طفل فلسطيني ينظر إلى داخل خيمة في غزة (أرشيف)
طفل فلسطيني ينظر إلى داخل خيمة في غزة (أرشيف)
الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 / 12:07

تلوث مياه الشرب في غزة خطر يهدد إسرائيل

24- زياد الأشقر

كتب ساندي تولان، أستاذ الإعلام والتواصل في معهد آنينبرغ الأمريكي، ومؤلف عدة كتب عن غزة، أن سكان القطاع يعانون اليوم من شح المياه، محذراً من احتمال أن تشكل أزمة المياه في غزة تهديداً لأمن إسرائيل.

عند تخزين تلك المياه داخل خزانات البيوت أطول من عشرة أيام، يصل مستوى تلوثها لأعلى من 70٪.

ويقول الكاتب في مقال بموقع "ديلي بيست" أنه فيما تتصدر عناوين وسائل الإعلام العالمية والمحلية تبعات ثلاث حروب، وحصار اقتصادي إسرائيلي، ومسيرات العودة وتوترات بين حماس وإسرائيل، ظهرت أزمة إنسانية أخرى في قطاع غزة. ويحذر مسؤولون دوليون من انهيار تام للقطاع المائي هناك.

وتشير دراسات لارتفاع حاد في الإصابة بأمراض ناتجة عن تلوث المياه، ويتوقع أطباء انتشار الأوبئة بسبب نوعية مياه الشرب. وأصبحت 97٪ من مياه آبار غزة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، نتيجة تسرب مياه البحر المالحة إلى المياه الجوفية بسبب الإفراط في الضخ.

وبسبب غياب طاقة كهربائية لمعالجة المجاري في غزة، يصب يومياً في البحر المتوسط ما يعادل 110 ملايين لتراً مكعباً من مياه المجاري.

تدخل فوري
ويؤكد خبراء دوليون أن غياب التدخل الفوري والواسع لدعم إمدادات المياه والكهرباء، سيتسبب في تحول قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن.

ويقول عدنان أبو حسنا، المتحدث باسم أونروا في غزة: "إذا لم تُعالج أزمة المياه، سيحدث انهيار هائل في كل شيء. وستصبح غزة، بحلول 2020 مكاناً غير صالح للعيش".

ويضيف ربحي آل شيخ، نائب وزير سابق للمياه في السلطة الفلسطينية: " ما لم يُتغط النقص في المياه من خلال مصادر أخرى، سيستمر تردي الوضع المائي في غزة".

بدائل أسوأ
ووفقاً للكاتب، ليست البدائل لمياه الشرب المالحة أفضل حالاً. فقرابة ثلثي سكان غزة يعتمدون على شبكة مكونة من مئات الشاحنات لنقل المياه، التي تتنقل عبر مخيمات اللاجئين وأحياء مجاورة، لتضخ مياه محلاة داخل خزانات على أسطح البيوت. لكن التحلية غير منظمة، وتتعرض شبكة توزيع المياه المحلية والأنابيب التي تملأ الشاحنات للتلوث بالقاذورات.

ويقول آل الشيخ: "عند تخزين المياه داخل خزانات البيوت أكثر من عشرة أيام، يفوق مستوى تلوثها  70٪. وذلك يعني أن مياه الشرب تصبح مليئة بجراثيم".

أثر مباشر
ويقول غريغور فون ميديازا من صندوق الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف: "سرعان ما يظهر أثر مباشر بعد شرب المياه الملوثة: الإسهال الحاد. وأظهرت دراسات طبية في غزة، ارتفاعاً حاداً في حالات الإسهال بين السكان، خلال السنوات الأخيرة".

ويضيف ميديازا "الإسهال الحاد يقود إلى حالات تقزم لدى الأطفال. ويعني ذلك أيضاً حدوث إعاقة ذهنية ما يؤثر على نمو الأطفال ومستوى ذكائهم".

وبالفعل كشفت دراسة أشرفت عليها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال"، ونشرت في ديسمبر (كانون الأول) 2017 "حالات تقزم مفزعة بين أطفال غزة".

وحسب كاتب المقال، فإن ذلك ليس سوى الأثر المباشر لتلوث المياه، ويعالج أطباء في غزة حالات أخرى عديدة.