السبت 20 أكتوبر 2018 / 12:43

أبوظبي: تأثير الفنون على التعليم المبكر

24 - الشيماء خالد

ناقش مجموعة من الفنانين المتخصصين والهواة والكتاب والقيمين الفنييين والموسيقيين وغيرهم من المهتمين بالفنون، في أبوظبي، خلال ندوة عامة نهاية الأسبوع، تأثير الفنون على التعليم المبكر، وأكد هؤلاء على الجانب الخلاق والإبداعي التي تضيفه على جوانب عدة بالإضافة للتحصيل العلمي.

وتقول الفنانة التشكيلية، عبير أحمد: "الفنون هي الطريق الأسمى والأكثر إلهاماً نحو العلوم بأنواعها، وحين ينشأ الطفل في محيط يدخله عالم الفنون بأنواعها، يشحذ ذهنه ومع مخيلته العظيمة تجعل الفنون رؤيته للعالم من حوله أكثر إبداعاً وتميزاً، إذ تمنحه القدرة على تناول مختلف الأشياء والأفكار من زوايا متباينة".

أخلاقيات.. مستقبل.. علوم

ومن جهتها تقول الفنانة والمصورة تيانا ملكيزوسكي:"لا يمكن أن ننكر المتعة التي تتحقق للطفل بين الألوان وتشكيل الصلصال والفخار، والرسوم، وبالطبع الموسيقى والأغنيات، لكن تأثير الفنون بأنواعها أكثر عمقاً من ذلك بكثير، إذ أظهرت اختبارات عديدة أخلاقيات أفضل للطلاب الصغار الذين مارسوا أو شاهدوا دورياً كل ما يحمل معنى الفن، فالرسائل التي تحملها لهم تهذب النفس وتسخر طاقاتهم بشكل إيجابي بشكل لا يمكن إنكاره".

ويقول الموسيقي والمسرحي، وليام ديبك: "مرحلة التعليم المبكر كما نعلم أهم مرحلة لتشكيل الطفل بشكل خلاق، وتؤثر على مستقبل دراسته بالكامل، ويمكن للفنون أن تساهم في صقل هذه المرحلة، وتتداخل بشكل كبير مع العلوم، إن قدمت بطريقة سليمة".

الجانب النفسي.. أبواب الإلهام
وتقول الكاتبة شهرزاد العربي: "تمر مراحل التعليم ككل على الفرد بصعوبات، وإحباطات، وشيء من الألم أو كثيره، بحسب المحيط الخارجي، فليس الأمر منفصلاً تماماً عن مقاعد الدراسة، ويمكن للفنون أن تساعد في تقوية الجانب النفسي للطفل، وهذا أمر أثبته دراسات لمؤسسات علمية ذات شأن".

ويقول القيم الفني، تيم فليراد: "مع تطورات العصر المتلاحقة بسرعة جنونية، قد يفقد جيل المستقبل جزءً أكبر مما قد نتوقع من إنسانيته، ولهذا أرى الفنون حاجة ملحة في التعليم المبكر، وغيره من المراحل برأيي، يجب أن تكون الفنون جزءً أساسياً في حياتنا حتى تكسبها قيمة ومذاقاُ وتفتح أبواب الإلهام".

المعلومة في الفن.. تذوق.. ثقافة
وأشار عدد من الفنانين إلى خبرات ميدانية أظهرت تأثيراً إيجابياً على الأطفال الذين حضروا الورش الفنية، وتقول الفنانة والكاتبة، أمل أحمد: "أنصح غالباً من يحضرون ورشي الفنية من الكبار وأهالي الأطفال بأهمية أن يجعلوا الفنون أشبه بعادة في حياة صغارهم، وغالباً ما أجد تجاوباً كبيراً كون الأثر بدا واضحاً فيما يتعلمه الأطفال حقاً حين تمزج الفن والمعلومة".

ويقول الفنان سالم الجنيبي:"أفضل البرامج العلمية حول العالم، تعتبر الموسيقى والفنون الأدائية والتعبيرية والرسم والكتب إلخ، أمراً أساسياً في برامجها التعليمية، ولا يمكن أن يتحقق الأثر الإيجابي للفن كما يجب على الطفل، إلا حين تأخذ الأسرة على عاتقها مسألة رعاية هذا الجانب، أن يصبح الفن واحترامه وتذوقه ثقافة، هذا بكل تأكيد سيخرج لنا بأجيال أفضل مما نتصور".

وتقول الموسيقية وفنانة الأداء، ميس محمد: "في المرحلة المبكرة من عمر الطفل، أثر الفنون كالسحر، المنقوش في عقولهم، إذ سيجعل تعاملهم مع المعلومة يتطور إلى درجة ملحوظة لمختلف المستويات، والفن في الحقيقة هو الدافع الأساس غالباً للإبداع، في ما غيره من جوانب أيضاً".