زعيم حماس في غزة يحيى سنوار (أرشيف)
زعيم حماس في غزة يحيى سنوار (أرشيف)
الأربعاء 17 أكتوبر 2018 / 13:29

إسرائيل لن تقبل بعرض سنوار لرفع الحصار عن غزة

بعد 45 عاماً على حرب 1973 بين مصر وإسرائيل، فتح يحيى سنوار، قائد حماس حواراً مباشراً مع الشعب الإسرائيلي راسماً صورةً بائسة للأوضاع في قطاع غزة، وعارضاً خياراً قاسياً على إسرائيل.

إسرائيل غير مستعدة لطرد حماس من غزة وإعادة احتلال القطاع مع مليونين من سكانه

وحسب ما عرضه، في موقع "ناشونال إنتريست"، شاي فيلدمان، زميل بارز لدى مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة هارفرد، وجه سنوار رسالةً بسيطةً إلى الإسرائيليين تفضي للاعتراف باستحالة تحمل استمرار سجن قرابة مليون فلسطيني داخل معتقل كبير يخلو من الكهرباء والماء، ويعاني من بطالة كبيرة.

كلف باهظة

ويرى فيلدمان أن كلفة جولة جديدة من العنف ستكون بالغة الأثر على سكان غزة. ولكن حركة حماس مصممة على إنهاء الوضع الحالي، وتقول إذا حكم على سكان غزة أن يعانوا من تبعات الحصار، فإن الإسرائيليين سيعانون أيضاً.

وواجه قرار سنوار بمخاطبة الإسرائيليين مباشرة عن ثمن استمرار حكومتهم في حصار قطاع غزة ريبة كبيرة.

فقبل كل شيء، يُعرف عن سنوار في إسرائيل أنه قاتل تولى شخصياً "تصفية" ما لا يقل عن 13 فلسطينياً، اتهموا بالتعاون مع إسرائيل في الانتفاضة الأولى.

فرصة للتفكير
ولكن، حسب الكاتب، ربما أراد الإسرائيليون التفكير بما قاد إلى حرب 1973 قبل أن يخرج إنذار سنوار عن السيطرة. فكما عرض قائد حماس اليوم، كرر الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، بين عامي 1972و1970، تحذيراته من أن مصر لن تقبل باحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء.

وأكد السادات أن بلده مستعد لدفع أي ثمن وتحمل أي عبء لاستعادة سيادتها على ما اعتبره أرضاً مقدسة. من ثم وقعت حرب استنزاف دامت عامين بين إسرائيل ومصر.

قنوات ديبلوماسية
وفي الوقت نفسه، استخدم السادات قنوات ديبلوماسية عدة، وعرض على إسرائيل فرصة تجنب حرب: اتفاق مؤقت يقضي بانسحاب إسرائيلي جزئي يسمح لمصر بإعادة فتح قناة السويس، وبالتالي إعادة تنشيط مصدر هام للعملة الصعبة.
  
ورفضت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، مبادرة السادات ما دفعه لشن حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973. وبعدها قبلت إسرائيل ما رفضته سابقاً: انسحاب في مقابل معاهدة سلام وقعت في كامب ديفيد في 1979.

ثلاث نقاط
ويرى الكاتب أن ما يثير الانتباه اليوم أن إسرائيل واجهت خياراً آخر صعب، ويشبه الوضع في إسرائيل بما كان عليه عندما عرض السادات مبادرته في 1972.

ويبدو، وفقاً لفيلدمان، أن عرض سنوار يستند لثلاث نقاط واقعية. بداية، هو يقيم توزيع السلطة بين حماس وإسرائيل. ويبين أن الجانب الفلسطيني سيدفع كلفة أكبر إذا اندلعت حرب في غزة، ولكن إسرائيل ستدفع كلفةً باهظة أيضاً.

ومن جهة ثانية، يعتبر سنوار أن إسرائيل غير مستعدة لطرد حماس من غزة وإعادة احتلال القطاع ومليونين من سكانه. وينهي  "تقييمه الصافي" لجولة إضافية من العنف بأنها لن تحقق شيئاً، لأنه بعد توقف القتال، ستواجه إسرائيل المعضلات نفسها التي تواجهها اليوم.

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى غياب أي رد من إسرائيل على عرض سنوار، بسبب ريبة عدد من الإسرائيليين من سياسات حماس، وخشية استفادة الحركة من مكاسب مادية فور رفع حال الحصار، ما قد يعزز قدرات الحركة العسكرية توقعاً لجولة عنف جديدة.

ويرى الكاتب أنه، وبالنظر لجميع تلك الأسباب، ُيرجح أن ترفض إسرائيل عرض سنوار أو تتجاهله تماماً.