القس الأمريكي أندرو برنسون والرئيس دونالد ترامب يُصليان في البيت الأبيض (أرشيف)
القس الأمريكي أندرو برنسون والرئيس دونالد ترامب يُصليان في البيت الأبيض (أرشيف)
الإثنين 15 أكتوبر 2018 / 11:54

مشكلة أمريكا مع أردوغان تتعلق بنظام ظالم...لا ببرنسون وحده!

يرى مايكيل روبن، كاتب رأي في موقع "ذا هيل" الإخباري، أن إطلاق تركيا سراح القس الأمريكي آندرو برنسون يسلط الضوء على فساد ينخر السياسة والقضاء في تركيا.

الإفراج عن برنسون لن يؤدي للتصدي لتحديات أمنية أوسع

فقد حررت محكمة تركية، في 12 أكتوبر(تشرين الأول) برنسون الذي أثار اعتقاله قبل قرابة عامين بتهم الإرهاب أزمةً ديبلوماسيةً. ومنذ يوليو( تموز)، كتب كل من الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه مايك بنس على تويتر مراراً عن قضيته. وحتى في أوج الانقسام الحزبي في واشنطن، حظي القس بدعم  الحزبين.

تعقيد خلافات
يشير كاتب المقال لاجتماع هادئ، كشف النقاب عنه لاحقاً، بين عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام وجيان شاهين، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث إطلاق سراح برنسون.

ويشاع أن صفقة شارك في التفاوض عليها جون بولتون، مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي قدمت من خلالها الولايات المتحدة وعداً بتخفيف الضغط الاقتصادي على تركيا، مقابل الإفراج عن برنسون.

ويتساءل الكاتب عما إذا كانت عودة برنسون إلى وطنه ستحسن العلاقات بين تركيا وأمريكا. ولكنه لايتوقع أن يتم شيء من هذا القبيل لأن الظروف التي أحاطت بالإفراج عن برنسون، ربما تزيد من تعقيد الخلافات الثنائية المتبقية بين الجانبين.

ورقة مساومة
وفي رأي كاتب المقال، ربما انتهت قضية برنسون، ولكنها، ومن بدايتها حتى نهايتها، سلطت الضوء على الفساد في السياسات والقضاء التركي. فقد احتجز القس، بعدما اعتقلته قوات أمنية تركية 18 شهراً دون توجيه أي تهم له.

ولم يخف أروغان رغبته في استخدام برنسون ورقة مساومة لإجبار واشنطن على ترحيل فتح الله غولن، الواعظ التركي المقيم طوعاً في بنسلفانيا، والذي كان يوماً حليفاً لأردوغان ثم تحول إلى خصم يتهمه الرئيس التركي بتدبير انقلاب فاشل ضده في صيف 2016.

 خطة
ويقول الكاتب إنه مع تنامي الضغوط عليه، قال أردوغان قبل أيام: "لا ندري ما ستقرره المحكمة، ولن يتدخل الساسة في الحكم". ولكن هذا القول لا يصدقه عقل.

فقد خضع أردوغان بعدما واجه عقوبات، وتراجعت قيمة العملة التركية. وصمم ببراعة خطة الإفراج عن برنسون، فتراجع شهود عن أقوالهم، وصدر حكم بالإفراج عن برونسون الذي سرعان ما نقلته سيارات نحو طائرة كانت في انتظاره بالمطار. وحسب الكاتب، يظهر المشهد بأكمله كيف غدا القضاء التركي أضحوكة.

أسئلة أخرى

ويرى الكاتب أن استخدام قضية برنسون نافذة تطرح مزيداً من الأسئلة عما إذا كانت مجمل رواية أردوغان  عن الانقلاب صحيحة. فهل حاول الجيش التركي فعلاً خلعه؟ أم كان ذلك نسخةً تركيةً من حريق الرايشتاغ الذي قاد لتأسيس ألمانيا النازية؟.

هناك قضية معتقلين آخرين. فعندما أرادت إدارة أوباما التوصل لاتفاق مع إيران لإطلاق سراح أمريكيين احتجزتهم إيران أو عملاء لها، تركت لديها رجلاً واحداً، بوب ليفنسون. وبنفس الطريقة، يسلط تحرير برنسون الضوء على آخرين لايزالون قيد الاحتجاز داخل معتقلات تركية، مثل عالم ناسا سركان غولغي، التركي المحتجز عشوائياً، مثل برنسون.

فقدان ثقة
ويرى كاتب المقال أن الإفراج عن برنسون لن يؤدي للتصدي لتحديات أمنية أوسع، ويتساءل هل يمكن الثقة بأردوغان، وهو الذي يقود تركيا للتقارب مع روسيا، ويسعى بوضوح لانتزاع تنازلات، أن يكون محل ثقة ليحافظ على أسرار تقنية معقدة كتلك التي تتوفر في المقاتلة إف 35؟

ويختم مايكل روبين رأيه بتأكيد أنه يحق للديمقراطيين وللجمهوريين على حد سواء الاحتفال بإطلاق برنسون. وفي الوقت ذاته، لا يرى الكاتب مجالاً للتفاؤل بأن ذلك يعني إحياء العلاقات الأمريكية التركية لأن المشكلة لم تكن تخص برنسون وحده، بل تتعلق بنظام يمارس ظلماً.