مقاتلان من حركة الشباب الصومالية.(أرشيف)
مقاتلان من حركة الشباب الصومالية.(أرشيف)
الإثنين 22 أكتوبر 2018 / 14:32

علاقتها مع القاعدة مستمرة.. كيف تدعم إيران حركة الشباب؟

أشار الدكتور مجيد رافي زاده إلى أنّ خبراء أمميين قدموا تقريراً إلى مجلس الأمن فصلوا فيه كيف كان النظام الإيراني يتعاون مع مجموعة إرهابية تابعة للقاعدة.

على المجتمع الدولي محاسبة ومعاقبة النظام الإيراني لمساعدته حركة الشباب مالياً كما لتسهيل تهربها من العقوبات الأممية

التقرير الذي اطلعت عليه وكالة أسوشييتد برس يلقي الضوء على مسار معقد اتبعته طهران لتسهيل مهمة تفادي العقوبات الأممية على حركة الشباب التي استفادت من ملايين الدولارات سنوياً. وذكر رافي زاده في صحيفة "ذي اراب نيوز" أنّ المسار شمل استخدام شهادات منشأ كاذبة من جزر القمر وساحل العاج وغانا لاستيراد الفحم الصومالي قبل إعادة توضيبه من أكياسه الزرقاء-الخضراء النموذجية إلى أكياس بيضاء تحمل شعار "صُنع في إيران" وفقاً للتقرير.

يبرز هذا التطور واقع أنّ النظام الإيراني لا يتردد بمساعدة المجموعات الميليشيوية والإرهابية عبر استغلال الشرعية الممنوحة لها من الأمم المتحدة. واستغل نظام الملالي مبدأ السيادة عبر السماح للحركة باستخدام أراضيها وموانئها كنقاط عبور، فيما قدّمت طهران سفنها من أجل استعمالها كغطاء لتهريب كهذا. على الأرجح، كان الحرس الثوري وفيلق القدس هما من سهلا هذه النشاطات غير الشرعية. وكانت الولايات المتحدة تدرس تصنيف الحرس الثوري رسمياً على لائحة الإرهاب.

ليست المرة الأولى
قريباً من الولايات المتحدة، دعا الحزب الليبيرالي في كندا الحكومة لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية فيما أعلن الديبلوماسي الكندي بوب راي أنّ "الحرس الثوري الإيراني هو منظمة شبه عسكرية متورطة في قمع داخلي، عمليات عسكرية ودعم لشبكات إرهابية ومع ذلك لم تصنف كندا الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. يجب أن يتغير ذلك". يضيف رافي زاده أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها تقرير أممي وجود صلات بين إيران والمجموعات الميليشيوية. في وقت سابق من هذه السنة، أثبتت وثيقة أممية بما لا يقبل الشك وجود صلة أنّ الحوثيين يستخدمون صواريخ بالستية إيرانية الصنع.

تداعيات إنسانية وبيئية واقتصادية
بالنسبة إلى حركة الشباب، كانت عقوبات الأمم المتحدة تهدف إلى خنق التدفق المالي إلى المجموعة الميليشيوية الصومالية. وتدرك إيران واقع أنّ التدفق المالي المستمر هو ضرورة للمجموعات الإرهابية لمواصلة نشاطاتها. في السنة الماضية، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن شن واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية وأكثرها فتكاً. فقد تم تفجير شاحنة في العاصمة مقديشو مما أدى إلى مقتل 500 شخص. إنّ تسهيل تجارة الفحم غير الشرعية لدى حركة الشباب لا يؤمن فقط الأساليب الأساسية لمواصلة شن الهجمات الإرهابية بل يطلق أيضاً تداعيات بيئية واقتصادية متعددة بما أنها تفسد السوق المحلية. وتحدث نائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد عن الحاجة للتعاون من أجل تطبيق عقوبات مجلس الأمن على الحركة وضمان الحد من الخسائر البيئية والاقتصادية والإنسانية بسبب تجارة الفحم غير المشروعة.

470 ألف وثيقة
وكتب رافي زاده عن مسألة مرتبطة وهي العلاقة بين النظام الإيراني والمجموعات الإرهابية السنية. بما أنّ حكم الملالي ارتبط بشكل واسع بالميليشيات الشيعية، يتفاجأ بعض المحللين من إمكانية تعاون طهران مع السنّة المتطرفين مثل القاعدة وفروعها. لكن ما يجب أن يفاجئ المتابعين هنا هو عدم إدراك البعض لطبيعة العلاقة الوثيقة والطويلة بين إيران ومجموعات متطرفة كهذه. بالنسبة إلى النظام الإيراني، طالما أنّ هنالك مصالح أيديولوجية مشتركة مثل نشر الإرهاب والفوضى وغياب الاستقرار، لن تنظر إيران إلى الاختلافات الدينية على أنها أولوية. لهذا السبب نشرت "سي آي أي" حوالي 470 ألف وثيقة توضح قرب العلاقة بين القاعدة والنظام الإيراني تعود سنوات عدة إلى الوراء.

انتهازية
تنظر طهران إلى المجموعات الإرهابية مثل حركة الشباب من خلال إطار الانتهازية السياسية. من المنظور الإيراني، يمكن للمتطرفين تشكيل مجموعات إرهابية قد تنجز هدفين أساسيين لطهران: مناهضة أمريكا وتقويض مصالح السعودية في المنطقة. بعبارة أخرى، إنّ الانقسام السني الشيعي بين القاعدة وفروعها وبين النظام الإيراني لم يكن يوماً مهماً لطهران طالما أنّ المجموعات الإرهابية كانت تساعدها على تحقيق مبادئها الثورية وزعزعة استقرار المنطقة وإنجاز طموحات الملالي الإقليمية.

وطالب رافي زاده المجتمع الدولي بمحاسبة ومعاقبة النظام الإيراني لمساعدته حركة الشباب مالياً كما لتسهيل تهربها من العقوبات الأممية وهذا ما أدى إلى مقتل مئات الأبرياء. فلولا المساعدة الإيرانية لكانت تحجمت قدرة الحركة الإرهابية على شن الهجمات الأكثر فتكاً حول العالم.