الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 2 أكتوبر 2018 / 13:42

لا للجزرة من دون العصا.. أمريكا والخليج محقان تجاه إيران

في مقاله ضمن صحيفة "ذي أراب نيوز" السعوديّة، دحض الكاتب السياسي مجيد رافي زاده جميع منتقدي السياسات الأمريكية والخليجية تجاه إيران.

سياسات واشنطن والدول الخليجية تؤتي ثمارها.تقديم الجزرة فحسب بدون العصا للنظام الإيراني هو محفوف بالمخاطر ويؤدي إلى نتائج عكسية

ورأى أنّ هذه السياسات تولّد نتائج فعالة وتؤكد أنّ أمريكا وحلفاءها الخليجيّين على دراية معمّقة بما يجري. يضيف رافي زاده أنّ الذين يعارضون خطوات الولايات المتحدة والدول الخليجية تجاه إيران يواصلون الدفاع عن سياسات تطمينية مع النظام الإيراني بغض النظر عن كونها قد جعلته يصعّد سياساته العدوانية في المنطقة. إنّ مقارنة مفصلة لتوسع النظام الإيراني قبل وبعد الاتفاق النووي ستعطي درساً مهماً للذين يصرون على التقرب من الملالي.

حين رُفعت عقوبات مجلس الأمن الدولي عن طهران، كانت النتيجة أنّها زادت نفوذها السياسي والعسكري في عدد من دول المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق واليمن. من دون ضغط دولي على إيران، ومع تلقي النظام مليارات الدولارات من الأموال الإضافية، تمكن الحرس الثوري وفيلق القدس من كسب قدرة كبيرة على مساعدة النظام السوري في تصعيد قصفه وعنفه وإهراقه الدماء ثم هزيمة غالبية مجموعات المعارضة السورية. وازداد الدعم المالي والاستشاري والعسكري لمجموعات ميليشيوية مثل حزب الله والحوثيين ووصل إلى مستوى غير مسبوق. وصعّدت طهران أيضاً جهودها لمضايقة دول أخرى في الخليج.

فرض الضغوط ضروري

إنّ تقديم الجزرة من دون العصا لإيران أثبت بالكامل أنه غير منتج. لهذا السبب، شدّد مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة على ضرورة فرض ضغوط على مؤسسة رجال الدين في إيران لإجبارها على إدخال تغييرات إيجابية في سلوكها. إنّ أي مراقب متبصر للسياسات الإيرانية سيعترف بأنّ الركون فقط إلى تطمين النظام الإيراني لن يترك المشكلة بلا علاج وحسب بل سيعزّز أيضاً خطواته العدوانية في المنطقة. بالمقابل، ومنذ زادت إدارة ترامب والدول الخليجية الضغط على إيران، خففت الأخيرة مضايقاتها للسفن الأجنبية بما فيها السفن الأمريكية والبريطانية في الخليج. خلال عهد إدارة أوباما، وبعد التوقيع على الاتفاق النووي، ضاعفت إيران من تعرضها للسفن الأجنبية بشكل خطير فاعتقلت 10 بحارة أمريكيين سنة 2016.

لا تَسامح معها
كي تكون السياسة تجاه إيران فعّالة، يذكر رافي زاده ضرورة وجود ثلاث مستويات من الضغط: ديبلوماسي ومالي وداخلي. وهذا بالتحديد ما تفعله الولايات المتحدة ودول الخليج. فعلى الصعيد الديبلوماسي، وعوضاً عن التسامح مع سلوك إيران المدمر في المنطقة، قامت دول الخليج والولايات المتحدة برفع الصوت عالمياً إزاء سياسات طهران التوسعية. لقد انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الإيراني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع الماضي مشيراً إلى أنّ قادة إيران "زرعوا الفوضى والموت والدمار". وأضاف أنّهم "لا يحترمون جيرانهم أو الحدود أو الحقوق السيادية للدول. عوضاً عن ذلك، ينهب قادة إيران موارد البلاد لإثراء أنفسهم ونشر الفوضى في الشرق الأوسط وأبعد منه بكثير".

ما مدى تراجع صارداتها النفطية؟
على الصعيد المالي، فإنّ إعادة فرض العقوبات والمحاولات المنسقة لقطع تدفقات الأموال إلى النظام والتي توجه لرعاية المجموعات الإرهابية قلصت عائدات إيران وأبعدت العديد من الشركات الغربية عن التعامل مع قادة طهران. قبل إعادة فرض العقوبات الثانوية في نوفمبر (تشرين الثاني) تراجعت صادرات النفط بحوالي مليون برميل يومياً بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول).

وقال معهد التمويل الدولي إنّ "الفشل في إعادة التفاوض على الاتفاق مع الولايات المتحدة قد يجلب على الأرجح ضرراً أعمق حتى على اقتصاد إيران". خلال الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الذهب بشكل بارز في إيران بينما انخفضت العملة المحلية ووصلت إلى 150 ألفاً مقابل الدولار وهو مستوى منخفض بشكل قياسي.

تطمينها محفوف بالمخاطر

على المستوى الداخلي، أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً إلى أنّ إيران لن تغير سلوكها طوعاً على الأرجح. وقال: "من دون أن يكون الضغط الداخلي شديداً للغاية، لا أعتقد أنّهم سيظهرون انفتاحاً. أعتقد أنّهم مؤدلجون جداً لذلك". وأضاف رافي زاده أنّ الضغوط الداخلية والمظاهرات ضدّ النظام مستمرة وقد أعربت الولايات المتحدة ودول الخليج عن دعمها للشعب الإيراني.

وأكّد رافي زاده أنّ سياسات واشنطن والدول الخليجية تؤتي ثمارها.تقديم الجزرة  فحسب بدون العصا للنظام الإيراني هو محفوف بالمخاطر ويؤدي إلى نتائج عكسية.