إعلانات لحزب الله في شوارع لبنان لشحذ التبرعات (أرشيف)
إعلانات لحزب الله في شوارع لبنان لشحذ التبرعات (أرشيف)
الجمعة 26 أكتوبر 2018 / 23:25

حزب الله لأنصاره.. تبرّعوا لإيران

24 - حسين حرزالله

لجأت جماعة جزب الله الإرهابية أخيراً، إلى نشر ملصقات دعائية عملاقة في ضاحية بيروت الجنوبية، ذات الأغلبية الشيعية، والتي تسيطر عليها الجماعة، سعياً منها لجمع الأموال عبر جمع التبرعات لدعم عصاباتها ومقاتليها وعملياتها الإجرامية.

وكثفت الجماعة دعواتها لجمع التبرعات، عبر عدة وسائل، خلال الشهور الماضية، في الوقت الذي تتعرض فيه إيران، داعمتها الرئيسية، لضغوط مالية واقتصادية متزايدة، في ظل تجديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات على طهران، بحسب صحيفة "ذا نيوز تربيون" الأمريكية.

عقوبات ترامب
ورغم أن واشنطن فرضت منذ عقود، عقوبات على حزب الله، إلا أن موجة العقوبات الجديدة هذا العام، تبدو أكثر جدية، وتستهدف قادة بارزين في الجماعة الإرهابية، إضافة لرجال أعمال وشركات تقوم على تمويلها.

ووقع ترامب أمس الخميس، تشريعاً بفرض عقوبات جديدة ستطال قائمة أوسع من أولئك الذين يدعمون أو يتعاملون مع حزب الله.

يذكر أن الرئيس الأمريكي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، بسبب نفوذها الإقليمي المزعزع للاستقرار، وللحد من أنشطتها النووية إلى الأبد، وسيستأنف إثر ذلك، فرض عقوبات أمريكية نفطية ساحقة على إيران في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، فيما بدأ بالفعل حلفاء أمريكا في آسيا بالتراجع عن مشترياتهم من الخام الإيراني.



إضافة لذلك، دفع النفوذ الأمريكي في الأسواق المالية العالمية، شركات النفط ومصانع الطائرات إلى سحب أعمالها في إيران، ما أدى إلى انخفاض في قيمة العملة الإيرانية، وتسبب في أزمات داخلية واحتجاجات شعبية ضد النظام الإيراني.

محور الإهاب
وذكرت الصحيفة، أن إيران تزعم نفسها زعيماً لما يسمى "محور المقاومة"، ويتمثل ذلك حقيقة، في الإرهاب الذي تقدمه وترعاه وتدعمه في المنطقة، وينضوي تحت "محور الإرهاب الإيراني"، النظام السوري والرئيس بشار الأسد الذي تدعم قتله للمدنيين في سوريا، والميليشيات الشيعية في العراق، وحزب الله في لبنان، إلى جانب ميليشيا الحوثي الشيعية الانقلابية في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في يوليو (تموز) الماضي، إن إيران أنفقت أكثر من 16 مليار دولار منذ 2012 لدعم الأسد ووكلائها في العراق واليمن، إلى جانب 4 مليارات دولار قدمتها للنظام السوري في شكل ائتمانات، كما أنها تمنح 700 مليون دولار سنوياً لحزب الله اللبناني.

وأشارت الصحيفة، إلى أن ميزانية حزب الله تضررت بشكل كبير منذ أن تورطت بقوة في الحرب الأهلية السورية عام 2013، حيث أرسلت مقاتلين لدعم قوات الأسد وقلب كفة الصراع لصالح النظام، فيما قتل نحو 2000 من مقاتليها وجرح الآلاف، بعضهم يعاني من إعاقات دائمة، ما يرفع من التكاليف على الجماعة التي تضطر إلى دفع رواتب إلى عائلات قتلاها وتوفير رعاية صحية للمقاتلين المصابين.

كما أن إيران، التي تواجه أزمات مالية داخلياً وخارجياً، عمدت أخيراً إلى خفض حجم تمويلها لحزب الله، والميليشيات الشيعية التي تدعمها في الخارج بشكل عام.

أزمة في حزب الله
وفي الأشهر الأخيرة، بدأت قيادة حزب الله بالاعتراف علناً بأزمتها، فيما قال الأمين العام حسن نصر الله، في أغسطس (آب) الماضي، "لن أقول أن العقوبات لن يكون لها تأثير... بل سيكون لها تأثير بالتأكيد"، لكنه من جانب آخر، تعهد بأن العقوبات لن تقلل من قوة الجماعة، زاعماً "لدينا القوة والبنية التحتية والموارد البشرية لاجتياز هذه الصعوبات".

وكشف الخبير في الشؤون الشيعية إبراهيم بيرام، أن نصرالله قال لكوادر حزبه، خلال اجتماع مغلق في نفس الشهر، "علينا شد الأحزمة قليلاً".

وأضاف بيرام، أن حزب الله اتخذ أخيراً، مجموعة إجراءات لخفض النفقات، مثل خفض عدد المقاتلين في سوريا، خاصة بعد أن استعاد النظام مساحات أكبر من المعارضة.

كما ذكر مواطن لبناني رفض الكشف عن هويته، ولديه أقارب في حزب الله، أنه إضافة لسحب بعض مقاتلي حزب الله من سوريا، فإن الحزب طلب من المقاتلين المتفرغين، البقاء في منازلهم، ما لم تكن هناك حاجة لهم، مضيفاً أن الحزب خفض من حركة السيارات لخفض تكاليف النقل.

ورغم التضييق، لا يزال بإمكان حزب الله الاعتماد على المساهمات العامة، التي تتدفق عبر عشرات الآلاف من صناديق التبرعات المعدنية المنتشرة في المتاجر والشوارع والمساجد والمدارس، وكافة المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان.

صندوق لجمع التبرعات لحزب الله، يحمل صورة حسن نصر الله، داخل متجر في قرية كفر رمان جنوبي لبنان 


ميليشيا الحوثي
حليف آخر لإيران، تأثر بالعقوبات الاقتصادية، هم ميليشيا الحوثي في اليمن، والتي تقود انقلاباً ضد الحكومة الشرعية وتسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء.

وبدأت الميليشيات الحوثية الانقلابية أخيراً، الاستعداد لأوقات عصيبة، خاصة بعد محاصرة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية لميناء الحديدة، مصدر دخلهم الرئيسي وإحدى الطرق التي كانت تهرب إيران لهم دعماً من خلاله، حيث قامت الميليشيات بفرض مزيد من الضرائب على التجار والشركات.

كما أن مصادر مقربة من الحوثيين، كشفت مطلع الأسبوع، عن وجود صراعات وخلافات متنامية بين قياديين ميدانيين، بسبب عدم صرف المرتبات لعدة أشهر، مشيراً إلى أن الخلافات امتدت إلى القيادات الحوثية العليا وعمقت الانشقاقات بينهم.


وأضافت أن قيادات حوثية، ناقشت مقترحاً حول وضع صندوق لجمع أموال تبرعات، وتحصيل المبالغ لتوزيعها على بعض القيادات الحوثية المنسحبة من الجبهات، كأسلوب ترضية وتهدئة، على أن يتم منح هذه الأموال للقيادات الميدانية المهمة فقط.

ورغم تراجع الدعم الإيراني بشكل كبير للميليشيات الموالية لها في العراق، والمعروفة باسم ميليشيا الحشد الشعبي، وتملك قواماً يصل إلى 100 ألف مقاتل، إلا أنها تبقى محمية إلى حد ما، من أي أزمة مالية، لأنها تلقى تمويلاً مباشراً من حكومة بغداد، باعتبارها جزءاً من القوات المشتركة التي شاركت في الحرب على داعش.