بريت كافانو (أرشيف)
بريت كافانو (أرشيف)
الأحد 7 أكتوبر 2018 / 13:30

كافانو يد ترامب الطولى في المحكمة العليا

24 - بلال أبو كباش

حسمت الساعات الأخيرة جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة انتهت بتنصيب مجلس الشيوخ الأمريكي لبريت كافانو قاضياً في المحكمة الأمريكية العليا، مرسخاً بذلك أغلبية محافظة في أعلى مؤسسة قانونية أمريكية، مهدياً "نصراً نسبياً" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واجتاز كافانو الامتحان بصعوبة، 50 صوتاً أتت لصالحه، و48 ضده، لم يحظ رجل ترامب بتأييد شاسع، يبدد شكوك الأمريكيين بشأن سيرته القانونية الطويلة، ويمسح غبار الشائعات عن سجلاته، ويفند هالة كبيرة من اتهامات جلها جنسي، أضرت بسمعته، ووضعته تحت نيران أقلام الصحافة الأمريكية.

سيرته
ولد القاضي رقم 114 في المحكمة الأمريكية العليا، بريت كافانو في العاصمة الأمريكية واشنطن في 12 فبراير (شباط) 1965، تخرج في كلية ييل للحقوق المرموقة، متزوج وله ابنتان، شغل مناصب قضائية عدة خلال مسيرته القانونية، وقبل وصوله للمكانة الأخيرة كان قاضياً في محكمة الاستئناف بمقاطعة دائرة كولومبيا، وعمل محامياً في البيت الأبيض ومستشاراً للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن. شارك كافانو في التحقيقات بقضية العلاقة الجنسية الشهيرة بين الرئيس السابق بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، حيث أصدرت التقرير الذي دعا لعزل الرئيس الديمقراطي.

هزيمة أخرى للديمقراطيين
أصبح كافانو الأمريكي من أصول إيرلندية يداً أخرى لترامب، تدق على خشب المحاكم، وتعمل على دفع المحكمة لصالح اليمين المنتمي له، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي وتنظيم العمل. كان لوقع انتصار ترامب وحليفه كافانو أثراً قاسياً على الصف الديمقراطي، الذي ما زال يشعر بمرارة الهزيمة منذ التعيين السابق لأحد أعضاء المحكمة العليا.

خطة محكمة
جنى الجمهوريون ثمار الغوغاء الدائرة خارج أسوار مبنى "الكابيتول"، لم تشفع الأصوات التي صدحت ضد كافانو لمتهميه بالتحرش الجنسي، لقد كانت خطة جمهورية محكمة لتحفيز أنصار الحزب، وتحريضهم على الديمقراطيين، ويؤكد حقيقة ذلك، تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، متشيل ماكونيل، لصحيفة "واشنطن بوست" التي أكد فيها أن "التكتيكات ساعدتنا، نشكركم على الغوغاء، فعلتم الشيء الوحيد الذي استصعبنا فعله..هذه أكبر هدية سياسية لنا".

12 شكوى
لم تمنع الشكاوى الـ12 التي تلقاها رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، ضد كافانو، وصول الأخير لمنصبه، كنا إدلاء كريستين بايزلي فورد بشهادة علنية أمام لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن ادعائها بأن القاضي الأمريكي بريت كافانو، اعتدى عليها جنسياً عام 1982، الأقوى بين جميع الشكاوى. 

كريستين بايزلي فورد 
اغتصاب جماعي
وقالت جولي سويتنيك، المقيمة في واشنطن العاصمة، في شهادة بعد أداء القسم، إن كافانو كان ضالعاً في تخدير فتيات والاعتداء عليهن في حفلات منزلية في الثمانينيات. وقالت إنها كانت ضحية اغتصاب جماعي عام 1982 في حفل كان كافانو ضمن حاضريه.

جولي سويتنيك
تحقيق
استجوب محققون فيدراليون 5 شهود أثناء محاولة التوصل إلى الحقيقة فيما يتعلق بمزاعم فورد. واستجوبوا 4 آخرين في مزاعم اعتداء جنسي أخرى، من بينها شهادة ديبورا راميرز التي ادعت أن مرشح المحكمة العليا عرى نفسه أمامها عندما كانا زميلين في جامعة يال.

دفاع ودعم
رغم البصمات الدامغة ضد كافانو، ضل متمسكاً بالدفاع عن نفسه حتى اللحظة الأخيرة، متسلحاً بالنفي، وبدعم محاميه ترامب، الذي كان يهرول للدفاع عنه في كل مرة يتهم فيها بالتحرش الجنسي، مكرراً تصريحه الشهير: "لا يوجد شخص في أمريكا مؤهل للمنصب أو مستحق له أكثر منه".

رغم كل الجدل الدائر حوله، حسم كافانو المعركة الأخيرة بانتصار أهداه منصباً مدى الحياة، قاطعاً الطريق على كل الأصوات الرافضة له.