مسلحون من حزب الله في عرض عسكري (أرشيف)
مسلحون من حزب الله في عرض عسكري (أرشيف)
الخميس 18 أكتوبر 2018 / 12:22

مخدرات وتبييض أموال...واشنطن تتعقب شبكات حزب الله في أمريكا اللاتينية

يرى إيمانويل أوتولينغي، زميل لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات، وكاتب رأي لدى موقع "ذا هيل" الإخباري، أن من حق وزارة العدل الأمريكية ملاحقة وضبط عمليات حزب الله المشبوهة في شتى أنحاء العالم.

لا تقتصر جرائم حزب الله على الجانب المالي، بل يعتبر الحزب مشاركاً فاعلاً في كل مراحل سلسلة الاتجار بالمخدرات

وقال وزير العدل الأمريكي، جيف سيشينز، قبل يومين إن حزب الله ليس مجرد تنظيم مدعوم إيرانياً، بل هو يعد إحدى أخطر العصابات الإجرامية في العالم.

وفي تعليقه على إعلان تشكيل قوة عمل جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر العالم، حدد سيشينز أسماء خمسة تنظيمات إجرامية بوصفها تمثل "أكبر منظمات الجريمة المنظمة في العالم". وتضمنت القائمة حزب الله إلى جانب أربعة كارتلات أمريكية لاتينية معروفة بوحشيتها، مثل تنظيم MS-13.

سيولة غير قانونية
ويلفت كاتب المقال إلى صدور الإعلان الأخير بعد قرار وزارة العدل الأمريكية، قبل قرابة عام، بتشكيل فريق عمل لمحاربة السيولة المالية غير المشروعة لدى حزب الله.

لكن، حسب الكاتب، لا تقتصر جرائم حزب الله على الجانب المالي، بل يعتبر الحزب مشاركاً فاعلاً في كل مراحل سلسلة المتاجرة بالمخدرات، بما فيها المبيعات في السوق الأمريكية، كما كشفته أخيراً محاكمة المتورطين فيها أمام محكمة في مدينة ميامي. وتبعاً لذلك، يبدو تصنيف حزب الله تنظيماً إجرامياً دولياً، أكثر من مبرّر.

الجريمة الدولية

ويشير أوتولينغي، إلى تورط حزب الله، في الأعوام الخمسة عشر الماضية، في الجريمة الدولية المنظمة، عبر عمليات ساعدته في تحقيق أرباح بمليارات الدولارات، نسقها وصادق عليها قادة الحزب الكبار. ووُثق إنتاج الحزب وبيعه أدوية مخدرة محظورة مثل حبوب كبتاغون. ولهذا السبب ازداد تورطه في تهريب الكوكايين، وتوثقت علاقاته بكارتلات المخدرات.

عنصر أساسي
وفي رأي الكاتب، أقرت وزارة العدل الأمريكية بوضع حزب الله على رأس أهداف قوة العمل الجديدة،  بوضوح مشاريع الحزب الإجرامية الدولية، بوصفها تشكل عنصراً أساسياً في نشاطات الحزب الإرهابية، وتهدد الأمن القومي الأمريكي.

ولن تكون العقوبات السبيل الوحيد الذي ستعتمد عليه الاستراتيجية الأمريكية لتعطيل التدفقات المالية لحزب الله، بل ستجري تحقيقات وتُوجه اتهامات وتُنفذ اعتقالات وعمليات ترحيل وإصدار أحكام.

وستعتمد وزارة العدل الأمريكية على قوة العمل المشكلة حديثاً لتطبيق استراتيجيتها الأمنية.

فرضية
وحسب الكاتب، من المبررات الهامة التي ساعدت على نمو نشاطات حزب الله، خاصةً في أمريكا اللاتينية وغرب أفريقيا، فرضية يتبناها عدد من المسؤولين المحليين بأن الإرهاب مشكلة خاصة بواشنطن، وليس في دولهم.

لكن تصنيف حزب الله تنظيماً إجرامياً دولياً سيوضح أن عمليات الحزب تمثل نفس نوعية التهديدات التي تمثلها كارتلات المخدرات.

وثبتت جدوى استخدام أدوات إنفاذ القانون في التسبب بأضرار كبيرة لحزب الله، ولكن الولايات المتحدة لم يكن لديها دوماً الإرادة لتطبيق تلك الأدوات.

وقبل عام، أثار تحقيق أجرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية زوبعة لأن كاتب التحقيق اتهم إدارة أوباما بتعمد تقويض عمل مشروع كاساندرا، تلك المحاولة الطموحة من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، لمنع حزب الله من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

تضارب سياسات
وخلص تحقيق "بوليتيكو" إلى إغلاق إدارة أوباما مشروع كساندرا لأن متابعته كانت ستتطلب ملاحقة وكيلاً إيرانياً الأمر الذي كان سيتضارب مع تحولات البيت الأبيض للتعامل مع طهران، فتعطلت استراتيجية محاربة حزب الله.

لكن، حسب الكاتب، بدأت إدارة ترامب في العمل عكس ذلك الاتجاه. وظهرت، في الأسابيع الأخيرة، مساعٍ أمريكية حثيثة لمحاربة شبكات عمل حزب الله في أمريكا اللاتينية.

وقبل أسبوع، أصدر الكونغرس قانوناً يقضي بتعطيل تمويل عمليات حزب الله الدولية، ما يعزز كذلك الأدوات المتاحة للسلطة التنفيذية لا لملاحقة عناصر الحزب فحسب، بل ومموليهم والسياسيين الذين يساعدون في تمرير صفقات لصالح الحزب.