الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 / 11:13

صحف عربية: دافوس الصحراء.. أُقيمَ وسينجح رغم الحملات المغرضة

24 - إعداد: حسين حرزالله

يأتي انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018 (دافوس الصحراء)، في الرياض، تأكيداً على أهمية الاقتصاد السعودي، وتأثيره الكبير على المستوى العالمي، سواء في حجم المساهمة الإجمالية في التجارة العالمية وإمدادات الطاقة العالمية، أو من خلال التحوّل إلى وجهة استثمارية ضخمة، تمثل حجر الزاوية تجاه المستقبل الاقتصادي العالمي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن مبادرة مستقبل الاستثمار الذي سينطلق بمشاركة دولية كبيرة من القطاعين العام والخاص، ومشاركة حقيقية لرواد التحول الرقمي والمستثمرين في المشاريع المستقبلية في السعودية، يشكل تحدياً بين الشرق والغرب.

إصلاحات اقتصادية 
وأشارت صحيفة الرياض في افتتاحيتها، إلى تصنيف وكالة التصنيف الائتماني (موديز) للمملكة العربية السعودية عند A1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، في دلالة على قوة المركز المالي للسعودية، والذي يتضمن أيضاً رفع التوقعات بنمو إجمالي الناتج المحلي السعودي للفترة من 2018-2019، لتصبح 2.5 % و2.7% على التوالي.

وكما رفعت "موديز" سقف توقعاتها للاقتصاد السعودي، رفع صندوق النقد، قبل أسبوع، تقديراته لمعدلات نمو اقتصاد المملكة لعامي 2018 و2019، ليبلغا 2.2 % و2.4 % على التوالي، ما يؤكد الآثار الإيجابية للإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها المملكة، وفق برنامج تحقيق التوازن المالي في إطار رؤية المملكة 2030، والهادفة إلى الاستفادة القصوى من إمكانات قطاعات الاقتصاد السعودي الواعدة، وركائزه الأساسية، وتنويع الاقتصاد وتوليد فرص العمل للمواطنين.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاهتمام من قبل وكالات التصنيف وغيرها من المؤسسات العالمية، يؤكد على ما يتمتع به اقتصاد السعودية من مكانة وتأثير، كونه واحداً من أقوى 20 اقتصاداً في العالم، إضافة إلى أن المملكة تحتل المرتبة الثامنة عالمياً من حيث القوة التصويتية في صندوق النقد الدولي من بين 185 دولة، ومن أهم 10 دول أعضاء في مجموعة البنك الدولي، إلى جانب عضويتها في العديد من اللجان وفرق العمل التابعة لمجلس الاستقرار المالي الهادفة إلى تقليل المخاطر وتحقيق الاستقرار المالي على المستوى العالمي.

دافوس الصحراء
وشدد اقتصاديون على أن المؤتمر العالمي "دافوس الصحراء"، مفتوح للجميع، وسيحقق نجاحه رغم الحملات المغرضة، حيث لن تستجدي المملكة القوية بقيادتها واقتصادها وموقعها الدولي والإقليمي، أحداً للحضور لهذا الحدث الاقتصادي البحت، متوقعين عقد الكثير من التحالفات والصفقات الاستثمارية، فيما أشارت صحيفة "مكة"، إلى أن المؤتمر سينطلق اليوم، بمشاركة دولية كبيرة من القطاعين العام والخاص، وسيستمر 3 أيام، وستعرض خلاله فرص استثمارية ومشاريع تتعلق بالرؤية الوطنية للسعودية أمام المستثمرين الدوليين، والتسهيلات التي ستقدمها المملكة للاستثمار في هذه المشاريع العملاقة.

وأكد المختص بالشأن الاقتصادي ناصر القرعاوي، أن عدم مشاركة بعض الدول والشركات وإن كبرت، لن تؤثر على مؤتمر الاستثمار الذي يقدم فرصاً استثمارية ضخمة، بل من لا يحضر سيكون خاسراً للكثير من الفرص الاستثمارية المستقبلية، إذ أن المؤتمر الاستثماري ليس لعام واحد فقط، بل لأعوام قادمة، والفرص والتسهيلات التي تمنحها المملكة للمستثمرين، ستكون نادرة.

ومن جانبه، لفت الأكاديمي الاقتصادي الدكتور فهد العيسى إلى أن المؤتمر سيكون فرصة ثمينة لعرض أحدث التطـورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والعلوم الطبية والبنية التحتية الذكية وغيرها، إلى جانب مشاريع الرؤية المتعددة، والتي تجذب المستثمرين، متوقعاً عقد الكثير من الصفقات،بينما شدد رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى عبدالرحمن الراشد، على أن السعودية دولة ذات سيادة، ولاعبة اقتصادية وسياسية رئيسية على مستوى العالم، ولا يمكن أن تقبل الأعمال العدائية من بعض الدول من قبيل المقاطعة، مضيفاً "نحن كاقتصاديين نقول لهؤلاء: مقاطعتكم ستعزلكم".

كما توقع الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي، أن يحقق المنتدى نجاحاً كبيراً ويتوصل إلى نتائج إيجابية، نظراً لما سيحتويه من فرص استثمارية ضخمة.

التحول الرقمي
وذكرت صحيفة "المدينة" السعودية، أن "دافوس الصحراء" سيشهد مشاركة واسعة من الخبراء والرياديين عبر العالم في مجالات الذكاء الصناعي والتحول الرقمي، في وقت شهدت فيه البيئة الاستثمارية السعودية إصلاحات جاذبة للاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات.

ونقلت عن الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد إنكوربوريتد، وعضو المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل الاستثمار 2018، أجاي بانغا، أن الشركات والجهات الحكومية المشاركة ستحظى بفرص أكبر للدخول في استثمارات جديدة، من شأنها أن تسهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي، مشيراً إلى أن المؤتمر يعتبر منصة تجمع رواد الأعمال لمناقشة احتياجات المستقبل والمضي قدماً نحو الازدهار.

وقال المتحدث باسم البنوك السعودية، والأمين العام للتوعية المصرفية، طلعت حافظ، إن المملكة أثبتت قدراً كبيراً من الكفاءة والاقتدار فيما يتعلق بتحفيز البيئة الاستثمارية، سواء ما يتعلق بالمنتجات النفطية والصناعات الكيماوية أو ما يتعلق بصناعات الخدمات واللوجيستيات أو غيرها، مضيفاً أن "الاقتصاد السعودي، يخطو خطوات جادة نحو الاقتصاد المعرفي ونقل التكنولوجيا، ويسعى القائمون على أمره إلى تنويع جاد في الاقتصاد وتوسيع تشكيلة الإيرادات".

وأوضح حافظ، أن الإصلاحات التي شهدتها البيئة الاستثمارية السعودية أخيراً، جعلتها محفزة ومشجعة، ومواتية ومعافاة، إذ أعيد النظر في نظام الاستثمار الأجنبي، والنظام الضريبي السائد على الشركات الأجنبية، مشيراً إلى أن المستثمر الأجنبي أصبح يتمتع بكل المزايا التي يتمتع بها نظيره المحلي، مؤكداً أن المملكة تتجه حالياً نحو تعزيز التكنولوجيا، والذكاء الصناعي والصناعات التي تعتمد على الاقتصاد المعرفي، وجميعها مؤشرات لمحفزات البيئة الاستثمارية الواعدة في المستقبل.

وتأمل السعودية جذب الاستثمارات في ظل مشروعات عملاقة تعمل على تنفيذها، من أبرزها مشروع "أمالا" السياحي على ساحل البحر الأحمر، وكذلك مشروع مدينة "نيوم"، الذي يبلغ تكلفته 500 مليار دولار، ويقع في مثلث حدودي بحري بين المملكة والأردن ومصر شمال البحر الأحمر، كما أطلقت ضمن رؤية 2030، مشروع "البحر الأحمر" الذي يتضمن أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين منطقتي أملج والوجه.

الشرق والغرب
الكاتبة أمل عبد العزيز الهزاني، ذكرت في مقال لها عبر صحيفة "الشرق الأوسط"، أن مؤتمر الاستثمار عالي الأهمية، الذي ينظمه صندوق الاستثمار السعودي، تزامن مع حدثين مهمين، الأول اقتصادي ويتمثل بالإعلان عن نمو الناتج المحلي في المملكة بنسبة تتجاوز 2 %، والحدث الثاني سياسي وهو مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ما أتاح للمتربصين فرصة قد لا تعوض للكيد والإساءة لسمعة المملكة دولياً، عبر استباق نتائج التحقيقات، وإطلاق الاتهامات وإعلان المواقف المضادة والمقاطعة للسعودية.

وأضاف "الواقع، أنه لو كان الصحافي جمال خاشقجي من أي جنسية أخرى لما نالت حادثة وفاته كل هذا التصعيد الدولي، والأمثلة كثيرة، ولأن السعودية، خلال 3 أعوام، انطلقت بسرعة صاروخ، نحو إصلاحات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، قلبت الموازين، وأعادت المملكة إلى الطريق الصحيح بعد أن انحرفت عنه 40 عاماً، كان لابد من وجود أطراف منزعجة من هذا التغيير الإيجابي الهائل، هم أنفسهم الذين يتاجرون اليوم بقميص خاشقجي، وهم بشكل أساسي الذين خرجوا منهزمين بعد فشل مخططاتهم لقلب أنظمة الحكم في العالم العربي والخليجي، تمهيداً لهيمنة الإسلام السياسي الشيعي والسني بعد ثورات عام 2011 المتلاحقة، هذا الفشل لا تزال جراحه مكشوفة، ولا يزال الغضب قائما على الدول التي حاولت وقف الفوضى ومساعدة جيرانها وأصدقائها على النهوض، وأهم هذه الدول هي المملكة العربية السعودية".

وقالت الكاتبة أمل الهزاني إن مؤتمر الاستثمار الذي تطلقه السعودية اليوم، هو فرصة للقاءات والتواصل بين قيادات اقتصادية في مجالات التقنية والاتصالات والطاقة وغيرها، فرصة لمن يغتنمها، وخسارة على المزايدين، ولن يكون من السهولة على حكومة السعودية، الصفح عمن أساءوا إليها في هذا الظرف.