الإثنين 22 أكتوبر 2018 / 10:42

صحف عربية: لبنان يتصدر أولويات إيران الجيوستراتيجية

أبدت مصادر سياسية لبنانية قلقها من التقارير الصادرة في الولايات المتحدة حول زيادرة إيران شحناتها من الأسحلة المتطورة إلى ميليشيا حزب الله في لبنان، في محاولة لرفع السقف في مواجهات عقوبات غير مسبوقة فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، أجمعت قوى لبنانية على ضرورة الارتقاء بالمسؤولية الدولية، كي تتم محاسبة إيران على ما وصف بـ"جرائمها" في المنطقة ولبنان، معبرةً عن غضبها مما تردد حول أن إيران كثفت مؤخراً إرسال شحنات من الأسلحة والمواد العسكرية المتطورة إلى حزب الله عن طريق مطار بيروت مروراً بالدوحة ودمشق.

إسرائيل "رهينة"
وتكرر واشنطن اتهامات سابقة في هذا الشأن تتعلق بالاستخدامات المشبوهة لمطار العاصمة اللبنانية، بالتزامن مع تحذيرات من دول عدة للمسؤولين اللبنانيين من تدفق السلاح الإيراني على حزب الله، كما نقلت صحيفة العرب اللندنية عن المصادر اللبنانية.

وضاعفت إيران من شحنات الأسلحة لميليشياتها، خصوصاً ميليشيا حزب الله في لبنان، في محاولة لرفع السقف في مواجهات عقوبات غير مسبوقة فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إعلانه انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني في مايو(أيار) الماضي.

وتسعى إيران، عبر إيصال أسلحة متطورة وأنظمة صواريخ دقيقة وأجهزة استشعار عن بعد إلى حزب الله، بإظهار أنها تأخذ إسرائيل "رهينة" في حال ما تطورت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، وفق الصحيفة.

ويرى مراقبون أن "التقارير الأمريكية تسلط الضوء على الدور القطري الجديد في حركة الأسلحة بين طهران وبيروت". وعلقت الصحيفة أنه "على الرغم من عدم توضيح المعلومات لطبيعة الدور الذي تلعبه قطر وتفاصيله، إلا أن استخدام مطار الدوحة من قبل طائرات إيرانية مدنية مشبوهة الحمولات والأغراض بات تحت مراقبة وكالات الاستخبارات الدولية".

ويتسق ذلك مع نقل الكثير من البنوك الإيرانية لعمليات تحويل الأموال إلى الدوحة، بعد تشديد الولايات المتحدة مراقبتها لحركة الأموال من وإلى إيران. ويخشى خبراء أمريكيون أن ينتقل التعاون القطري مع إيران إلى مجال الصادرات النفطية، إذ تحاول إيران إخفاء حمولاتها، وتنظر إلى قطر باعتبارها منصة محتملة لإعادة تصدير شحناتها بعد تغيير هويتها هناك، وفق الصحيفة.

تباين الأجندات الروسية والإيرانية
وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، نشرت الجمعة، تقريراً نقلت فيه عن مصادر استخباراتية أمريكية وغربية أن إيران زادت شحناتها من الأسلحة المتطورة إلى "حزب الله" في لبنان ومن ضمنها أنظمة تحديد المواقع "جي بي إس" لتحويل الصواريخ غير الموجهة إلى أخرى موجهة بدقة. 

ووفق الكاتب سام منسى في مقال بعنوان "حزب الله أولوية لإيران في المنطقة" في صحيفة الشرق الأوسط اللندينة، فإن هذه المعلومات تؤشر أولاً إلى أن "روسيا جادة في الوعود التي قطعتها لإسرائيل لجهة عدم توسع نفوذ إيران العسكري وحلفائها في سوريا، ومن هنا سعي إيران لإيجاد سبل أخرى غير الممر السوري لنقل الأسلحة إلى ميليشيا حزب الله".

وتؤشر ثانياً إلى "تباين الأجندات الروسية والإيرانية في سوريا. يعتبر منظِّرو السياسة الروسية أن هدف موسكو الأول من تدخلها في سوريا هو الحفاظ على الدولة في سوريا. في المقابل أثبتت التجارب أن إيران نجحت في توسيع نفوذها في المنطقة عبر ملء الفراغ الناجم عن ضعف الدولة، كما كان الحال في لبنان والعراق واليوم في سوريا واليمن". 

وتؤشر ثالثاً إلى أن "لبنان يتصدر أولويات إيران الجيوستراتيجية في المنطقة وليس سوريا أو نظام بشار الأسد، الذي أمّن لطهران الشريان الرئيس للإمساك بلبنان"، يبقى أن أولوية إيران في المنطقة هي الحفاظ على استثمار ناجح عمره أكثر من 40 عاماً وهو "حزب الله"، وضمان استمرار دوره السياسي والأمني في لبنان وخارجه عبر مواصلة تقويته عسكرياً.

وتؤشر رابعاً إلى مدى القوة التي بلغها "حزب الله" وتحول معها من فصيل على جبهة جنوب لبنان، إلى جيش نظامي توكله إيران بأدوار كانت سابقاً حكراً على الحرس الثوري، كالقتال في سوريا، وإنشاء ميليشيات في العراق وتدريبها، وتقديم الدعم المباشر للميليشيات الحوثية في اليمن، إضافةً إلى تأليب المجتمعات الشيعية المحلية في دول الخليج العربي وغيرها في المنطقة ضد أنظمتها ومكونات المجتمع الأخرى، حتى أصبح الحزب أداة التفوق الإيراني في المنطقة.

وأخيرا فإنها تؤشر إلى مدى الانهيار الذي بلغته الدولة اللبنانية وفقدانها للسيادة على أراضيها، في وقت تتناحر الأطراف المحلية على ما يطلق عليها الوزارات السيادية. فأيُّ سيادة يتحدثون عنها ولبنان ساقط عسكرياً بيد إيران عبر ميليشيا حزب الله التي تسيطر على معابره البرية والجوية والبحرية كافة؟!، وفق المقال.

تخاذل أوروبي
ويبدو أن إيران ورغم الظروف المعقدة التي تمر بها بسبب العقوبات الأمريكية، تصر على دعم حزب الله، لتضمن وجودها في لبنان"، وفق ما نقلت صحيفة الوطن السعودية عن المحامي والمحلل السياسي إلياس الزغبي.

وأضاف الزغبي، أنه "منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بادرت تحت شعار تصدير ثورتها إلى تنفيذ سلسلة أعمال إرهابية بحجم عالمي واسع، كان آخرها محاولة تفجير اجتماع المعارضة الإيرانية في باريس"، مبيناً أنه "على مدى 40 عاماً من حكم نظام الملالي شهدت الساحات العربية والدولية تدخلات إيران في شؤون بعض دول المنطقة، وكذلك أعمال انتقام إجرامية واغتيال لقيادات معارضة إيرانية وحتى لأصوات عربية وعالمية لا تؤيد هذا النظام بل تعاديه وتكشف ثغراته وأهدافه الحقيقية".

وعبر الزغبي عن دهشته من سكوت بعض الدول الكبرى أمام العدائية الإيرانية المتمادية والمستشرية في المنطقة العربية تحديداً بدءاً بالبحرين واليمن والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وصولاً إلى العراق وسوريا ولبنان، وقال: "تحتاج الحالة الإيرانية الإرهابية إلى يقظة دولية أكثر تشدداً وتحديداً من أوروبا التي نراها تبيع وتشتري في مسألة مصالحها الاقتصادية مع إيران"، مؤكداً وجود تخاذل أوروبي تجاه إجرام النظام الإيراني.