القس الأمريكي أندرو برنسون (أرشيف)
القس الأمريكي أندرو برنسون (أرشيف)
الإثنين 15 أكتوبر 2018 / 13:33

أردوغان يحاول تلميع صورته بخاشقجي.. ولكن

قال الصحافي الأمريكي إيلي لايك، إن تركيا تحاول استغلال أزمة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي لتلميع صورتها، مشيراً إلى إطلاق محكمة تركية القس الأمريكي أندرو برنسون الذي اعتقل سنتين، وادعائها التعاون في التحقيق لكشف مصير خاشقجي.

أساليب الحكومة التركية دمرت حرية الصحافة في بلاده "والمواطنون الأتراك ليسوا آمنين لا في بلادهم ولا في الخارج"

ولفت لايك إلى أن الزعماء الأتراك يحاولون الظهور حالياً في صورة المتحدثين باسم منظمات حقوقية، إذ قال رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو إن "مصير خاشقجي، اختبار للعالم كله في ما يخص احترام حرية التعبير".

ومع أن داود أوغلو محق، إلا أن لايك يلفت إلى أن المشكلة تكمن في أن الحكومة التركية هي الخطر الكبير على حرية التعبير الذي يدعي داود أوغلو احترامها.

أكبر سجان

ففي السنتين الأخيرتين، صنفت لجنة حماية الصحافيين تركيا أكبر سجان للصحافيين في العالم. وفي أكتوبر(تشرين الأول) 2016، أقفلت السلطات التركية بعد محاولة انقلاب فاشلة 15 وسيلة

إعلامية. وانتهكت السلطات التركية نظام الإنتربول لتوجيه مذكرات حمراء لصحافيين ينتقدون حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وهناك أيضاً الحملة التركية لخطف مواطنين أتراك في دول أخرى، في سياق جهود أردوغان لقمع من يقول إنهم متورطون في محاولة انقلابية دبرها الداعية فتح الله غولن.

حجم التوقيفات
ومع أن الحكومات تأمر عادة بعمليات مماثلة في دول أخرى عندما يتعلق الأمر بإرهابيين وخارجين عن القانون خطرين، إلأ أن حجم التوقيفات التركية في الداخل والخارج، لا يمكن الدفاع عنه.

وفي أبريل (نيسان)، تباهى نائب رئيس الوزراء التركي بأن الاستخبارات التركية أحضرت 80 مواطناً تركياً يعيشون في الخارج يشتبه في علاقتهم بغولن. وكان أحدهم أستاذ مدرسة يعيش في منغوليا منذ 24 عاماً.

مشاكل أنقرة
وكتب النائب التركي السابق أيكان إردمير، وهو باحث في معهد الدفاع عن الدميقراطيات أن الخطف التركي أثار مشاكل لأنقرة، مشيراً إلى أن السلطات السويسرية أصدرت مذكرتي توقيف ضد ديبلوماسيين تركيين حاولا خطف رجل أعمال تركي يحمل الجنسية السويسرية.

ولفت إلى أن أساليب الحكومة التركية دمرت حرية الصحافة في بلاده "والمواطنون الأتراك ليسوا آمنين لا في بلادهم ولا خارجها".

وإذ رحب لايك بإطلاق برنسون، لفت إلى العالِم من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" سركان غولجه، الأمريكي من أصل تركي الذي لا يزال معتقلاً بتهم تتعلق بالانقلاب الفاشل. وهناك أيضاً تركيان آخران يعملان في بعثات ديبلوماسية أمريكية معتقلان منذ 2017.

 ونسب إلى مسؤول أمريكي قوله هذا الأسبوع: "على الأتراك الاختيار، إما أن يكونوا دولة مارقة مثل إيران أو عضواً في المجتمع الدولي".