الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.(أرشيف)
الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.(أرشيف)
الإثنين 8 أكتوبر 2018 / 13:57

متى تستيقظ أوروبا حول نوايا إيران الحقيقية؟

رأت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنّ الإخفاق المستمر للقوى الأوروبية في اتّخاذ موقف حازم من إيران يشكل مصدراً لحيرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى حلفاء أمريكا الخليجيين.

من خلال صرف النظر عن سلوك إيران بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي، يقوم الاتحاد الأوروبي بإدارة ظهره إلى حلفائه الأمريكيين والخليجيين – لكن أيضاً إلى واحد من أعضائه

أطلقت الولايات المتحدة نظام عقوبات ضد طهران يهدف إلى مواجهة التوسع العسكري الإيراني في المنطقة، وهو قد بدأ فعلاً يؤتي ثماره مع بروز الغضب على النظام في شوارع طهران. لكنّ القوى الأوروبية تحدت الولايات المتحدة عند كل منعطف، على الرغم من الأدلة المتزايدة حول السلوك الإيراني الخبيث.

تشير الصحيفة إلى أنّه خلال الأسبوع الماضي، برز تناقض صارخ بين الواقع وتصوراتهم الظاهرية. فبعد تحقيق شامل، قامت الحكومة الفرنسية يوم الثلاثاء بتجميد أصول مسؤولَين إيرانيين بارزين وهما المدير العام للمخابرات سعيد هاشمي مقدم والديبلوماسي أسد الله أسدي بسبب التخطيط لهجوم في فيلبينت، إحدى ضواحي باريس الشمالية، في يونيو (حزيران) الماضي.

أوروبا في وادٍ.. وإيران في واد آخر
كشف التحقيق جهداً إيرانياً منسقاً من أجل نشر الفوضى على الأراضي الأوروبية وقد أشار إلى أنّ أسدي كان يدير شبكة تجسس أوروبية للحصول على تقنيات صاروخية إضافة إلى عرقلة عمل مجموعات إيرانية معارضة وشنّ عمليات اغتيال. وكانت صحيفة "ذا ناشونال" قد ذكرت مخططات أسدي منذ أغسطس (آب) الماضي.

لكن في حين كان الخلاف الديبلوماسي مع فرنسا يتعمق، انشغل النظام الإيراني بالتوقيع على اتفاق لتوليد الطاقة بقيمة 460 مليون دولار مع النظام السوري، بهدف تعزيز نفوذه الاقتصادي في تلك البلاد. لقد تظاهر الإيرانيون بالآلاف خلال هذه السنة بسبب فشل السلطات في تأمين الخدمات العامّة، وعلى الرغم من ذلك، خصصت طهران عائداتها لتوسيع بصمتها العسكرية والاقتصادية على امتداد الشرق الأوسط. على مستوى أعمق، بدأ يصبح جلياً وبشكل متزايد أنّ ولاءات طهران لا تكمن مع الدول الأوروبية التي تحاول أن تحميها من العقوبات الأمريكية وإنّما مع الأنظمة العنيفة مثل نظام بشار الأسد.

توقيت حساس
توضح الصحيفة أنّ التوقيت حساس بما أنّ أوروبا تبحث بشكل محموم عن طرق من أجل إنقاذ علاقاتها الاقتصادية مع طهران، عقب قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي في وقت سابق من السنة الحالية. إنّ جهود الأوروبيين اليائسة لإنقاذ الاتفاق والتي أطلقت عائدات مالية للنظام الإيراني كي ينفقها على مغامراته الإقليمية قد دفعتهم لرسم خطط من أجل إنشاء قنوات دفع خاصة بين الاتحاد الأوروبي وإيران لتفادي العقوبات الأمريكية. في هذا الوقت، دافعت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن مقاربة استمرار العلاقات التجارية كالعادة مع طهران بغض النظر عن سلوكها.

سبيل وحيد لتقييد النظام
عقب التحقيقات في الهجوم الذي تم إحباطه على ضاحية فيلبينت، يجب أن تبدأ تلك الحسابات بالتغير. يوم الثلاثاء، صدر بيان عن الحكومة الفرنسية أشار إلى أنّ هذا العمل الخطير جداً لا يمكن أن يمر من دون ردّ. أضافت الصحيفة أنّه من خلال صرف النظر عن سلوك إيران بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي، يقوم الاتحاد الأوروبي بإدارة ظهره إلى حلفائه الأمريكيين والخليجيين – لكن أيضاً إلى واحد من أعضائه. إنّ ضغطاً اقتصادياً وديبلوماسياً شاملاً يمكن فقط أن يقيّد النظام. وختمت الصحيفة كاتبة: "على أوروبا أن تدرك الآن ذلك".