستة أتراك في كوسوفو في مارس (آذار) الماضي، وأُعيدوا إلى تركيا لمحاكمتهم بتهمة دعم غولن.

وفي 2013 اغتيل ثلاثة ناشطين أكراد في باريس على يد مسؤولين من المخابرات التركية، وفق ما رجحت السلطات الفرنسية. 
 
.. أي شيء في أي وقت
ويوم الجمعة الماضي، أعلن كالين أن"عمليّات شبيهة بتلك التي أطلِقت في كوسوفو يمكن أن تشن في دول أخرى. يجب على الجميع أن يعلموا أن تركيا لن تسمح لفيتو، بتنفّس الصعداء". وفيتو هي اختصار السلطات التركية لعبارة "منظمة فتح الله الإرهابية".

وأضاف كالين أن أردوغان "أعطى تعليمات واضحة جداً حول هذه المسألة". وكما أشار إلى ذلك موقع ذا دايلي كولر في 2017، صُور ستة صحافيين وأكاديميين على الأقل من قبل وسائل إعلامية مؤيدة للحكومة التركية. أما صورهم فنشرت مع فيديوهات تظهر نشاطاتهم اليومية ومن ضمنها التبضع أو تأدية بعض المهام أو حتى حمل أولادهم.

وأكد كالين أن المعارضين سيشعرون بأن تركيا حاضرة بشكل قريب جداً منهم، مضيفاً: "تعمل وحداتنا ذات الصلة بطريقة مهنية جداً. لا أستطيع مشاركتكم أي تفاصيل، لكن يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت".

وطأة سياساته القمعية
وفي هذ الإطار تواصل مشروع كلاريون مع صحافي فرض مسؤولو المخابرات التركية ضغطاً على رب عمله من أجل إسكاته. وخلال زيارة أردوغان للولايات المتحدة في مايو (أيار) 2017، هاجم "مؤيدو" الرئيس التركي مجموعة من المتظاهرين السلميين في العاصمة واشنطن.

لقد اخترق هؤلاء طوقاً من رجال الشرطة واعتدوا بالضرب على المجموعة التي ضمت أقليات في تركيا مثل الأكراد، والأرمن، واليونانيين، والأيزيديين الذين عانوا تحديداً من وطأة سياسات أردوغان القمعية.

وقال ضحايا الاعتداء، ومن بينهم نساء ومتقدمون في السن، إن المعتدين لم يكونوا مدنيين عاديين بل كانوا يتمتعون بتدريب عسكري على الأرجح من أجهزة أردوغان الأمنية.

أعلى درجات الوقاحة
شددت الكاتبة على ضرورة أخذ تهديدات كالين على محمل الجد بغض النظر عن محاولة البعض تقديمها في صورة محاولة لتخويف معارضي أردوغان.

إن تصريحات مماثلة ليست فقط خرقاً جدياً للقانون الدولي بل تمثل أيضاً أعلى درجات الوقاحة، وتعكس نظاماً خارجاً عن السيطرة. لقد كان ترامب محقاً حين فرض عقوبات قاسية على تركيا لسجنها القس الأمريكي أندرو برانسون الذي يقول أردوغان نفسه إنه يحتجزه ليقايضه بغولن.