الدمار في إدلب.(أرشيف)
الدمار في إدلب.(أرشيف)
الأحد 21 أكتوبر 2018 / 15:34

صحافي أجنبي تجوّل مع قوات النظام في سوريا..ماذا سمع؟

يرى جيريمي باون، صحفي بريطاني ومقدم برامج تلفزيونية، عمل سابقاً مراسلاً لمحطة بي بي سي في الشرق الأوسط، أنه عندما تستعيد الحكومة السورية سيطرتها على محافظة إدلب، سواء نتيجة قتال أو عبر مفاوضات، ستكون الحرب ضد النظام السوري قد انتهت، أو ربما هزم الفريق المعارض.

تستطيع أن ترى عند خط الجبهة ما فعلته حكومتك. لقد هوجمنا قبل عشرين يوماً بقنابل عنقودية، بمساعدة ذوي الخوذ البيض

 وعند زيارته الأخيرة لسوريا، لاحظ الكاتب أن الجميع يستمتع بلحظات سلام وسكينة عبر استماعهم إلى أغاني فيروز.

وكتب في مجلة "نيوستيتمان" البريطانية، أن زوار المقاهي يستمعون لأغاني فيروز وهم يحتسون الشاي أو القهوة، أو يأكلون مناقيش زعتر أو جبنة، مشيراً إلى أن فكرة قضاء لحظات من السلام مع صوت فيروز باتت تنتشر في جميع أنحاء سوريا، علماً أنه سمع أغانيها أيضاً عند زيارته مطاعم عربية تنتشر في جنوب لندن.

وعند تجوله بصحبة القائد العسكري المسيحي، نبيل، يحارب في صفوف قوات النظام السوري، ويقيم في بلدة معظم سكانها مسيحيون، تقع عند أطراف محافظة إدلب، وجد بندقية كلاشنيكوف مع زجاجة من المشروبات الروحية، قدم له كأساً منها في منتصف نهار صيفي حار.

درس سياسي
ويقول الصحفي إن بداية يومه مع نبيل لم تكن جيدة. إذ سرعان ما استمع منه إلى درس سياسي بأن بريطانيا كانت جزءاً من المؤامرة لتدمير سوريا. وقال: "تستطيع أن ترى عند خط الجبهة ما فعلته حكومتك. لقد هوجمنا قبل عشرين يوماً بقنابل عنقودية، بمساعدة ذوي الخوذ البيض، والذين ترعاهم حكومتك، كما تعلم".

وأنفقت بريطانيا ملايين الجنيهات على الخوذ البيض، وهي تسعى لاستقبال بعضهم على أراضيها، بعدما أوشك المتمردون على مواجهة هزيمة كبيرة. ولكن النظام السوري وأنصاره يقولون إن هؤلاء إرهابيون مرتبطون بالقاعدة.

تنفيس عن غضب
وعند وصولهما إلى بلدة نبيل عند خط الجبهة، دعاه لتناول الغداء في بيته. وانضمت إليهما مجموعة من الجنود الروس يقودهم ضابط يدعى سيرغي.

ويشير الصحفي لإقامة روسيا وتركيا منطقة منزوعة السلاح حول إدلب، ما يحتمل أن تكون قد أجلت معركة استعادة المحافظة، ولم تلغها. فعندما يستعيد النظام سيطرته على المحافظة، التي تؤوي قرابة 90 ألف مقاتل، بعضهم يتبعون القاعدة، لن يسود السلام في سوريا. ويرجع السبب لكون قوى أجنبية انخرطت في سوريا لن تعيد بسهولة السلطة إلى دمشق.

وقال نبيل إنه كان على معرفة شخصية بعدد من المقاتلين على الجانب الآخر. فقد نشؤوا معاً، وربما يحاربون اليوم في صفوف إسلاميين، وهو يقاتل إلى جانب الأسد. وقد اعتادوا على الجلوس كأصدقاء حول نفس المائدة لتناول الطعام واحتساء مشروبات كحولية.

ويشير الصحفي إلى أحد أكثر النقاط إيجابية التي استمع لها في ذلك اليوم، عندما قال له نبيل بأنه قد يعود، من جديد، صديقاً لهؤلاء المقاتلين على الجبهة الأخرى في إدلب.