صور مرشحي الانتخابات الأفغانية (تولونيوز)
صور مرشحي الانتخابات الأفغانية (تولونيوز)
السبت 20 أكتوبر 2018 / 12:47

فوضى وتزوير وفلتان أمني في الانتخابات الأفغانية

يدلي الأفغان بأصواتهم، اليوم السبت، في انتخابات برلمانية هيمنت عليها مشاهد الفوضى، ومزاعم الفساد، وكذلك العنف الذي اضطر السلطات لتأجيل الانتخابات في إقليم قندهار، الاستراتيجي جنوب البلاد.

وتوجه الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى أحد مراكز الاقتراع للإدلاء بصوته ودعا "كل أفغانية وكل أفغاني لممارسة حق الانتخاب".

ويشعر المسؤولون بقلق من أن يؤدي العنف إلى إحجام الناخبين عن المشاركة في التصويت لا سيما في ِأعقاب اغتيال قائد شرطة قندهار، يوم الخميس، مما دفع السلطات لتأجيل الانتخابات في الإقليم أسبوعاً.

وأصدرت حركة طالبان، سلسلة بيانات دعت فيها إلى عدم المشاركة في عملية تعتبرها مفروضة من الخارج، وحذرت من احتمال تعرض مراكز الانتخابات لهجمات.

ونشرت السلطات آلالاف من أفراد الشرطة والجيش عبر البلاد في أجواء شهدت اغتيال 9 مرشحين وسقوط مئات بين قتيل وجريح في هجمات لها صلة بالانتخابات.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، 0230 بتوقيت غرينتش، ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الرابعة مساءً.

ونظراً لصعوبة إحصاء الأصوات في مختلف أنحاء أفغانستان، لن تًعرف النتائج النهائية قبل أسبوعين على الأقل.

الأمن هش
وقعت حوادث أمنية منفصلة منها إطلاق صواريخ في العاصمة كابول، ومدينة قندوز، شمال البلاد.

كما هزت عدة انفجارات، اليوم السبت، مراكز تصويت في كابول موقعة ضحايا لم يتضح عددهم بعد، فيما تنظم أفغانستان انتخابات تشريعية.

كما شوهد ناخبين يفرون بعد وقوع انفجار في مركز تصويت، شمال العاصمة، فيما أفاد آخرون عن حدوث انفجارات في مواقع أخرى أوقعت قتلى وجرحى، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الصحة في العصمة كابول.

كما وردت تقارير أمنية عن إطلاق نار خارج مدينة غزنة، بوسط أفغانستان، وانفجارات صغيرة في إقليم كابيسا، ومناطق خارج العاصمة لكن دون تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

وقالت لجنة الانتخابات المستقلة التي تشرف على التصويت إن "السلطات الانتخابية كانت تعتزم فتح 7355 مركز اقتراع ولكن لن يتسنى سوى فتح 5100 مركز فقط لاعتبارات أمنية.

وتأجلت الانتخابات أيضاً في إقليم غزنة، بسبب خلافات بشأن تمثيل الجماعات العرقية المختلفة.

مخاوف من التزوير
مع بدء التصويت، أبلغ ناخبون ومراقبون للانتخابات عن حدوث مشاكل في بعض الأماكن شملت تأخر فتح عدد من مراكز الاقتراع، وصعوبات في استخدام أجهزة التحقق من هوية الناخبين بالاستدلال البيولوجي.

وقال محمد محقق أحد زعماء قومية الهزارة التي يعيش عدد كبير من أبنائها في غرب العاصمة: "ما زالت هناك مراكز كثيرة في الجزء الغربي من كابول لم تفتح.. أنتظر هنا منذ ساعتين ونصف الساعة لكن موظفي الانتخابات يقولون إنهم ينتظرون قوائم الناخبين".

وهناك أيضاً ناخبون يأملون في أن تساعد العملية الانتخابية في تحسين حياتهم.

وقال عبد الله، وهو ناخب في مدينة هرات غرب البلاد كان يجلس على كرسي متحرك، "أريد أن يخدم المرشحون البلد وأن يسمعوا أصوات المعاقين والفقراء".

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين حوالي 8.8 مليون شخص ولكن من المعتقد أن عدداً، يقدره البعض بما يصل إلى 50% أو أكثر، مسجل بطريق التحايل أو بشكل غير سليم.

ويتنافس نحو 2450 مرشحاً على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 250 مقعداً من بينها مقعد مخصص لأقلية السيخ.

وبموجب الدستور يراجع البرلمان القوانين ويصدق عليها ولكن ليس له سلطة حقيقة تذكر.

وفي محاولة لضمان نزاهة الاقتراع، تقرر إدخال تقنية تسجيل الناخبين بالاستدلال البيولوجي.

لكن يخشى كثيرون من أن تزيد التقنية التي أدخلت على عجالة والتي لم تختبر من قبل من الارتباك دون أن تقضي على التزوير.