قوات أردنية تنفذ عملية أمنية.(أرشيف)
قوات أردنية تنفذ عملية أمنية.(أرشيف)
الجمعة 2 نوفمبر 2018 / 14:27

كيف سيتعامل الأردن مع الدواعش العائدين؟

24- زياد الأشقر

تحت عنوان "لماذا قد يتحول الأردن هدفاً لداعش"، كتبت الباحثة إميلي بيزبوروفسكي في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" أن هذا التنظيم ربما يكون في حالة تراجع في العراق وسوريا، لكن ناشطيه قد يجدون قريباً ملاذاً آمناً في المملكة الأردنية الهاشمية المجاورة.

نجحت عمان في الماضي في منع حصول هجمات، ولكن الصعوبة ستزداد عندما يبدأ "المتخرجون" من الحرب السورية بالتدفق عائدين إلى بلدهم

وقالت إن الأردن كدولة مستقرة وكحليف رئيسي في الإئتلاف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا صارت في الخط الأمامي "في الحرب ضد الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة. لكن هناك مؤشرات متزايدة داخل المملكة تفيد أنه على رغم العلاقات الوطيدة مع الغرب، فإن الأردن قد يصبح الهدف التالي لداعش بعد سوريا.

هجوم السلط
ففي أغسطس (آب) 2018، قُتل أربعة عناصر من قوى الأمن الأردنية وجُرح 16 مدنياً في مدينة السلط. وتم اعتقال خمسة أشخاص يحملون الجنسية الأردنية يعتنقون فكر داعش، بعد الهجوم. وكان في حوزة المهاجمين كميات كبيرة من المتفجرات محلية الصنع مخبأة في مكان قريب، بغية استخدامها في هجمات مقبلة ضد المدنيين ومؤسسات أمنية. وبدد الحادث الهدوء القلق الذي كان يسود المملكة في الأعوام الأخيرة. وذلك لأن نشاط المتطرفين في الأردن كان في ذروته عام 2015، عندما كانت الحرب السورية تفيض بتوترها نحو الداخل الأردني، مما أدى إلى نشوء خلايا متزايدة ومحاولات هجوم.

أرقام
وتوضح الأرقام الصورة- الأردن هو ثالث أكبر بلد كمصدر للمقاتلين الأجانب لخلافة داعش. وسافر نحو 3 آلاف متشدد أردني للالتحاق بالتنظيم. وأكثر من ذلك، أظهر تقرير صدر عام 2017 للمركز الدولي لدراسة العنف المتطرف تفاصيل مفادها أن الكثير من الأردنيين ينجذبون إلى داعش بسبب البطالة والفقر، وأمور مثل التهميش، كما تلعب التربية الدينية دوراً مهماً في التجنيد والعضوية في التنظيم المتشدد.

وبينما يواصل داعش تراجعه في كلٍ من سوريا والعراق، قالت الباحثة: "يمكننا أن نتوقع أن يعود مقاتلو التنظيم إلى بلدانهم الأصلية. وفي حالة الأردن فقد عاد 250 منهم فعلاً. وفيما نجحت عمّان في الماضي في منع حصول هجمات، فإن الصعوبة ستزداد عندما يبدأ (المتخرجون) من الحرب السورية بالتدفق عائدين إلى بلدهم. والمقاتلون الأجانب يحلون بإيديولوجية داعش المتشددة ومسلحون بخبرة قتالية ميدانية، ستكون لديهم القدرة على تجنيد وتعبئة الأشخاص القابلين للتشدد بشكل مباشر- أو التأثير عليهم من خلال وكلاء لهم فضلاً عن الصلات العائلية".

اللاجئون السوريون

ولفتت إلى أن الأكثر خطورة من بين هؤلاء هم اللاجئون السوريون حيث قدر إحصاء أجري في فبراير (شباط) 2018 عدد هؤلاء بـ657 ألفاً في الأردن، أي ما يوازي7 % من سكان المملكة البالغ عددهم 9.5 ملايين نسمة. ويقيم اللاجئون في ظروف مزرية، في مخيمات تفيض بأعدادهم، ويخضعون لمستويات عالية من المجاعة والفقر والجريمة المحلية-ويشكل كل ذلك عوامل مساهمة في الانضمام إلى التشدد.