الخميس 11 أكتوبر 2018 / 11:00

صحف عربية: رعب قطري وإخواني من اعترافات الإرهابي هشام عشماوي

24-أحمد إسكندر

بحسب رواية العميد أحمد المسماري؛ المتحدث الرسمي للجيش الليبي، فإن واقعة القبض على هشام عشماوي تمت في الرابعة من صباح الإثنين، ليحتل الخبر مكتملاَ بالصور كل وسائل الإعلام العربية والعالمية، فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي لليوم االرابع على التوالي.

وأهمية عشماوي ليست فقط في العمليات الإرهابية التي نفذها، لكن في ارتباطاته الأيديولوجية واللوجستية مع الإخوان وتنظيم الحمدين في قطر، ما جعل العديد من المحللين والخبراء يحذرون من محاولة اغتياله من قبل قطر، خشية اعترافاته التي ستكشف فصولاً جديدة من الإرهاب، بحسب ما ذكرته صحف عربية صادرة اليوم الخميس.

روابط متشعبة
وأشار مقال  للخبير خالد عكاشة في صحيفة "الدستور" المصرية، إلى أن أجهزة الأمن الليبية، شاركت السلطات المصرية، ما يسمى "العلم الكامل"، بدرجة ما يحوزه هشام عشماوي من روابط متشعبة، مع كل التنظيمات العاملة في ليبيا، وفي مصر، وفي سائر منطقة الشمال الإفريقى، وفي حال الحديث عن كنز معلوماتي بالنجاح الليبي في إلقاء القبض عليه حياً، فإن هذا كان يستلزم تثميناً حريصاً للمعلومات، يحققه الكتمان وربما يساعدُ أيضاً في تنفيذ ضربات مكملة سريعة خاطفة، ترفع من حصاد الضربة الأمنية.

وذكر عكاشة أن عشماوي، ارتكب في ليبيا عمليات إرهابية ومارس نشاطًاً معقداً، يحق للسلطات الليبية، أن تستخلصه بالكامل عبر جهات تحقيقها وأن إجراء ذلك وإتمامه كان سيكون مثالياً، في مساحة الكتمان المشار إليه، من حيث تكوين تصور للقيادة العامة للجيش الليبى، لقرار توقيت وكيفية تسليمه للجانب المصري

خروج الأمر للعلن بهذه الصورة، وأن يصبح قيد المتابعة اليومية الدولية أيضاً، دفع لاعبين دوليين آخرين للتدخل أبرزهم الجانب الأمريكي، فلديه على الأقل ثأر مع تنظيم القاعدة، الذي شغل فيه عشماوي منصباً قيادياً في جناحه العسكري ما عرف بـ"أنصار الشريعة". حيث ثبت أن هذا التنظيم هو المتورط الرئيسى فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازي 2012، ما دفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ عمليتين على الأراضي الليبية للقبض على مصطفى الإمام، في منطقة نائية جنوب غرب مصراتة 2017، وأحمد أبو ختالة، الذي التقطته قوة من المارينز الأمريكي ومكتب التحقيق الفدرالي من وسط مدينة بنغازى 2014، قبل أن تنقله إلى سفينة تابعة للبحرية الأمريكية توجهت به إلى الولايات المتحدة.

وذهب عكاشة إلى أن كثيرين داخل ليبيا وهذا مكمن كبير للخطر، يمكنهم دفع ملايين الدولارات، من أجل ألا يحوز المشير خليفة حفتر انتصاراً أمنياً ومعنوياً بقدر مشهد اليوم، وهي ليست المرة الأولى التي سينفقون فيها، لكنها قد تمثل الأغلى هذه المرة، لذلك يبقى عامل الوقت هو المهم في هذا الجانب، ويدفع إلى أن يجري سريعاً تسليم الإرهابي، هشام عشماوي، إلى السلطات المصرية، كي يخضع لمحاكمات جراء اتهامه في العديد من الهجمات الإرهابية، خاصة وهي تحظى بقدر عالٍ من الأدلة الثبوتية التي ستقدم للقضاء المصري، وهذا يضمن الاستفادة الأمنية والمعنوية القصوى لكل من مصر وليبيا، من واقعة إلقاء القبض عليه حياً، مع استدراك أن هناك أطراف تهدف لإسكات عشماوي للأبد، كي لا يعري ويفضح المزيد من خطط وأهداف الإرهاب وهو ما دأب التحرك فعلياً لتنفيذه من قبل العديد من الأطراف.

استرداد الإرهابي عشماوي
في هذه الأثناء، أفادت مصادر أمنية لـ"صحيفة القبس" الكويتية، أن وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى توجه إلى ليبيا لاسترداد الإرهابي هشام عشماوي وعدد ممن تم ضبطهم في العملية العسكرية بمدينة درنة على يد الجيش الليبي.

وأوضحت المصادر إلى أن الوفد الأمني، سافر على متن طائرة خاصة لاسترداد عشماوي، المتهم الأول في عدد من قضايا الإرهاب والصادر ضده حكم بالإعدام، وتسليمه لجهات التحقيق، كما سيتم تَسلمُ مصري آخر يدعى بهاء علي، ينتمي إلى تنظيم المرابطين، بالإضافة إلى أسرة عمر سرور، القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة في درنة، والذي لقي حتفه قبل أشهر في ليبيا.

وذكر مصدر قضائي للصحيفة، أن "عشماوي ستتم إعادة محاكمته في القضايا الصادر ضده فيها أحكام، نظراً لصدورها غيابياً، حيث يلزم القانون المصري إعادة محاكمة المتهم الصادرة ضده أحكام غيابية مرة أخرى عقب القبض عليه.

مقتل القيادات الإرهابية
ونقلت جريدة البوابة المصرية عن مسؤول عسكري ليبي، قوله إن "الإرهابي هشام عشماوي، أدلى باعترافات خطيرة حول الأماكن التي يختبئ بها فلول الجماعات الإرهابية المتمركزة في مدينة درنة، وطبيعة التسليح الذي تمتلكه تلك العناصر المتطرفة في المدينة القديمة"، مؤكداً من خلال اطلاعه على التحقيقات مع الإرهابي عشماوي، مقتل الإرهابي سفيان بن قمو، في غارة جوية للجيش الليبي في محور حي المغار.

وأوضح ذات المسؤول إن "الإرهابي المصري عمر رفاعي سرور، قتل متأثراً بجراحه في اشتباكات مع الجيش الليبي"، مشيراً إلى أن "الإرهابي أبو حفص الموريتاني، المفتي الشرعي الثاني للجماعات الإرهابية، لا يزال متواجداً بمحور المدينة القديمة، في درنة ويقود المتطرفين".

وكما أدلى الإرهابي عشماوي باعترافات تفصيلية عن فترة تواجده في مصر، وكيفية هروبه إلى ليبيا، والمواقع التي درب فيها عناصر تنظيم القاعدة بليبيا، وأعترف عشماوي أنه "لا يزال ما يقارب من 50 مقاتلاً تابعين لتنظيم داعش، بقيادة أبو البراء الليبي، في محور وسط البلاد، فضلاً عن وجود أكثر من 56 جريحاً من الجماعات الإرهابية في بنايات داخل حي المدينة القديمة في درنة، مشيراً لقلة المؤن والإمدادات التي لدى الإرهابيين في حي المغار".

وتتواصل عملية التحقيق مع الإرهابي هشام عشماوي في أحد السجون التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، شرق البلاد، وسط حراسة مشددة على السجن المحتجز به عناصر إرهابية شديدة الخطورة.

عملية نوعية ناجحة
ناصر أحمد النجدي، قائد كتيبة 169، المكلفة حماية قاعدة الأبرق الجوية ومطارها الدولي، والتابعة للجيش الوطني الليبي، روى لـ"الشرق الأوسط"، تفاصيل عملية اعتقال الإرهابي، هشام عشماوي، قائلاً: "كان مذهولاً، ومرتبكاً، رغم ملامحه العدوانية الواضحة، لكننا سيطرنا عليه، واعتقلناه في وقت وجيز، وبطريقة خاطفة".

وتحدث ناصر عما وصفه بأنه "عملية نوعية ناجحة"، نفذتها قوات الجيش الوطني الليبي لاعتقال عشماوي "دون أن تضطر إلى إطلاق رصاصة واحدة"، وقال إن "العملية لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، منذ لحظة رصد عشماوي، الذي كان يسعى للهرب من حي المغار، أقدم أحياء مدينة درنة، شرق ليبيا، وحتى لحظة الانقضاض والسيطرة عليه.

واستطرد قائلاً "عشماوي اعتزم الخروج بعد تضييق الخناق عليهم في محاولة للهرب من ناحية المحور، الذي كنا نتواجد فيه، لم نكن وقتها نعرف من سيهرب بالتحديد، لكن المعلومات كانت تتحدث عن فرار محتمل لقادة للإرهابيين، وكانت خطة الهروب مقررة مع اقتراب الفجر، وقد كان برفقة عشماوي شخصان وامرأتان، إحداهما زوجة الإرهابي المصري المقتول محمد رفاعي سرور، أحد أبرز القيادات الإرهابية في منطقة شرق ليبيا، وتمت العملية بشكل سريع.

وأشار القائد العسكري الليبي، إلى أنه من المواقف الغريبة التي رافقت عملية الاعتقال، أن عشماوي لم يُعرّف عن نفسه في بداية الأمر، بل قام بذلك أحد مرافقيه الذي وشى به، موضحاً أن الرجل الذي كان معه هو من دلهم عليه، مؤكداً العثور على وثائق بحوزة عشماوي، تدل على عمليات تخريبية واغتيالات، مضيفاً، "ما أستطيع قوله هو أن القوات المسلحة أمسكت برأس هرم إرهابي ممول ومدرب، والمعلومات التي كانت لديه تخص مصر وليبيا والعراق وسوريا، وسيكون هناك لاحقاً وتباعاً انهيار كبير جداً لبعض القادة الإرهابيين بسرعة".