صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
السبت 20 أكتوبر 2018 / 11:35

صحف عربية: سوريا بين تعثر أممي وترقب لقمة الرباعي

24- إعداد: شيماء بهلول

يتواصل الزخم الدولي للدفع بالعملية السياسية في الملف السوري، إذ تسعى القوى الكبرى روسيا، ألمانيا، فرنسا وتركيا لعقد قمة رباعية لرسم مسار جديد لمستقبل سوريا خاصة في موضوع اللاجئين والأمن وإعادة الإعمار.

وفي صحف عربية صاردة اليوم السبت، تعمل الولايات المتحدة على طرح خارصة طريق جديدة في دمشق، تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش بالكامل والتخلص من القوات الإيرانية وميليشياتها.

قمة رباعية
أشارت صحيفة الحياة إلى أن التباين في أوليات الدول الأربع (تركيا، روسيا، ألمانيا وفرنسا)، خفض من سقف التوقعات المتوقعة للقمة المقرر عقدها في 27 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، إن "القمة الرباعية ستركز على محاولة حل معضلة المجموعات المسلحة في إدلب ودفع المسار السياسي"، موضحة أن قادة ألمانيا وفرنسا سيشددان على ضرورة انطلاق مسار سياسي للضغط على النظام بالإضافة إلى إرسال بعثة تساهم في مفاوضات الانتقال في سوريا.

وحول مصير ميليشيات إيران في سوريا، قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي إن "القمة تتم الآن وإيران خارجها، ونستنتج من هذا أن وجودها بات معرقلاً لأي حل في سوريا"، مضيفاً أن الرباعي يسعى إلى التوصل لحل حقيقي بشأن الأزمة.

وأما رئيس تيار الدولة السورية لؤي حسين، فقال "لو عُقدت هذه القمة مطلع الشهر الماضي لكان يمكن أن تحقق لروسيا نجاحاً أكبر، قبل الدخول الأمريكي على الملف مجدداً"، لافتاً إلى أن موسكو تحتاج إلى هذه القمة لتسويق انتصارتها في سوريا دولياً، وكي تقول إنها تسعى إلى عملية سياسية ولا لأن تكون لها مكاسب خاصة في البلاد.

خريطة طريق أمريكية
ومن جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب طلبت من المؤسسات الأمريكية تقديم مقترحات ملموسة وخريطة طريق لتطبيق الاستراتيجية الأمريكية في سوريا.

وأوضحت المصادر أن الاستراتيجية الحالية تتضمن إبقاء القوات الخاصة ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش شرق نهر الفرات وفي قاعدة التنف لتحقيق 3 أهداف، هي: القضاء على داعش وعدم السماح بظهوره ثانية، والتخلص من القوات الإيرانية وميليشياتها، والدفع باتجاه حل سياسي برعاية الأمم المتحدة بموجب القرار الدولي 2254.

وكما أشارت إلى أن مسؤولين وخبراء أمريكيين يدرسون كيفية استخدام وسائل الضغط والنفوذ بما في ذلك السيطرة على ثلث أراضي سوريا و90% من نفطها ونصف غازها من أجل تحقيق الأهداف الـ 3، بانتظار طرحها من البيت الأبيض نهاية العام الحالي.

حصاد أممي هزيل
بين الكاتب خطار أبودياب، في مقال له بعنوان " حصاد ستيفان دي ميستورا: الفشل الأممي في الملف السوري" لصحيفة العرب اللندنية، فشل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في تحقيق أي تقدم يذكر بالملف السوري المعقد.

وقال "لم يُصلح موفد منظمة الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ما أفسدته اللعبة الكبرى وتبعاتها، وقرر أخيراً، بعد مراوحة في المكان لمدة 4 سنوات، طيّ الصفحة والتخلي عن أداء مهمته".

وأضاف "يغادر دي ميستورا منصبه ويبدو حصاد عمله هزيلاً ومحدوداً ودليلاً إضافياً على مآزق العمل الدبلوماسي المتعدد الأطراف وعدم احترام المبادئ النظرية لميثاق الأمم المتحدة حول حفظ السلام والحماية الإنسانية، خاصة وأن المرحلة الانتقالية من التخبط والفوضى في النظام الدولي تترك بصماتها على أبرز مسارح النزاع في الشرق الأوسط وسوريا في القلب منها".

وأشار الكاتب إلى أن المبعوث الأممي لم ينجح رهانه على التحدي وتركيب التسويات في الملف السوري المعقد، حيث فشل من قبلُ مبعوثان رفيعان من طراز كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي.

وذكر أن عمل دي ميستورا لم يكن ضحية تضارب المسارات، بل بسبب منهجية خاطئة في التعامل مع التفاوض، بجعله مسائل مبدئية لا تستدعي التفاوض موضع تفاوض وحيد، ما أدخله في صراعات مستمرة مع أطراف النزاع في سوريا.

وكما أوضح أن مآثر دي ميستورا في اختراع أو قبول فكرة منصات المعارضة، كرس من حجم التلاعب الإقليمي والدولي، مما جعل المتابعين للملف السوري يصفونه بأنه "رمز للفشل الأممي والتواطؤ الدولي"، حسب تعبيره.