الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.(أرشيف)
الجمعة 19 أكتوبر 2018 / 14:39

ترامب لا ينسحب من المنطقة.. الانسحاب من النووي عزّز موقعه هنا

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي ستيفن م. وولت في مجلة "فورين بوليسي" أنه خلافاً للاعتقاد السائد، فإن الولايات المتحدة لا تنسحب من الشرق الأوسط، وأن المنطقة لا تغرق في الفوضى لأن واشنطن تستعد للرحيل.

الرئيس دونالد ترامب قد ضاعف من دعم الولايات المتحدة لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط

 فمع أن العدد الإجمالي لعديد القوات الأمريكية أقل مما كان عليه في ذروته إبان ذروة حرب العراق، لكن المنطقة كانت بالكاد مستقرة عندما كان ينتشر 150 ألف جندي أمريكي هناك.

 ولا يزال لدى الولايات المتحدة نحو 25 ألف جندي في أماكن مختلفة بالمنطقة، بما في ذلك بضعة آلاف يقاتلون بقايا داعش ويحاولون مواجهة النفوذ الإيراني، وأسطول بحري يتخذ البحرين مقراً وقاعدة جوية كبيرة ونشطة في قطر، وعدد غير محدد من جنود القوات الخاصة ونشطاء سريين في مجموعة متنوعة من البلدان الأخرى، ومعظهم منخرطون في عمليات مكافحة الإرهاب.

مضاعة الدعم للحلفاء
وقال إنه بعيداً عن مسألة الانسحاب من المنطقة، فإن الرئيس دونالد ترامب قد ضاعف من دعم الولايات المتحدة لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط. وقد تم الترحيب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض. ونقلت السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس لإبقاء المتبرع الكبير للحزب الجمهوري شيلدون أديلسون سعيداً، وتم تعيين مدافع متحمس عن حركة الإستيطان ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، واستقبل الرئيس دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فضلاً عن الحلفاء الموثوقين للسعودية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الاتفاق النووي
ورأى وولت أن ترامب كسب ود حكومات مصر ودول الخليج وإسرائيل بعد انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران. وزادت الإدارة الأمريكية شجبها لتأييد إيران للإرهاب وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وطالما كررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عبارة إن كل الخيارات موجودة على الطاولة، لكن هدفها الأكبر بحسب بول بيلار كان إيجاد وضع تكون فيه الحرب مع إيران غير ضرورية. ولكن ترامب عكس هذا النهج، ويخشى بعض المراقبين من أن يكون في طريقه إلى الحرب حيث يريد كبار مستشاريه الذهاب.

عقوبات ثانوية
وأشار وولت إلى أن هذه السياسة لا تعني انسحاباً من المنطقة. وتطلبت سياسة التخلي عن الاتفاق النووي تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ثانوية إذا ما حاولت دوله الحفاظ على الاتفاق ومواصلة التجارة والاستثمار في إيران. ويشعر الحلفاء الأوروبيون بالاستياء الشديد من هذه السياسة الأمريكية، ويعود ذلك جزئياً إلى أنها ستكلفهم فرصاً تجارية مربحة. وفي ظل ترامب تهدد الولايات المتحدة العلاقات مع حلفاء ديمقراطيين منذ أمد بعيد، وتعطيهم سبباً إضافياً لإيجاد بديل للنظام المالي القائم على الدولار الأمريكي.