زعماء القمة الرباعية في تركيا (أرشيف)
زعماء القمة الرباعية في تركيا (أرشيف)
الأربعاء 31 أكتوبر 2018 / 12:23

ضغط روسي لإعمار سوريا بلا انتقال سياسي

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية القمة التي عُقدت في اسطنبول بين رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سعياً لإنهاء الحرب السورية التي طال أمدها، معتبرة أن اللقاء أظهر الكثير من النفوذ الذي تتمتع فيه موسكو.

القمة تعبير عن النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به روسيا التي تمارس الضغط من أجل المساعدة في إعادة الإعمار من دون حصول انتقال سياسي

وفيما أكد كل طرف التزامه بإنهاء الصراع الدائر، كانت النتائج التي خلص اليها القادة في القمة قليلة، ما يؤكد التحديات التي تعيق التوصل إلى صيغة للسلام مع وجود فصائل متنافسة وجماعات متشددة، وتردد غربي في إعادة التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ولفتت الصحيفة خاصةً إلى ما صدر عن المجتمعين في نهاية القمة، أي الدعوة إلى حل سياسي لا عسكري.

فقد أعلن أردوغان أن المحادثات كانت مثمرة، وأن القادة اتفقوا على دعم الأمم المتحدة للدفع من أجل تشكيل لجنة تضع دستوراً جديداً لسوريا بحلول نهاية 2018.

لا عودة للاجئين إلا...
من جانبه، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لاعودة حقيقية ومستدامة للاجئين دون إطلاق عملية سياسية.

ورغم المؤشرات القليلة، إلا أنه من المتوقع أن يتحقق هذا الطرح على المدى القصير.

وكان المشاركون في المؤتمر من أجل السلام في سوريا الذي عُقد سابقاً في سوتشي، اتفقوا على تشكيل لجنة تضم 150 عضواً لإعادة كتابة الدستور السوري، تختار الحكومة السورية ثلث المشاركين، والمعارضة ثلثاً ثانياً ، ويبقى الثلث الأخير للأمم المتحدة.

من جانبه، أعلن المبعوث الأممي المستقيل ستيفان دي ميستورا أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض فكرة لعب الأمم المتحدة دوراً في تشكيل جزء من لجنة صياغة الدستور.

تركيا وروسيا
واعتبرت "واشنطن بوست" أن كل بلد يتحرك بقدر ما طالته الحرب السورية. فتركيا التي تأثرت كثيراً، استقبلت 3.5 ملايين لاجئ، وأصبحت هدفاً لهجمات الإرهابية.

وقال أردوغان يوم السبت الماضي،  إن "المئات من مواطنينا وأفراد قواتنا الأمنية أصيبوا أو استشهدوا".

وتدخلت روسيا عسكرياً لدعم النظام السوري، الذي تدعمه إيران أيضاً، واستقبلت ألمانيا وفرنسا عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من القتال الدائر في وطنهم.

نفوذ موسكو
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن القمة كانت فرصة لعكس النفوذ روسيا وتأثيرها على نهاية الحرب.

من جهته، قال توبياس شنايدر، وهو باحث في معهد السياسة العامة العالمي في برلين: "لا يمكن توقع  شيء كبير من القمة...إنها في الغالب تعبير عن النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به روسيا التي كانت تضغط من أجل المساعدة في إعادة الإعمار، دون انتقال سياسي، وتسيطر موسكو على جهات خارجية أخرى استثمرت في استقرار سوريا".