انفصاليون يتظاهرون في برشلونة.(أرشيف)
انفصاليون يتظاهرون في برشلونة.(أرشيف)
الخميس 11 أكتوبر 2018 / 16:59

بعد بريكسيت.. خريطة جديدة لأوروبا بحلول 2028

يتوقع أليسو كولونيلي، كاتب رأي لدى صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن يعاد رسم خارطة أوروبا القومية بعد خروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي.

تتقارب اليوم بولزانو، عاصمة تيرول التنفيذية، حيث تدار الحكومة المحلية من قبل حزب واحد، مع النمسا أكثر من أي وقت

وحدد كولونيلي ثلاث مناطق في غرب أوروبا يرى أنها ستبدو مختلفة خلال عشر سنوات، في حال تواصل دعم انفصاليين عشية أزمة اقتصادية ومد كبير للقومية.

فبعد عقد على انهيار مصرف "ليمان برازرز"، ظهرت أخيراً الآثار المترتبة عنه على النظام المالي العالمي. ومع دفع بريكسيت بريطانيا إلى المجهول، وفي ظل سعي أوروبا لإعادة تشكيل نفسها بمعزل عن بريطانيا، لربما يجري تحول كبير آخر.

خارطة جديدة

ويشير الكاتب إلى ثبات الحدود بين دول أوروبا الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولكن اليوم، وبفضل قوى قومية نهضت نتيجة ركود اقتصادي، تحصل تغييرات تنبئ باحتمال رسم خارطة جديدة لأوروبا بحلول عام 2028.

وحسب كولونيلي، هناك ما لا يقل عن ثلاث مناطق داخل دول أوروبية معرضة لخطر الانفصال نتيجة للاضطراب السياسي الراهن: كتالونيا عن شمال إسبانيا، وإيرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة، وجنوب تيرول عن شمال شرق إيطاليا.

عقبات
ويشير كاتب المقال إلى وجود عقبات أمام انفصال تلك المناطق عن دولها الأصلية. ففي حالة كتالونيا، تفرض النخبة السياسية في برشلونة إرادتها. وما زال خطاب كارل بودجيمونت، عمدة المدينة السابق عقيماً، وكذلك لغة خليفته. فقد حاول كلاهما خلق حواجز إثنية بين مجموعتين، كتالونيون بشجرتهم العائلية الصافية، وكتاليونيون يتحدثون الإسبانية في وطنهم، ويعرضون في صالات بيوتهم صوراً لأفراد من أسرهم تعطي فكرة عن أصولهم الأندلسية.

مثال ثان
وحسب الكاتب، هناك منطقة أخرى جديرة بالاهتمام، إيرلندا الشمالية، التي ستواجه صداعاً اقتصادياً كبيراً بعد مارس( آذار) 2019. فبعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ستفقد إيرلندا الشمالية دعماً زراعياً وأموالاً لأجل إنهاض القطاع الزراعي.

ويلفت الكاتب لمساعدات قيمة نالتها حكومات بلفاست من قبل لندن وبروكسل. وقد عبر اتحاديون، في عام 2016 عن مناصرتهم لبريكسيت. ولكن عوضاً عنه، قد لا يجدون مفراً من الاعتراف بتفضيل الدعم المالي من دبلن الناهضة اقتصادياً في حال حصول ركود اقتصادي كبير.

حالة ثالثة
ويشير الكاتب للوضع في جنوب تيرول، تلك المنطقة الواقعة عند جبال الألب في شمال شرق إيطاليا، والتي لا تزيد مساحتها عن ضعف مساحة اللوكسمبورغ، وتشهد ازدهاراً اقتصادياً غير عادي، ولا تزيد نسبة البطالة فيها عن 2,9 ٪. وربما لا تظهر منطقة جنوب تيرول على شاشة الرادار الدولي، لكن كثيراً ما يكتب عنها في الصحافة الإيطالية.

تقارب مع النمسا
وتتقارب اليوم بولزانو، عاصمة تيرول التنفيذية، حيث تدار الحكومة المحلية من قبل حزب واحد، مع النمسا أكثر من أي وقت. وعبر مستشار النمسا المحافظ، سيباستيان كروز، مراراً عن استعداده لمنح جواز سفر النمسا لسكان جنوب تيرول. وقبلت أقلية متنامية الفكرة سريعاً.

ولم تطرح بعد فكرة إجراء استفتاء، ولكن مشاعر مناهضة لإيطاليا بدت ملموسة في جنوب تيرول. وهناك صدام ثقافي، حيث يتحدث سكان الإقليم بالألمانية والإيطالية.

ويشير كاتب المقال لوجود حركات انفصالية أصغر في مناطق أوروبية أخرى، كما هو الحال في جزر فارو الدانمركية.