توكل كرمان.(أرشيف)
توكل كرمان.(أرشيف)
الأحد 14 أكتوبر 2018 / 19:08

توكل كرمان: لقنوني!

إن صدق فعلاً أن توكل كرمان قد تحالفت مع جماعة الحوثيين التي تسيطر على صنعاء، - وهي التي كانت تدعو للانتفاضة ضدهم، وتزعم النضال في صفوف الشرعية – فإن لجنة منح جائزة نوبل للسلام ستكون في مأزق كبير

كثيراً ما يُنظر إلى الفائزين بجوائز نوبل بأنهم قمم سامقة، ونماذج تقتدى، ورواد مكرمون. الحال هو هو في مجالات الأدب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والسلام. مع شيء من الاستثناء في المجال الأخير.

لجنة جائزة نوبل في المجال الأخير، أدركت ذلك وغيّرت سياستها في المجال المذكور. وهو نهج تحمد عليه، لكن ستبقى بعض الاختيارات التي سجلها التاريخ سبة في سجل الجائزة، وفي أحوال أهون ضرراً خطأ ما كان ينبغي له أن يقترف.

توكل كرمان فازت بجائزة نوبل للسلام إبان سنوات الربيع العربي. وما زالت حتى اليوم تعيش على هذا الاختيار. ويوماً بعد يوم تتكشف الحقائق وتظهر الخبايا. ونرى هذه الشخصية القيادية الناشطة في مجال السلام تقول: لقنوني، لقنوني.

زلة لسان كانت سبباً في نزع ورقة التوت الأخيرة عن الأيقونة الإخوانية التي لمعتها قطر لتكون ذراعاً إعلامية في تحقيق أجندة مشبوهة. ففي كلمة لها ضمن تظاهرة في تركيا تمثل فيها مشهداً من مسرحية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قالت: "على السلطات السعودية ألا تقبل بانتهاك سيادتها". قبل أن يصحح لها أدوات نقل الرسالة بأن عليها أن تقول "على السلطات التركية ألا تقبل بانتهاك سيادتها"، وذلك لتخدم أجندة تنظيم الحمدين في تأجيج الخلاف بين الدول الكبيرة.

كان خطأ مخجلاً لتوكل كرمان أمام من يدفع لها. خطأ انتزع منها ضحكة محرجة وهي التي كانت منذ قليل تذرف دموع مستأجرة على الصحفي السعودي جمال خاشقجي. دموع لم تُرقها صاحبتها على مواطنيها ضحايا الأمراض والحروب، ولم تكن أبداً منحازة لمعاناة العشرات من الصحفيين، أو متعاطفة مع الإعلام اليمني التي يضطهد من الحوثيين.

إن صدق فعلاً أن توكل كرمان قد تحالفت مع جماعة الحوثيين التي تسيطر على صنعاء، - وهي التي كانت تدعو للانتفاضة ضدهم، وتزعم النضال في صفوف الشرعية – فإن لجنة منح جائزة نوبل للسلام ستكون في مأزق كبير.

إن من المعيب لشخصية حظيت بهذا التكريم العالمي أن تتجاهل قضية مواطنيها وتنشط لتحقيق أهداف أجندة خبيثة.

إن من المعيب أن تضحي بأسرتها ووطنها الكبير من أجل جماعة حزبية، وأن تقف نائحة مستأجرة في محافل مأجورة وتقول: لقنوني، لقنوني.