الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
الأحد 14 أكتوبر 2018 / 18:02

أزمة خاشقجي مرآة لمشاكل تركيا الأردوغانية

كتب الباحث أيكان إردمير، وهو نائب تركي سابق، أن أزمة اختفاء الصحافي السعودية جمال خاشقي في اسطنبول هي مرآة لتركيا.

سيطر أفراد من عائلة أردوغان ورجال أعمال مقربون منه على سبعة تجمعات إعلامية كبرى تملك حالياً 21 من الصحف اليومية التركية ال29

وتدعي الحكومة التركية أن فريقاً سعودياً وصل إلى اسطنبول وقتل خاشقجي، وهو ما تنفيه السلطات السعودية نفياً قاطعاً مؤكدة أن الرجل غادر قنصليتها ذلك اليوم.

ومع أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة، تتواصل التسريبات في تركيا. وانضم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو إلى الانتقادات، قائلاً إن "مصير خاشقجي هو اختبار للعالم كله في ما يتعلق بحرية التعبير والصحافة. معاقبة مواطن بسبب انتقاده أو انتقادها لا ينسجم وأياً من القيم الإنسانية".

أكبر سجن للصحافيين
ويأسف الباحث كون تلك الكلمات جوفاء، إذ إنه في ظل حكم الرجل القوي لأردوغان المستمر منذ 2002، سجنت أنقرة 535 إعلامياً وصارت السجن الأكبر للصحافيين حول العالم. ووصف أردوغان وسائل الإعلام الاجتماعي بأنها "التهديد الأسوأ للمجتمع"، وعلق فيس بوك وتويتر ويوتيوب وواتساب مراراً لأسباب تعلق بالأمن القومي، مع منع الوصول إلى ويكيبيديا في شكل دائم.

إلى ذلك، سيطر أفراد من عائلة أردوغان ورجال أعمال مقربون منه على سبعة تجمعات إعلامية كبرى تملك حالياً 21 من الصحف اليومية التركية ال29، وهو ما يعني سيطرتهم عملياً على90 في المئة من المطبوعات الوطنية.

التسليم غير القانوني
وليست عمليات التسليم غير القانونية غريبة على تركيا أيضاً. ففي أبريل (نيسان) أعلن نائب رئيس الوزراء التركي أن وكالة الاستخبارات سحبت 80 مواطناً من 18 دولة في عمليات سرية. ويمكن العدد الحقيقي أن يكون أكثر من مئة. وما عرف منها كان جزءاً من حملة أنقرة لمحاكمة أفراد في شبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وتسببت العمليات السرية التي نفذتها أنقرة بغضب عالمي، فمثلاً أثار خطف ستة مواطنين من كوسوفو أزمة مع بريستينا انتهت بإقالة رئيس الوزراء ورئيس الاستخبارات.

وأفلت أستاذ تركي عاش في منغوليا 24 سنة من عملية خطف بعدما أوقفت السلطات المغولية الطائرة التي كانت ستنقله إلى تركيا. وفي سويسرا، أصدرت السلطات تحذيراً لديبلوماسيين تركيين بعد محاولة فاشلة لخطف رجل أعمال سويسري تركي الأصل.

ولا يزال التحقيق الأمريكي مستمر في مؤامرة لممثلين للحكومة التركية لإخراج غولن من منزله في بنسلفانيا بعد عشرين سنة في المنفى.

أساليب بشعة
ويخلص الباحث إلى وجوب توجيه المواطنين الأتراك غضبهم صوب حكومتهم لأن الأساليب البشعة لحكومة أردوغان دمرت حرية التعبير في بلادهم، ولم يعد المواطن التركي آمناً لا في بلده ولا في الخارج.