صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 15 أكتوبر 2018 / 11:33

صحف عربية: السعودية قلعة لا ترضح للتهديدات

24 - إعداد: حسين حرزالله

كشف الرد الرسمي السعودي، مساء أمس الأحد، بعد تصاعد وتنامي تفاعلات قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، والترويج لتهديد بعقوبات وقرارات ضد السعودية، تمسك الرياض بالتعامل الهاديء، والرصين مع القضية، وتصميمها على التمسك بالدفاع عن نفسها ضد هجمة شرسة كانت منتظرة، وتشديدها في الوقت نفسه على الرد الحازم متى تطلب الأمر.

"واشنطن بفرض عقوبات على الرياض ستطعن اقتصادها في مقتل، وهي تظن أنها تطعن الرياض وحدها"

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن التلويح بفرض عقوبات على السعودية لا يخرج عن سياق الحملة الممنهجة ضد الرياض، ولكنها محكومة بالفشل مسبقاً في ظل حرص المملكة على صون حقوقها وسمعتها، والرد على أي تهديد مهما كان مصدره، بحزم، وإلحاق الأذى بمن يحاول تجاوز الخطوط الحمر.

صغيرة وكبيرة
وأكدت صحيفة "الوطن" البحريينية في مقال لرئيس تحريرها، أن التطورات الأخيرة كشفت " براثن مؤامرة دنيئة من الصغيرة قطر وجماعاتها القذرة للنيل من السعودية، لم تكن الأولى، لأنها اختارت الإرهاب، وتجردت عن هويتها العربية والإسلامية سعياً لفوضى تورطت فيها بوقاحة الدم ظناً بقدرتها على مقارعة الكبار، وتناست أنها صغيرة ستدفع الثمن غالياً وإن طالت الأيام، فأبواق الفتنة ستصمت، وأيادي التآمر ستنتهي قريباً".

افتراء مكشوف
ومن جهتها، قالت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحية بعنوان "الرد المنطقي" إن "محاولات النيل من المملكة باستغلال حدث ما زال دون نهاية والقفز إلى الاستنتاج دون الوصول إلى الحقيقة الدامغة يعد أمراً معيباً في حق دول ومؤسسات إعلامية تدعي البحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة، ثم تسقط في مستنقع الترويج لروايات مختلقة من خيال مريض أراد قلبَ الحقائق فانقلبت عليه بموقف سعودي حازم، ألجم كل الألسن وكسر كل الأقلام الرديئة التي اعتقدت أنها تستطيع النيل من سيادة المملكة وموقفها الصلب، الذي لا تعنيه محاولات الافتراء المكشوف والمؤامرات والدسائس التي اعتادت السعودية مواجهتها بالحقائق الدامغة وبالمواقف الثابتة التي لا تقبل أبداً، ولا في أي حال من الأحوال، المس بمكانتها سواءً بالتلميح أو التصريح".

وأكدت الصحيفة أن "السعودية بقيادتها وشعبها ومكانتها وإمكاناتها وتاريخها وجغرافيتها تستطيع الذود عن نفسها، وأن تجابه كل من يحاول النيل منها مجابهة لا هوادة فيها، كما أنها سترد على أي إجراء ضد مصالحها الرد المناسب اللائق بكونها الدولة الرائدة في العالمين العربي والإسلامي، وكعضو فاعل جداً ومؤثر في المجتمع الدولي".

ليست نفطاً فقط
وفي مقال على موقع "العربية نت" كشف الكاتب السعودي تركي الدخيل، إن معلومات من  أروقة اتخاذ القرار السعودي، تُشير إلى اعتماد الرياض فورياً ما لا يقل عن "30 إجراءً سعودياً مضاداً" لأي "عقوبات" على الرياض.

وأضاف الكاتب، أنه إذا بلغت الأمور هذا المستوى من التصعيد، فإن فرض عقوبات، يعني أننا سنكون "أمام كارثة اقتصادية تهز العالم، فالرياض عاصمة وقوده، والمس بها سيصيب إنتاج النفط قبل أي شيء حيوي آخر، مثل عدم التزام السعودية بإنتاج 7.5 ملايين برميل، موضحاً أنه إذا كان سعر 80 دولاراً قد أغضب الرئيس ترامب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى مئة ومئتي دولار وربما ضعف هذا الرقم، بل ربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية اليوان بدل الدولار، والنفط هو أهم سلعة تتداول بالدولار اليوم".

واستدرك الدخيل: "هذا في ما يتعلق بالنفط، لكن السعودية ليست براميل نفط فقط، بل هي قائدة للعالم الإسلامي بمكانتها وجغرافيتها، ولعل التعاون الوثيق في المعلومات بين الرياض وأمريكا ودول الغرب، سيصبح جزءاً من الماضي، بعد أن ساهم في حماية الملايين من الغربيين بشهادة كبار المسؤولين الغربيين أنفسهم".

وفي سياق استعراضه للسيناريو المثير قال الدخيل إن "روسيا والصين بديلتان جاهزتان لتلبية احتياجات الرياض العسكرية وغيرها، ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدةً عسكريةً روسية في تبوك شمال غرب السعودية، في المنطقة الساخنة لمربع سوريا وإسرائيل ولبنان والعراق".

واسطرد الكاتب قائلاً إن الرياض "يمكن أن تُوقف شراء الأسلحة من أمريكا، وباعتبارها أهم زبون للشركات الأمريكية، حيث تشتري 10 % من مبيعات شركات السلاح في أمريكا، و85 % من الجيش الأمريكي، فيما يبقى لبقية دول العالم خمسة عشر في المئة فقط، بالإضافة إلى تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأمريكية والبالغة 800 مليار دولار، كما من الممكن أن تحرم الولايات المتحدة من السوق السعودية، التي تعتبر أحد أكبر عشرين اقتصاداً في العالم.

ولا عزاء للمتآمرين
أما صحيفة "البيان" الإماراتية، فلفتت في "رأي البيان" إلى أن الحملة المسعورة التي يشنها إعلام قطر وإخوانه على المملكة العربية السعودية لا تنقطع، ولم تكن مستغربة أو مفاجئة، بعد تغريدة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، التي حذر فيها قبل أيام قليلة فقط، من  الحملة المسعورة ضد السعودية.

وأكدت الصحيفة أن الجديد في هذه القضية، بعد التصعيد الأخير الذي عرفته، إضافة إلى الأساليب الساذجة والمكشوفة المستعملة في الحملة، التنسيق الواضح "بين جهات معينة في هذه الحملة، والتناغم بين الدوحة وطهران وأداتها الإرهابية حزب الله" بعد إطلاق الأبواق ضد "السعودية متناسين مكانتها العربية والإسلامية والعالمية، ومتناسين التفاف ودعم وتأييد معظم دول العالم للمملكة ومواقفها الثابتة".

وأكدت البيان في "رأيها" أن "قافلة المملكة العربية السعودية تسير بثبات إلى الأمام، ماضية بطريق الحق، الذي لا يخطؤه ذو بصيرة، ولا عزاء للمتآمرين، الذين لن ينالو بنباحهم غير الخيبة والندم".