الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الأربعاء 17 أكتوبر 2018 / 15:08

إدارة ترامب تعتزم عقد اتفاقات تجارية مع اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا

تعتزم واشنطن التفاوض على اتفاقات تجارة حرة مع اليابان، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا على انفراد، في بادرة تهدئة بعد تلويحها بفرض رسوم جمركية عقابية، منددة بعجزها التجاري أمام شركائها.

وأفاد مكتب ممثل التجارة الأمريكي، أنه "عملاً بتعليمات من الرئيس، أبلغ ممثل التجارة الأمريكي روبرت لايتهايزر الكونغرس اليوم أن إدارة ترامب تعتزم التفاوض على ثلاث اتفاقات تجارية منفصلة مع هذه الأطراف".

ولم يوضح المكتب إذا أعطت هذه الأطراف الثلاثة موافقتها المبدئية للدخول في مثل هذه المفاوضات على اتفاقات ثنائية، مشيراً إلى أنه "سيعلن أهداف هذه المفاوضات قبل ثلاثين يوماً على الأقل من بدئها رسمياً".

ويتناقض هذا الإعلان مع تهديد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة إضافية على أي بلد يرفض فتح أسواقه أكثر أمام المنتجات الأمريكية.

وصدر قبل أن تستكمل وزارة التجارة تحقيقها في فرض رسوم جمركية جديدة على قطاع صناعة السيارات، ما يثير مخاوف بصورة خاصة في الاتحاد الأوروبي، واليابان على هذا القطاع الأساسي في الاقتصاد العالمي.

وكُلفت مجموعة عمل بقيادة المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، وروبرت لايتهايزر، منذ ذلك التاريخ بدراسة إمكانية إرساء مثل هذا الاتفاق وخطوطه العريضة.

ورغم هذه المساعي، قال الطرفان أخيراً إن الهوة لا تزال واسعة بينهما.

وتصرفرنسا خاصةً، على استثناء القطاع الزراعي من أي مفاوضات، وتخشى العودة إلى اتفاقية "الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي" المجمدة منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، إذ كانت تثير مخاوف الأوروبيين من وصول واردات من اللحوم الأمريكية، بهورموناتها والمواد المعدلة جينياً.

وكتب لايتهايزر أن "العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي الأكثر أهمية والأكثر تعقيداً في العالم مع مبادلات تجارية بأكثر من 1100 مليار دولار".

ورغم هذا الحجم الهائل من الحركة التجارية، لفت إلى أن المصدرين الأمريكيين في قطاعات أساسية يخضعون لرسوم جمركية وغير جمركية "منذ عقود تقود إلى اختلال الميزان التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي".

وقال لايتهايزر في الكونغرس، إن المحادثات مع المملكة المتحدة ستبدأ ما أن يصبح البلد "جاهزاً" بعد خروجه من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس(آذار) 2019.

وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستكونان على التوالي أول وخامس أكبر اقتصاد في العالم(...) واتفاق تجاري البلدين قد يعزز العلاقات أكثر بينهما بإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة حالياً على السلع والخدمات والحواجز غير الجمركية".

ونشرت المذكرة في وقت يبدو فيه احتمال الفشل في الاتفاق بين لندن وبروكسل في المفاوضات على بريكست "مرجحاً أكثر من أي وقت مضى"، حسب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

ومع باليابان، جرت مفاوضات أولية بين ممثل التجارة الأمريكي ووزير الاقتصاد الياباني توشيميتسو موتيغي في أغسطس(آب) في الولايات المتحدة.

غير أن وجهات نظر الطرفين كانت متباينة في ذلك الحين، إذ كانت طوكيو تُفضل اتفاقاً متعدد الأطراف على غرار اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" ولا تزال تأمل في إقناع الولايات المتحدة بالعودة إليها.

وشدد لايتهايزر أمس الثلاثاء على أهمية التجارة بين البلدين اللذين "يمثلان حوالى 30% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي" مضيفاً أن "اليابان مهمة لكنها في غالب الأحيان سوق مفتوحة بصورة غير كافية لمنتجات المصدرين الأمريكيين".

ورأى أن "إعلان اليوم محطة مهمة" مشدداً على أن أجهزته تتعهد بتولي هذه المفاوضات لتحقيق "نتائج جوهرية لصالح العمال والمزارعين ومربي المواشي والشركات الأمريكية".

وسجلت الولايات المتحدة في 2017 عجزاً تجارياً في السلع والخدمات بـ 55.5 مليار دولار مع اليابانـ و151.4 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي، و14.2 مليار دولار مع بريطانيا وحدها.