مظاهرة حاشدة شهدتها طهران احتجاجاً على فساد نظام الملالي (أرشيف)
مظاهرة حاشدة شهدتها طهران احتجاجاً على فساد نظام الملالي (أرشيف)
الأحد 21 أكتوبر 2018 / 14:00

إيران تجوّع شعبها.. وتحلم بإمبراطورية

24. إعداد: شادية سرحان

يبدو أن النظام الإيراني مازال يحلم بالسيطرة على الشرق الأوسط واستعادة "الإمبراطورية الفارسية"، وهو مستعد "لتجويع شعبه" في سبيل تحقيق هذا الحلم القديم.

وفي هذا الشأن، قال خبير الشؤون السياسية، جون إكسيناكس، في تقرير لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، إن الحكومة الإيرانية بقيادة المرشد علي خامنئي وطبقة رجال الدين المتشددين، تحلم بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإخضاع الدول المجاورة لسيطرتها.

وأضاف إكسيناكس وهو مؤلف كتاب "وجهة نظر عالمية: صراع إيران للسيادة"، أن "القيادة الإيرانية الحالية مهووسة بشكل متعصب باستعادة الإمبراطورية الفارسية، والهيمنة على المنطقة بأسرها".

وتابع "لا يوجد هناك سيناريو يحتمل حدوث ذلك، لكنهم مستعدون لإنفاق المال، وتجويع شعبهم لكسب النفوذ عند ميليشيات الحوثي وحزب الله وفي سوريا وحماس"، مؤكداً أن "طهران تواجه معارضة شرسة من القوى الداخلية والخارجية".

وأوضح الخبير السياسي، أن إيران تكافح للإبقاء على اقتصادها متماسكاً بعد أن أصدرت واشنطن عقوبات قاسية بعد قرار دونالد ترامب بالانسحاب من خطة العمل المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني.

وفي أغسطس (آب)، وجه ترامب أول ضربة قوية لاقتصاد إيران، حيث منع طهران من استخدام الدولار الأمريكي، وكذلك من شراء الطائرات الأمريكية والمتاجرة في السيارات والمعادن.

كما أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيتم إصدار المزيد من العقوبات في نوفمبر (تشرين الأول)، وحث الشركاء الماليين لطهران، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، على الامتناع عن استيراد نفط البلاد في محاولة لخفض صادرات البلاد النفطية إلى الصفر.

ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطابه خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، متهماً الإدارة الأمريكية بـ"التنمر" على شركاء إيران، كما زعم روحاني، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في إيران.

وفي خطاب بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، قال روحاني: إن "في الأربعين سنة الماضية لم يكن هناك إدارة للحكومة الأمريكية أكثر حقداً من الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إيران والإيرانيين والجمهورية الإسلامية".

وأكد الخبير السياسي، أن إيران تواجه أيضاً تمردات داخلية من الأجيال الشابة، التي سئمت قيادتها المتعصبة، قائلاً إن "الاقتتال الداخلي الذي اندلع في وقت سابق من هذا العام، خلال المظاهرات الحاشدة التي وقعت في مختلف المدن الإيرانية، رافعة شعارات "إسقاط الديكتاتور" و"اخرجوا من سوريا وفكّروا في حالنا"، يجعل من الصعب على الطبقة الحاكمة في طهران متابعة حلمها باستعادة "الإمبراطورية الفارسية، حيث بات هناك اليوم فجوة هائلة بين الأجيال في إيران".

وأضاف أن "الأجيال الأكبر سناً، أولئك الذين يعيشون من خلال الثورة الإسلامية الكبرى التي أطاحت عام 1979 بنظام ملكي فارسي طويل الأمد تدعمه الولايات المتحدة، وحرب إيران ضد العراق، هم متعصبون في رغبتهم لتحقيق الهيمنة على المنطقة بأسرها، في حين أن الأجيال الشابة مناهضة لفكرة الحرب بقوة".

وبحسب إكسيناكس، فإن "الأجيال الإيرانية الشابة ترى الفساد متفشياً في الحكومة، ويعتقدون أن المال الذي اكتسبته إيران من خلال الاتفاق النووي أُهُدر على النخبة، خاصة رجال الدين الأثرياء في الحرس الثوري، وعلى الحروب في اليمن وسوريا".

وختم كلامه بالقول إن "اقتصاد إيران الآن في وضع صعب وذلك بعد إعادة فرض العقوبات"، كما أن "قيادات النظام الإيراني مقيدة بسبب قلة الأموال ونقص الدعم من الأجيال الشابة".