دخان قصف غسرائيلي على غزة.(أرشيف)
دخان قصف غسرائيلي على غزة.(أرشيف)
الإثنين 22 أكتوبر 2018 / 12:29

غزة أم الجبهة الشمالية لإسرائيل..أيهما يشتعل أولاً؟

حاول زيف شافيتس، صحفي ومؤلف 14 كتاباً، وكان مساعداً بارزاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، تحديد أسباب امتناع بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، عن غزو غزة من جديد.

تعتبر حماس أضعف من القيام بأي عمل سوى إزعاج عسكري

فقد نام إسرائيليون يقيمون ضمن المدى الصاروخي لقطاع غزة، ليلة الأربعاء الأخير، في هلع من احتمال نشوب حرب واسعة النطاق في قطاع غزة. واجتمع مجلس الوزراء في جلسة طارئة في تلك الليلة، عقب هجوم استهدف بير شيبا، أكبر مدينة في جنوب إسرائيل.

لكن، بحلول يوم الخميس عاد كل شيء إلى ما كان عليه. وأظهر قرار الحكومة عدم الرد على الهجوم عبر حملة عسكرية كبيرة، قلة الخيارات المتوافرة في مواجهة غزة، وطبيعة أولويات الدفاع الإسرائيلي.

سبب للحرب
ويرى كاتب المقال أن الهجوم ربما اتخذ ذريعة للحرب. فقد دمر صاروخ منزلاً تعيش فيه أم مع أطفالها الثلاثة.

وطالب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان برد عسكري قوي. كما قطع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي إيزنكوت زيارته إلى الولايات المتحدة، ووصل مع خطة عمليات. واختبأ قادة حماس والجهاد الإسلامي متوقعين رداً كبيراً.

سياسة قائمة
لكن عوضاً عن ذلك، يشير كاتب المقال إلى إعلان الجيش الإسرائيلي وجوب إعادة فتح المدارس واستئناف الحياة الطبيعية. وأصدرت وزارة الأمن أوامر للجيش بزيادة إطلاق النار ضد متظاهرين عند الحدود، واتخاذ إجراءات ضد مطلقي بالونات حارقة. لكن تلك ليست سوى تعديلات لسياسة قائمة أكثر من كونها تصعيداً كبيراً.

وقد اتخذ ذلك القرار رجل واحد. إنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لأنه ليس راغباً بخوض حرب في غزة.

ويلفت كاتب المقال إلى أن إسرائيل وحماس في حالة صراع عسكري خفيف الوطأة منذ أكثر من عشر سنوات. فقد غزت إسرائيل قطاع غزة ثلاث مرات لأجل وقف هجمات صاروخية. وانتهت تلك الحملات بهدن وفترات هدوء نسبي، قبل بدء جولة أخرى من القتال. ومنذ مايو( أيار الماضي)، عندما بدأت حماس إطلاق تظاهرات حاشدة على طول الحدود مع إسرائيل، بدا أن الأمور تقترب من جولة قتال رابعة.

معضلة
وحسب الكاتب، يدرك حتى أشد الصقور الإسرائيليين، مثل ليبرمان، أن حل مشكلة غزة لا تتحقق عبر عمل عسكري. ويقال إنه بات يدرك أن نصراً كاملاً يعني احتلال غزة، وجعل إسرائيل مسؤولة عن مليونين من الفقراء العرب المعادين لإسرائيل. وذلك يعني أيضاً مقتل عدد من المدنيين الإسرائيليين. وقد أصبحت إسرائيل حبيسة تلك المعضلة.

وأدرك نتانياهو تلك الحقيقة خلال غزو غزة عام 2014، عندما قتل 71 إسرائيلياً، 66 منهم جنود. وعندما انتهى القتال، وجدت إسرائيل نفسها حيث بدأت. ولربما يريد الإسرائيليون تحقيق نصر في غزة، ولكن إدارة الوضع هو أفضل ما يستطيعون تمنيه.

وتكبدت إسرائيل، طوال سنين وقتاً وأموالاً طائلة لتحقيق تلك الغاية. وبنى الجيش الإسرائيلي نظام قبة حديدية قادراً على إسقاط صواريخ ( رغم أن القبة لم تعمل عند هجوم بير شيبا).

إرباك إسرائيل
ويقول الكاتب إن حماس استطاعت إرباك إسرائيل التي ليس عندها إجابة بشأن بالونات حارقة قضت على مساحات كبيرة من الحقول والغابات في جنوب غرب إسرائيل. لكن تلك تعتبر تكتيكات لا تهديدات استراتيجية. وكما قال مؤخراً يحيى سنوار، قائد حماس في غزة: "لا أحد يريد محاربة قوة نووية بواسطة مقالع".

وبرأي كاتب المقال، تعتبر حماس أضعف من القيام بأي عمل سوى إزعاج عسكري. ويركز نتانياهو على تهديد تمثله إيران ووكلاؤها في لبنان وسوريا. وهو لا يريد للجيش الإسرائيلي أن يعلق في غزة، وحتى إن كان ذلك لفترة قصيرة. إنه بحاجة لميزانيات عسكرية وجنود لأجل حربه الشمالية.

ولكن إن أرادت حماس القتال، فسوف تخلق مشكلة يمكن التعامل معها بواسطة التكنولوجيا، والاغتيالات المستهدفة وضربات جوية خاطفة.