الخميس 11 أكتوبر 2018 / 12:47

دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي تصدر النسخة الألمانية من كتاب أقوال زايد

اطلع عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أمس على النسخة الألمانية من كتاب "كلمات القائد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، والذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي في جناحها المشارك في معرض فرانكفورت للكتاب.

وأطلقت الدائرة سلسلة من الترجمات من الكتاب بمناسبة الذكرى المئوية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، وتزامناً مع "عام زايد"، حيث يضم الكتاب مختارات من أقوال الوالد المؤسس، مترجمة بالألمانية، وقد سبق إصدار الكتاب باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وستصدر طبعات لاحقة باللغات الإسبانية والصينية والروسية والهندية.

وبهذه المناسبة قال رئيس الدائرة، محمد خليفة المبارك "يعد إصدار كتاب "كلمات القائد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" باللغة الألمانية أحد المبادرات التي نكرس من خلالها فكر المغفور له الشيخ زايد على المستوى الدولي، خاصة أن اطلاق هذه الطبعة تم في أكبر معرض دولي للكتاب في العالم، وذلك ضمن خطة للترويج للإرث الغني للوالد المؤسس على نطاق واسع، فقد ترك، رحمه الله، اثراً عميقاً من خلال تأسيسه للدولة على أسس الحكمة والتحاور ومد جسور التعاون مع شعوب العالم، مما جعل من دولة الإمارات دولة رائدة في بناء الإنسان والعمل الدولي المشترك".

من جهته قال مدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في الدائرة، عبد الله ماجد آل علي"قدم المغفور له الشيخ زايد، نموذجاً للقائد الفذ صاحب الرؤية الثاقبة في إدارة الدولة وبناء الإنسان، وعمل طوال حياته على تكريس قيم التنمية والرفاه والعمل الخيري والتعاون الدولي، مما جعل دولة الإمارات في مقدمة الدول المؤثرة في محيطها وعلى الصعيد الدولي أيضا. ومساهمة منا في نقل تجربته الإنسانية العميقة إلى الآخرين عملنا على اصدار كتاب يجمع أقواله بعدة لغات حية، وذلك احتفاءً بإرثه الخالد وترويجاً لفكره المستنير بلغات العالم".

ويرصد الكتاب العديد من الخطب والتصريحات التي قالها الشيخ زايد، حيث كان يركّز على أسُس الحُكم الصحيح، فهو في نظره سرّ نجاح الدولة باعتبارها كياناً يخدم الشعب ويقوده ويعزّز مطامحه.

وقد استخدم تعبير "المسؤول في خدمة المُواطن" كصيغة أخلاقية لصورة الموظف الصالح والمسؤول النبيل، ومنه أسس لمبدأ المواطنة داعياً إلى الاستخدام الصحيح والخيِّر للثروات، وإلى الانفتاح على العلوم الحديثة.

وتكشف الأقوال المختارة في الكتاب عن عمق تفكير الشيخ زايد وتنوّع رؤيته وسعة أفقه، فتراه في خطب عديدة يعطي الشباب اهتماماً دائباً وعميقاً، فهُم في نظره أساس المستقبل ومفتاح النجاح، كما كان يدعو بحكمة وتبصّر إلى احترام المرأة وإعطائها مكانها في كلّ مناحي الحياة والمسؤوليّات والأعمال.

واظب الشيخ زايد على بناء نهضة مدنيّة تحقّق للإمارات مكانة مرموقة بين كبريات الأمم، نهضة كان يريدها كلّية، تشمل العمران والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافة والتنمية بمفهومها الشامل، وتقوم على حقوق معلومة وضعَ على رأسها حرّية التعبير وضمان كرامة الفرد.

الجانب السياسيّ من أقواله ظل محتكماً إلى هاجس العدل، والذي بقي يؤطّر نظرته إلى العيش المشترك، وهكذا ظلّ يناهض الحروب ويدعو إلى الحوار، ويدافع عن حقوق الشعوب المسلوبة.

لم يكن ازدهار الإمارات ودول الخليج العربيّ بعامّة منفصلاً في نظر الشيخ زايد عن مستقبل العالم العربيّ وسائر دول الجوار. فمضى يدعو إلى الإخوّة، وإلى التعاون، وإلى التضامن بين الشعوب، عربية كانت أو غير عربيّة. أمّا عن السياسة المثلى في نظره، فكان يدعو إلى الانفتاح والحداثة التي تقوم على الأصالة وتنهل من موروث يجعلها مليئة بالخصوصية المميّزة. كما كان يدعو إلى تنزيه الإسلام وتنقيته من النزعات الاحترابية والإرهابية التي يلصقها به البعض ، عن جهل أو عن مصلحة مشبوهة ونوايا سيّئة.