الرئيس التركب رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركب رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 28 أكتوبر 2018 / 11:09

التغطية الإعلامية التركية لقضية خاشقجي وسيلة لتحقيق غاية خاصة!

أكد خبراء لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنه لا يحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ادعاء التفوق الأخلاقي في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي. وذكر مراسل الصحيفة بيثان ماكيرنان أنه بالنسبة إلى العديد من الصحافيين الأتراك، فإن التأثير المزلزل لمقتل خاشقجي ينعكس في تصوير أردوغان نفسه مناضلاً من أجل الحقيقة والعدالة، علماً أنه أكبر سجان للصحافيين حول العالم.

لو تعرض صحافي قطري للقتل في قنصلية قطرية، لما حصل على الانتباه نفسه

في هذا السياق، قال الصحافي التركي الذي يعيش في المنفى الاختياري في العاصمة الأمريكية إيلهان تانير، إنه منذ فشل الانقلاب ضد حكمه في 2016، سجن أردوغان مئات الصحافيين وخسر المزيد منهم وظائفهم.

وأضاف تانير أن الرئيس التركي أغلق العديد من الوسائل الإعلامية، أو حولها إلى مجرد منصات متحدثةً باسم الحكومة، متسائلاً: "الآن يُفترض بنا تصديق أنه يهتم أن صحافياً واحداً قُتل؟".

غولني؟
تانير، ناشر موقع أحوال المحظور والمناهض للحكومة، يعلم المخاطر أكثر من معظم الآخرين. ففي الأسبوع الماضي، طالبت أنقرة الإنتربول باعتقاله.

ويوضح الصحافي الاتهامات التي توجهها إليه الحكومة التركية: "اتهموني بأنني غولني، نسبة إلى الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير الانقلاب، وبأنني أنشر بروباغندا إرهابية".
 
وأضاف "عشت في الولايات المتحدة حوالي 20 عاماً، ولم ألتقِ به مطلقاً"، مشيراً إلى رفض جميع طلباته لعقد مقابلة معه.

قمع غير مسبوق
حسب أوزغور أوغرت، ممثل تركيا في لجنة حماية الصحافيين، لطالما شكلت الصحافة تعبيراً عن اهتمام حزبي في تركيا الحديثة. لكن مع تحقيق حزب العدالة والتنمية نجاحات انتخابية في العقد الأخير، بات الإعلام الذي كان متنوعاً أكثر إثارة للملل.

وحسب مؤشر حرية الصحافة العالمي، تراجعت تركيا إلى المركز 157 من أصل 180 دولة.

وأضاف أوغرت أن "حرية الصحافة، مشكلة جوهرية هنا" قائلاً، إنّه منذ الانقلاب الفاشل، "شهدنا حملة قمع لم يسبق لها مثيل". وقال: "الإعلام تُرك مطيعاً بالكامل لأردوغان. الوسائل الإعلامية التي اعتادت أن تكون من التيار السائد بيعت لرجال أعمال مؤيدين للحكومة". ويشير أوغرت إلى أنه لا يزال هنالك عدد ضئيل جداً من الوسائل الإعلامية التي ما زالت تمارس صحافة نقدية، "لكنها نقطة في محيط التغطية المؤيدة للحكومة".

لو قُتل صحافي قطري؟
كتب مراسل الصحيفة أن الإعلام التركي كان أداة تكتيكية أساسية في تعامل أردوغان مع قضية مقتل خاشقجي.

وعادة ما تُسقط القصص التي تنشرها صحيفة "يني شفق" الشائنة من قبل الإعلام الغربي، لأنها غير جديرة بالثقة. لكن جميع مزاعمها تقريباً، تماماً مثل تلك التي نشرتها صحيفة "صباح" الشعبية التي تحظى بمقدار أكبر بقليل من الاحترام، لم تخضع للتحقيق من قبل الإعلام الغربي إلا لاحقاً. وبالتحديد في ما يخص "يني شفق" الحريصة عادة على وصف الإعلام الأجنبي بأنه عبارة عن جهود دعائية ضد تركيا، فقد شعرت بالبهجة لنشر قصصها في وسائل إعلامية أخرى حول العالم.

يؤيد تانير كشف ملابسات ما حصل مع خاشقجي، لكنه طالب القراء بعدم خلط التغطية الإعلامية التركية بالعمل الصحافي: "هي ليست كذلك. إنها وسيلة لتحقيق غاية. لو تعرض صحافي قطري للقتل في قنصلية قطرية، لما حصل على الانتباه نفسه".