الصحافي السعودي جمال خاشقجي (أرشيف)
الصحافي السعودي جمال خاشقجي (أرشيف)
الأحد 21 أكتوبر 2018 / 19:35

نية الباحثين عن الحقيقة

السؤال حق مشروع للفرد، يمارسه من طفولته، وفي صباه، وحتى كهولته. به يتحقق العلم والسلم والأمن. قيل إن مفتاح العلوم لسان سؤول، وقيل إن ضمان العدالة في المجتمعات مساءلة المسؤول. وقيل إن تحقيق الأمن يكون بالسؤال المكثف والشك للتحقق من كل مريب.

أدت حكومة المملكة دورها وردت مستجيبة ومنتصرة لدم رجل واحد. ننتظر الجواب من تنظيم الحمدين والمرتزقة من شراذم تنظيم الإخوان الإرهابي عن دماء مئات آلاف الأبرياء التي سفكت على مذبح شهوتهم للسلطة

والسؤال حق للمجتمعات المتقدمة، ولا ينبغي أن يَمنع من ممارسة هذا الحق، جماعة دينية تدعو مريديها للمتابعة والانقياد دون وعي بحجة أن الأوامر الإلهية واجبة التنفيذ، أو تسلط مؤسسة حاكمة متحكمة ترى في كل سؤال بادرة خروج عن نظام الدولة يجب أن تقمع.

على امتداد أسبوعين وأكثر كان السؤال الذي يطرحه الجميع هو: أين اختفى جمال خاشقجي؟ الأستاذ جمال معارض محترم، نقد الخطاب الديني لجماعات الإسلام السياسي، وعرى نظام البيعة، والمرشد وخرافات أخرى للإخوان.

عارض نظام بلده واختار المنفى الطوعي، لكنه لم يعارض بلده ولم ينسلخ من انتمائه. نظن فيه الإخلاص وهو الآن بين يدي من يطلع على القلوب والنوايا.

كان اختفاؤه بعد دخوله القنصلية سؤالاً كبيراً يحتاج إلى إجابة. إجابة إنسانية لأهله ومحبيه، وإجابة مهنية لزملاء مهنته الذين تابعوا قلمه وشاركوه قضية الصحافة الحرة سواء اتفقوا معه أو اختلفوا.

وإجابة وطنية لمواطنيه الذين تتبعوا قضيته، وقبل ذلك إجابة للمؤسسة الحاكمة في بلده باعتباره جزءاً من مسؤوليتها المقدسة لأنه مواطن سعودي وإن اختلف وعارض.

تلك أسئلة كانت تبحث عن الحقيقة، وبينها تسلل من يتخذ من البحث عن الحقيقة شعاراً  يتدثّر به ليصل لحقائق الباطل، ويُلغي الحقائق ليقيم الزيف. فاتخذ من هذا السؤال مثار فتنة وبؤرة تشكيك في حكومة المملكة العربية السعودية. وظن أن أبواق الإعلام التي يمتلكها قادرة على أن تحقق مأربه. لكن الحكمة السعودية كانت بالمرصاد.

قوة في الإعلان بعد تريث وتثبت. وقوة في المحاسبة بعد تأكد وتبين. وكل مسؤول يتحمل نتيجة فعله وتقصيره. وهكذا تكون دولة القانون والعدالة والشفافية والنزاهة والتجرد.

أتى الإعلان السعودي وتوجيه خادم الحرمين ليقدم الجواب دون مواربة، جواباً على كل من سأل مهما كانت نيته من السؤال. جواب يحمل تأكيداً على نهج المملكة ومبادئها الثابتة بتقديم كل من يخالفها للعدالة، وتأكيداً للإجراءات العادلة التي تقوم بها المملكة من أجل متابعة الجناة بكل صدق وشفافية عجزت الدول العظمى أن تقوم بها.

أدت حكومة المملكة دورها وردت مستجيبة ومنتصرة لدم رجل واحد. ننتظر الجواب من تنظيم الحمدين والمرتزقة من شراذم تنظيم الإخوان الإرهابي، عن دماء مئات آلاف الأبرياء التي سُفكت على مذبح شهوتهم للسلطة والعنف والمال.

أخيراً.. هل سيوقف هذا الإعلان الحملة الشرسة ضد السعودية، قد يفعل وقد لا يفعل. لكنه فعل ما هو أشد من ذلك. جعل السعودية أقوى وجمع حولها قلوب العالم.