(أرشيف)
(أرشيف)
الإثنين 8 أكتوبر 2018 / 12:01

معركة إدلب حتمية..السؤال المعلّق متى تحصل؟

أثنى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على اتفاق توصلت إليه، في 18 سبتمبر(أيلول) روسيا وتركيا يقضي بإقامة "منطقة منزوعة السلاح" تفصل بين قوات حكومية سورية، ومعارضين مسلحين يتحصنون في محافظة إدلب السورية.

تسهّل استعادة السيطرة على إدلب أمام طهران مهمة مراقبة التحركات التركية قريباً من الحدود السورية. كما تمثل أراضي إدلب أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لإيران

ووصف ظريف الاتفاق بأنه نتيجة "ديبلوماسية مكثفة مسؤولة" لتجنب قتال في إدلب. ولكن، في نهاية تعليقه، عبر تويتر، أكد على التزام جميع الأطراف "بالقضاء على التطرف الرهيب"، تاركاً الباب مفتوحاً للقيام بعمل عسكري لاحق في المنطقة. وفي الوقت نفسه، أكد قائد القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، بأنه "يفترض بالجيش السوري محاربة الإرهابيين بقوة كاملة".

تدبير مؤقت
وقال ميسم بهرافيش، صحفي لدى تلفزيون إيران الدولي، إنه إذا إن كانت تلك التصريحات تعني أي شيء، فهي تؤشر لاعتبار إيران والحكومة السورية أن الاتفاق التركي- الروسي ما هو إلا تدبير مؤقت، وأن معركة إدلب، آخر معقل كبير للمعارضة السورية، ستجري كما كان الحال في حلب التي استعاد الجيش السوري سيطرته عليها، في ديسمبر(كانون الثاني) 2016.

وتأتي هذه التصريحات بعد بضعة أيام على وقوع هجوم إرهابي أثناء استعراض عسكري في منطقة الأهواز، جنوب غرب إيران، والذي أدى إلى مقتل 25 شخصاً، وجرح حوالي 70 آخرين. وكان داعش أحد تنظيمين زعما مسؤوليتهما عن الهجوم. وبثت وكالة أنباء "أعماق" التابعة للتنظيم شريطاً مصوراً يظهر ثلاثة من أربعة مهاجمين يتحدثون بحماسة شديدة حول العملية القادمة.

خطر قاتل
ويلفت كاتب المقال إلى أن كلاً من إيران وسوريا ينظر للمجموعات السلفية المتطرفة باعتبارها تمثل خطراً إرهابياً قاتلاً لأمنها. وبسبب وجود ما لا يقل عن 10,000 متطرف لدى تنظيم هيئة تحرير الشام، فرع القاعدة في سوريا، فضلاً عن مئات من مقاتلي داعش، لا شك في أن كلاً من إيران وسوريا سينفذ عملية عسكرية في المحافظة لطردهم. وقد اتخذ الجانبان من الميزة الاستراتيجية التي يتمتع بها حالياً أولئك المتطرفين سبباً لتبرير ضرورة تنفيذ هجوم كاسح على إدلب. ويقال بأن حكومة الأسد نقلت إلى إدلب، في 24 سبتمبر(أيلول)، أكثر من 400 متطرف من عناصر داعش من محافظة دير الزور، شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية.

دافع آخر
وبرأي كاتب المقال، ثمة دافع آخر، عير محاربة الإرهاب، من وراء تصميم دمشق وطهران على تنفيذ حملة لاستعادة السيطرة على إدلب.

فإن استعادة إدلب، تمثل بالنسبة لسوريا مسألة سيادة ووحدة الأراضي السورية. وفي نهاية سبتمبر(أيلول)، كرر نائب وزير الخارجية السوري، في لقاء مع صحيفة الوطن، تصميم الحكومة على استعادة السيطرة على إدلب "إما سلمياً أو بالقوة. وسوف ننتصر في إدلب، ورسالتنا واضحة إلى جميع الأطراف المعنية". وبرأي الكاتب، تلك "الأطراف المعنية" هي روسيا وتركيا.

أهمية جغرافية
ويشير الكاتب لموقع إدلب الجغرافي على طول الحدود مع تركيا، ما يجعل أراضيها أكثر أهمية. ولربما يرجع ذلك لمخاوف الحكومة السورية من أن يؤدي طول مدة سيطرة متمردين مدعومين من أنقره على المحافظة، لجعل مصيرها مشابهاً لحال مرتفعات الجولان، التي استولت إسرائيل عليها بداية أثناء الحرب، ثم ضمتها إلى أراضيها. وقد برزت تلك المخاوف عندما عبرت بعض المجموعات المعارضة، وبمباركة ودعم تركي "عن طموحاتها" لإنشاء جمهورية مستقلة شمال سوريا في محافظة إدلب"، وهي بالصدفة تساوي مساحة لبنان.

عمق استراتيجي
وبرأي الكاتب، تنظر إيران أيضاً إلى إدلب بوصفها تمثل "عمقاً استراتيجياً" ضد عدوها الأكبر إسرائيل، ولأن السيطرة على أراضيها يسهل الوصول إلى شاطئ المتوسط، ما يوفر مساحة أكبر من المناورة العملاتية لقوات الحرس الثوري، ولحليفها حزب الله اللبناني، في شمال وغرب سوريا.

كذلك، تسهل استعادة السيطرة على إدلب أمام طهران مهمة مراقبة التحركات التركية قريباً من الحدود السورية. كما تكتسب أراضي إدلب أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لإيران، لأن طريقها أو "ممرها" الشمالي نحو البحر أعاقه وجود قوات تركية وكردية مدعومة من أمريكا.

ويختم الكاتب بالإشارة لتأخير الصفقة الروسية – التركية هجوماً سورياً – إيرانياً لاستعادة إدلب، ولكنه على الأرجح لن يمنعه نهائياً. ولم تعد معركة كبرى لاستعادة السيطرة على إدلب مسألة "إن كانت ستجري بل متى تتم".