مقاتلون من الأكراد السوريين.(أرشيف)
مقاتلون من الأكراد السوريين.(أرشيف)
الأحد 7 أكتوبر 2018 / 12:51

هل فقد أكراد سوريا الأمل بدعم أمريكي؟

أشار توم أوكونور، مراسل عسكري لدى مجلة "نيوزويك" لتحذيرات أطلقها مسؤولون أمريكيون بشأن تسليم روسيا النظام الصاروخي S-300 إلى القوات السورية المسلحة، ما قد يصعد توترات في الداخل السوري. ولكن الحليف الرئيسي للبنتاغون في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) رأى بأن تسليم تلك المنظومة الروسية قد يمثل تطوراً إيجابياً.

دخل مجلس سوريا الديمقراطية، في يوليو( تموز) في مفاوضات مع الحكومة في دمشق، بأمل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي ضمن مناطق يسيطر عليها

وأسهبت في تبرير الخطوة الروسية، سنام محمد رئيسة بعثة المجلس الديمقراطي السوري في واشنطن، ممثل المصالح السياسية لقوات قسد ذات الغالبية الكردية، والتي تحارب داعش بدعم أمريكي.

ويلفت أوكونور إلى أنه رغم تركيز البعثة الأمريكية العسكرية في عملها في سوريا، خلال السنوات الأخيرة، على محاربة الجهاديين، إلا أنها هاجمت مواقع للحكومة السورية. ولذا جاء قرار روسيا بتزويد حليفها بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي، S-300 المضاد للطائرات. كما تمت تلك الخطوة إثر إسقاط طائرة نقل عسكرية روسية بالخطأ أثناء غارة إسرائيلية ضد مواقع إيرانية مشبوهة في الأراضي السورية، ما استدعى قلق عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية.

فوائد كبيرة
وعلى خلاف المعارضة السورية التي حظيت سابقاً بدعم سي آي أي، لم تطالب المجموعة الكردية صراحة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وترى أن تمكين شبكة الدفاع الجوي السوري ينطوي على فوائد كبيرة.

وقالت سنام محمد لوكالة أنباء سبوتنيك نيوز الروسية: "ليست لدينا أية هواجس فيما يتعلق بنظام S-300. وأعتقد أن الأمر يتعلق بالحكومتين السورية والروسية. كما أعتقد بأنه سوف يعزز دفاعات الحكومة السورية ضد أي خطر يتهددها".

دعم ثم تخلّ
وحسب كاتب المقال، كانت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لانتفاضة نفذها متمردون وجهاديون، في 2011، وهددت نظام الأسد. ولكن أمريكا بدأت بالتخلي عن ذلك الدعم بالتزامن مع أسلمة المعارضة، واجتياح داعش بعض المناطق في شمال وشرق سوريا. وبدأ تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بقصف داعش، في 2014، ودخلت في العام التالي في شراكة مع قوات قسد، وذلك في نفس الوقت الذي دخلت فيه موسكو إلى سوريا لدعم الجيش السوري.

تدخل آخر
كذلك، تلقت سوريا دعماً إيرانياً، ما دفع إسرائيل للتدخل أيضاً. واتهمت تل أبيب طهران بمحاولة إنشاء قواعد أمامية عبر مستشارين عسكريين وعدد من الميلشيات الشيعية التي تحارب لصالح الأسد. وقد نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية ضد مواقع إيرانية مشبوهة في سوريا، وحاولت دفاعات جوية سورية مواجهة إحدى تلك الهجمات فسقطت عرضاً طائرة مراقبة روسية، إليوشن – 20، ما دفع روسيا لتسليم سوريا نظام S-300.

تصعيد لافت
وبعد شيوع القرار الروسي، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الروسي: "سيكون تسليم سوريا نظام S-300 بمثابة تصعيد كبير من قبل الروس".

وفي الوقت نفسه، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي لصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقده قبل أيام: "يمثل تسليم الروس منظومة S-300 لسوريا خطراً أكبر لجميع القوات العاملة في سوريا، ولاستقرار الشرق الأوسط. ونحن نعتبر هذا تصعيداً فائق الخطورة".

تباين
وحسب كاتب المقال، ليست هذه أول مرة تتباين فيها وجهات نظر أمريكا مع رأي أبرز حلفائها في سوريا. فقد قاتلت وحدات حماية الشعب(YPG)، ميليشيا كردية تشكل الفصيل الأكبر ضمن قوات قسد، إلى جانب قوات الحكومة السورية. وتمت أبرز تلك المعارك المشتركة في حلب في 2016، وعند محاولة صد متمردين مدعومين من تركيا في منطقة عفرين في بداية العام الجاري.

كما دخل مجلس سوريا الديمقراطية، في يوليو(تموز) في مفاوضات مع الحكومة في دمشق، بأمل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي ضمن مناطق يسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا. كما بدا أن المجلس مستعد لدعم هجوم عسكري سوري محتمل في إدلب، آخر معقل للمعارضة بقيادة إسلامية.