الصحافي السعودي جمال خاشقجي (أرشيف)
الصحافي السعودي جمال خاشقجي (أرشيف)
الخميس 18 أكتوبر 2018 / 13:18

لمعرفة مصير خاشقجي...اسألوا الدوحة

شدّدت الصحافية سعاد سباعي على أن السؤال المرتبط بمصير جمال خاشقجي يجب أن يُوجه إلى الدوحة. يبدو أن الصحافي السعودي الذي اختفى في اسطنبول، كان ضحية مخطط جديد رسمه نظام الدوحة بالتعاون مع بيادقه المخلصين المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي الذين يتمتعون حالياً بموقع جيوسياسي أساسي وقاعدة عمليات في تركيا السلطان أردوغان.

قبل الاختفاء الغامض في اسطنبول، كان خاشقجي عضواً كاملاً في شبكة الصحافيين والخبراء والديبلوماسيين والسياسيين ورجال الأعمال على جدول رواتب قطر وتحت تأثير الإخوان المسلمين

 أصبح خاشقجي دمية يتحكم فيها تنظيم الإخوان الإرهابي، وهذا واقع لم يُخفه خاشقجي نفسه كما تتابع سباعي في صحيفة "المغربية" الإيطالية. وأضافت أنه يكفي قراءة مقاله في نهاية أغسطس (آب) الماضي في صحيفة "واشنطن بوست" للتأكد من ذلك.

بدءاً من نشر كتاب عن سقوط مرسي، وصعود السيسي الذي كتبه الصحافي في "نيويورك تايمز" ديفيد كيركباتريك، غربي آخر سقط في فخ الإسلام السياسي، يوضح خاشقجي رؤيته الخاصة المبنية على عقيدة الإخوان، باللجوء إلى براهين ضعيفة ومخادعة.

إن النظر إلى الإخوان على أنهم أمل وحيد في تلحرية والتغيير في الشرق الأوسط بعد سنوات من الاستبداد، كما يفعل خاشقجي، لا يمكن أن يكون إلا نتيجة تلاعب أيديولوجي وسايكولوجي: والإخوان هم سادة هذا الفن بعدما كان جزءاً من طريقة عملهم حوالي قرن من الزمن.

الديموقراطية والتعددية والدولة العلمانية، عند الإخوان، ليست أكثر من أحصنة طروادة للاستيلاء على السلطة قبل نشر عقيدتهم في كامل المجتمع، وهي المبنية على مقاربة متطرفة جداً للإسلام.

أمثلة بسيطة
من أجل إثبات ذلك، لم يكن ضرورياً انتظار مرسي لتطبيق مشروع الإخوان في مصر. يكفي مراقبة نظام الخميني في إيران، وحكم حماس في غزة، والانحراف التركي تحت نير أردوغان.

قبل فوات الأوان تحرك الشعب المصري، الشعب نفسه الذي نزل إلى الشارع ضد حكم مبارك، فأنتج ما نعته خاشقجي وصحبه، المنزعجون من هذا التطور، ثورةً مضادة.

في المقال المذكور، لم يوفر الصحافي في انتقاداته حتى باراك أوباما لأنه لم يدعم الإخوان في مصر.

وهذا سرد خاطئ للوقائع التاريخية وتجاهل كامل التفاهم بين الإدارة الأمريكية والإخوان، في إطار ما سُمي بالربيع العربي، وتجاهل أيضاً للعلاقات الباردة بين واشنطن والسيسي بعد سقوط مرسي.

جيل بن لادن
يلوم خاشقجي الرئيس الأمريكي على زيادة العدائية الأمريكية ضد الإخوان لدرجة أنه يريد تصنيف الإخوان منظمة إرهابية كما كتب.

إن حب خاشقجي للإخوان والإسلام السياسي يعود إلى ثمانينات القرن الماضي حين انتشر فكرهم حتى داخل السعودية نفسها. وينتمي خاشقجي إلى جيل بن لادن نفسه الذي تأثر عميقاً بالإخوان حتى سنواته الجامعية وصولاً إلى تأسيس القاعدة.

أظهر خاشقجي دوماً تقديره وصداقته لبن لادن الذي قابله عندما كان في أفغانستان، وبكاه بألم كبير على تويتر عند مقتله. وكما كان متوقعاً، قُطعت العلاقات بالكامل مع السعودية حدث بعد سنوات قليلة.

ناطق باسم البروباغندا القطرية
منذ بداية الأزمة القطرية في يونيو(حزيران) 2017، تصرف خاشقجي متحدثاً باسم بروباغندا الجزيرة، وقطر، والإخوان وجيشهم الإلكتروني. انتقد بشدة مقاطعة الرباعي المناهض للإرهاب ضد للدوحة، والتدخل العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن لدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في مواجهة احتلال الميليشيات الحوثية، والمسلحة وممولة من النظام الخميني الإيراني بدعم من الاستخبارات القطرية وفرع الإخوان المحلي، حزب الإصلاح.

ماذا تثبت صداقاته؟

في الخلاصة، وقبل الاختفاء الغامض في اسطنبول، كان خاشقجي عضواً كاملاً في شبكة الصحافيين، والخبراء، والديبلوماسيين، والسياسيين، ورجال الأعمال على جدول رواتب قطر، وتحت تأثير الإخوان.

وأصبح الإخوان حرفياً عائلة خاشقجي. ومع ذلك، تُضيف سباعي، أن صديقته الإسلامية وصداقاته مع نافذين مقربين من أردوغان ومع السلطان نفسه، تُثبت بشكل متزايد أنها جزء من مخطط كبير ومخادع ومتعمد يهدف إلى ضرب القيادة السعودية بإعلام قوي وقنبلة دبلوماسية.

عناصر من المخطط
لا تتوقف الاستخبارات التركية عن ادعاء أن قوة خاصة حطت في اسطنبول آتية من الرياض لقتل خاشقجي. يسجل الفيديو تحركات لقتلة مزعومين مقابل القنصلية، لكنه عبارة عن صور قديمة كما كشف الإعلام العربي.

وانطلقت الاحتجاجات ضد السعودية بأمر واحد من قطر والإخوان. وقدم أمير قطر الدعم إلى "أخيه" أردوغان لمواجهة أزمته مع الولايات المتحدة. كل هذه العناصر تبدو نصاً مسرحياً محضّراً يشمل خاشقجي في دور البطل، والضحية أيضاً لإخوانه المسلمين.

وأشارت سباعي ختاماً إلى أن الحقيقة في قضية خاشقجي في الدوحة، أكثر منها في اسطنبول أو الرياض.