الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الخميس 1 نوفمبر 2018 / 12:31

من إدلب إلى شرق الفرات...كيف سترد واشنطن على أردوغان؟

غداة القمة الرباعية في اسطنبول بين زعماء تركيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، هاجم الجيش التركي أهدافاً لوحدات حماية الشعب الكردية شرق نهر الفرات عند الحدود التركية السورية، وتحديداً في منطقة زور ماغار غرب مدينة كوباني.

عمليات سابقة عبر الحدود ساعدت الحزب الحاكم في كسب مزيد من الدعم الشعبي، وخاصة قبيل انتخابات 24 يونيو

ويلفت سركان دميرطاش، محلل سياسي لدى صحيفة "حريت" التركية، إلى أن ذلك الهجوم هو الأول، منذ وقت طويل، ضد مواقع حماية الشعب الكردية في شرق سوريا.

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مراراً عزم القوات المسلحة التركية مهاجمة مواقع تلك القوات شرق الفرات، ما يعني أن هذا العمل العسكري خُطط له مسبقاً، وأهدافه واضحة.

هجمات متكررة
ويشير كاتب المقال لما أكده أردوغان في خطابه أمام مجموعته البرلمانية، في 30 أكتوبر( تشرين الأول)، وأن ذلك الهجوم سيتكرر، قائلاً: "سندمر تلك المجموعة الإرهابية في شرق الفرات. وسنسحقها عبر عمليات أكثر شمولية وفعالية. استكملنا استعداداتنا وترتيباتنا وخططنا. وعلاوة عليه، بدأنا قبل بضعة أيام تدخلنا الفعال ضد التنظيم الإرهابي".

ملامح
وحسب دميرطاش، هناك بعض الملامح المتعلقة بالأهداف التركية العسكرية والسياسية شرق الفرات. وفي البداية بداية، عند استهدافها لمواقع حماية الشعب الكردية شرق النهر، توجه تركيا رسالة واضحة إلى حماية الشعب الكردية وداعمها الولايات المتحدة الأمريكية.

دأب أردوغان، منذ مدة طويلة، على انتقاد أمريكا بسبب مماطلتها في تطبيق صفقة منبج. ويأتي الهجوم ضد حماية الشعب الكردية، بمثابة إشارة واضحة على تصميم تركيا ورفضها التسامح مع وجود ذلك التنظيم على طول الحدود مع سوريا، وعند شرق الفرات.

وتعمل تركيا على دفع الولايات المتحدة إلى إخراج حماية الشعب الكردية من منطقة منبج، لتعود السيطرة على المدينة إلى سكانها العرب.

ملاحقة
وفي رأي كاتب المقال، في نفس الوقت، بينت تركيا أن طرد حماية الشعب الكردية من منبج نحو شرق الفرات لا يعني أن الجيش التركي سيتوقف عن ملاحقة التنظيم. وتبعاً لذلك، تدعو تركيا الولايات المتحدة إلى توسيع صفقة منبج، لتشمل مناطق تقع شرق الفرات، إذا أرادت تجنب عمليات عسكرية تركية أحادية الجانب ضد حماية الشعب الكردية، في المرحلة المقبلة.

سؤال هام
ووفقاً للكاتب، في هذه المرحلة بالذات، يطرح سؤال هام حول رد فعل الولايات المتحدة، خاصةً في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية تطبيعاً بعد إطلاق سراح القس الأمريكي آندرو برانسون. فاستمرار العمل العسكري ضد حماية الشعب الكردية، ربما يهدد تلك العملية فضلاً عن محادثات جارية على طلب الإعفاء من عقوبات إيرانية، أو حول الغرامات ضد مصرف هالك التركي.

من جهة ثانية، يتعلق الأمر بتوقيت الهجوم الذي حصل بعدما تمكنت تركيا وروسيا من تجنب عمل عسكري في إدلب.

وتمثل الصفقة التي توصلت إليها تركيا وروسيا في 17 سبتمبر( أيلول) الماضي نقطة مفيدة للدولتين، وربما تساعد في الإبقاء على الوضع الراهن مدة من الوقت.

صرف أنظار
وحسب الكاتب، ترغب تركيا في صرف أنظار المجتمع الدولي عن إدلب باتجاه شرق الفرات، وتسويق فكرة أن حماية الشعب الكردية خطرٌ أكبر على وحدة الأراضي السورية.

وليس من باب الصدفة أن يطرح أردوغان قضية حماية الشعب الكردية أثناء انعقاد القمة، في الأسبوع الماضي، مع روسيا، وفرنسا، وألمانيا، رغم تباين مواقف الدول الثلاث من القوات الكردية.

وتتعلق النقطة الأخيرة بعمليات سياسية داخلية مع اقتراب موعد انتخابات محلية، علماً أن عمليات سابقة عبر الحدود ساعدت الحزب الحاكم في كسب المزيد من الدعم الشعبي، خاصةً قبل انتخابات 24 يونيو( حزيران) في تركيا. لذلك يقدم التدخل العسكري شرق الفرات أكبر خدمة لأردوغان.

ورغم كل ما سبق ذكره، يرى كاتب المقال أنه بات من المؤكد أن الانتشار العسكري التركي على طول الحدود السورية سيمتد نحو شرق الفرات، بما يمهد لخلافات جديدة بين تركيا والولايات المتحدة.