سهرة شموع لضحايا الهجوم على الكنيس.(رويترز)
سهرة شموع لضحايا الهجوم على الكنيس.(رويترز)
الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 / 13:50

أي علاقة بين خطاب ترامب وتزايد العداء للسامية؟

24- زياد الأشقر

تناول الصحافيان مايكل هيرش وروبي غرامر في مقال نشراه في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الهجوم الذي نفذه مسلح على الكنيس اليهودي في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، فقالا إن روبرت باورز الذي نفذ الهجوم لم يكن ظاهرياً من المعجبين جداً بالرئيس دونالد ترامب. وقبل يومين من الهجوم الأسوأ على الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة، كتب باورز المعادي للسامية على نحوٍ عنيف، أن ترامب لم يذهب بعيداً في قوميته إلى الحد الذي يعتبر كافياً من وجهة نظره.

تزايد التسامح مع معاداة السامية وغيرها من أشكال إساءة معاملة الأقليات لا يمكن أن تخطئها العين

وتساءل الكاتبان هل هي صدفة أن يتزامن تركيز باورز في حساباته المختلفة على الإنترنت على المهاجرين مع إدانة ترامب قوافل المهاجرين من أمريكا الوسطى؟، علماً أن الرئيس الأمريكي وصف مراراً المهاجرين بـ"الغزاة"، وهاجم جماعة يهودية تعرف باسم "هياس" معروفة بمساعدتها للاجئين. وتساءل الكاتبان أيضاً هل كان أيضاَ من قبيل الصدفة اعتقال أحد أنصار ترامب المسعورين في جزء آخر من البلاد، في فلوريدا، لإرساله طروداً مفخخة إلى هيلاري كلينتون وشبكة "سي إن إن" ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان والنائب ماكسين ووترز، وذلك قبل يوم واحد من الهجوم على الكنيس؟. 

معاداة السامية
ومع أن ثمة أدلة ضئيلة على أن ترامب-الذي وصف هجوم السبت بأنه "فظيع"-هو نفسه معادٍ للسامية- فإنه يصعب فصل الخطاب السياسي الذي يسمع في تجمعاته عن أفعال الأشخاص المختلفين الذين يركزون على قضايا تتماشى مع الرئيس ومن الواضح أنها تستلهم أجندته. ولتوسيع الأفق إلى حد ما، قد لا يكون من قبيل الصدفة أن القوميين اليمينيين في أنحاء العالم، الذين أعرب العديد منهم أيضاً عن إعجابهم بترامب، قد شعروا أيضاً بارتياح أكبر في السنوات الأخيرة التي جرى فيها استهداف اليهود والأقليات الأخرى.

المجر
وفي المجر، أحبط رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان متبرعه السابق جورج سوروس، مستخدماً استعارات معادية للسامية تدين اليهود صراحة. وفي مارس (آذار)، تحدث أوربان عن أعداء المجر باستخدام كلمات كان ممكناً استعارتها من قاموس جورف غوبلز.

وذكّر الباحثان بأن هجوم السبت أتى وسط موجة من التهديدات والهجمات المعادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي من جانب اليمين المتطرف في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية الساخنة. وأظهرت دراسة جديدة أعدتها رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة غير حكومية للحقوق المدنية تلاحق معاداة السامية، "زيادة ملحوظة في عدد الهجمات عبر الإنترنت" التي تستهدف المجتمع اليهودي قبل الانتخابات.

التسامح
وقال الرئيس التنفيذي للرابطة جوناثان غرينبلانت في بيان رداً على هجوم السبت: "لسوء الحظ، يحدث هذا العنف في وقت أعلنت فيه قوات مكافحة الإرهاب زيادة تاريخية في الحوادث المعادية للسامية وللمضايقات على الإنترنت". لكن تزايد التسامح مع معاداة السامية وغيرها من أشكال إساءة معاملة الأقليات لا يمكن أن تخطئها العين. وعلى رغم أن القوميين البيض والنازيين الجدد يغرفون من خطاباتهم، فإن ترامب وغيره من القادة يستمرون في إنكار أن اختيارهم للكلمات أو الأفعال له علاقة بهذه الجماعات.