القس الأمريكي أندرو برنسون بين حارسيه (أرشيف)
القس الأمريكي أندرو برنسون بين حارسيه (أرشيف)
الخميس 18 أكتوبر 2018 / 12:01

الإفراج عن برنسون لا يُنهي متاعب تركيا...الاقتصاد في خطر

وسط توقعات بتعافي الاقتصاد التركي وانتعاش الليرة بعد الإفراج عن القس الأمريكي آندرو برنسون، قالت جولي أونور، صحافية مقيمة في تركيا، في موقع "فورين بوليسي"، إن لا شيء من هذا القبيل سيتحقق حتى لو رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات فرضها على أنقره بسبب احتجازها برنسون وأمريكيين آخرين.

لو استمر احتجاز برنسون، لكانت الأمور قد ساءت أكثر في تركيا

وصرخ صحافي وقف ضمن حشد تجمع أمام مبنى محكمة في بلدة إزمير التركية "إنه السجين الأعلى ثمناً لدى تركيا".

وتقول الصحافية إن عودة القس إلى موطنه، بعد عامين من الاعتقال، واستقباله بحفاوة من الرئيس الأمريكي ترامب، لن تُعيد الأمور إلى ما كانت عليه بين واشنطن وأنقره.

أقام القس الإنجيلي قرابة 25 عاماً مع زوجته في تركيا. ولكن حياته اتخذت منحى مأسوياً بعدما واجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، محاولة انقلابية فاشلة في 2016. اتهم برنسون بالتجسس لصالح منظمتين، حزب الله الكردستاني المحظور، وشبكة الداعية فتح الله غولن، الذي تعتقد أنقره أنه وراء المحاولة الانقلابية.

تعديل حكم
وتلفت كاتبة المقال إلى مطالبة ترامب وإدارته بإعادة القس، منذ بداية محاكمته، في إبريل( نيسان). ولكن تركيا رفضت الطلب الأمريكي. وقال أردوغان، في كلمة ألقاها في سبتمبر( أيلول) 2017، في إشارة لغولن: "سلموه لنا ٠٠٠ عندها سنحاكم برنسون ونُعيده إليكم".

ولكن بعد محاكمته في الصيف الماضي، وتعديل الحكم عليه إلى إقامة جبرية، تدخل ترامب وفرض عقوبات.

وتهاوت قيمة الليرة التركية أمام الدولار، وارتفع معدل التضخم إلى 24.5٪. وهاجم أردوغان الولايات المتحدة، وظهر أتراك يحرقون دولارات، ويقاطعون منتجات أمريكية، ويحطمون هواتف محمولة، وأجهزة من إنتاج شركة آبل.

شائعات 
ومع ترنح الاقتصاد التركي، سرت شائعات بأن تركيا ستنصاع سريعاً وتطلق سراح القس بعد محاكمة حدد لها موعد 12 أكتوبر( تشرين الأول).

و تقول الصحافية إنه رغم أن الحكم النهائي كان متوقعاً، دُهش الجميع لدى متابعتهم مجريات المحاكمة.

وقف برنسون وحيداً أمام القضاة، ولم يقل سوى بضع كلمات "أنا بريء. أحب المسيح، وأحب تركيا".

وفجأة بدأ عدد من الشهود في التراجع عن أقوالهم السابقةضده ، وانتهت الجلسة بعد بضع ساعات، وقبل وقت قصير من إغلاق البورصة التركية يومها.

مكسب مؤكد
وترى كاتبة المقال أن الإفراج عن برنسون يمثل مكسباً حقيقياً بالنسبة لترامب، ولكن النتيجة أكثر تعقيداً بالنسبة إلى تركيا.

فبعد صدور الحكم، أثنى أردوغان على القضاء التركي، وكتب على تويتر "عزيزي دونالد ترامب، كما أشرت دوماً، توصل القضاء التركي إلى قراره باستقلالية. آمل أن تواصل الولايات المتحدة وتركيا تعاونهما للعمل معاً، كما هم الحلفاء دوماً، في محاربة التنظيمات الإرهابية".

وحسب الكاتبة، بدا تصريحه متناقضاً بدرجة ما مع وعده السابق بمنع برنسون من السير حراً مدى الحياة.

 توقعات
وفي الوقت نفسه، وحسب كاتبة المقال، لا يرجح أن تتعافى تركيا سريعاً من أزمتها الاقتصادية العميقة. فحتى تاريخه، لم تبد الولايات المتحدة أي إشارة على رفع عقوبات فرضتها ضد تركيا.

كما شجبت واشنطن اعتقال أمريكيين آخرين في تركيا، منهم سركان غولغي، العالم في ناسا، فضلاً عن موظفين تركيين كانا يعملان لدى بعثات ديبلوماسية أمريكية.

ورغم ذلك، تقول الكاتبة، لو استمر احتجاز برنسون، لساءت الأمور أكثر فأكثر في تركيا. وحسب بولند آليرزا، مدير مشروع تركيا لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "كان ترامب يستعد لاستدعاء العاملين في السفارة الأمريكية في تركيا".

ويضيف أليرزا: "في الوقت الحالي، تبقى القضية الكردية على ما هي عليه، وكذلك قضية غولن، والخلاف على مدينة القدس. ولم تسو بعد القضية الإيرانية. وإذا أُزيلت قضية برونسون من قائمة النقاط الملتهبة بين الحليفين، فتلك نقطة إيجابية لصالح إدارة ترامب، فحسب".